الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

قبيل الاتخابات البرلمانية المهمة بشهر.. لماذا زار الكاظمي طهران؟

الرئيس نيوز

قبيل انطلاق الانتخابات البرلمانية في العراق، المقرر لها أكتوبر المقبل، اختتم رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، جدول زياراته الخارجية بطهران، لكن يفتح توقيت الزيارة جملة من التساؤلات حول أسبابها في الوقت الحالي، وهل لها علاقة برغبة الكاظمي الحصول على ولاية ثانية في مجلس الوزراء؟ أم لها علاقة بشكل العراق خلال الفترة المقلبة، بعدما لعبت بغداد دورًا في تقريب وجهات النظر بين فرقاء المشهد الإقليمي إيران والسعودية؟.
ويعول مراقبون على الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة في كونها قد تكون بداية لسحب سلاح الميليشيات الموالية لإيران، لكن تقارير آخرى تحذر من أن طهران لن تتساهل في خسارة ذلك الكارت المحوري الذي يمثل جوهر نفوذها في العراق، فيما تعد تلك الزيارة الثانية من نوعها إلى إيران، بعد أن افتتح الكاظمي زياراته الخارجية بطهران في يوليو 2020.
المكتب الإعلامي للكاظمي قال في بيانه إن الزيارة تأتي بدعوة رسمية من الرئيس الإيراني، وتستهدف تعزيز العلاقات الثنائية وفتح آفاق التعاون في مختلف المجالات، والتركيز على عمق العلاقة بين البلدين الصديقين.
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، قال إنه خلافاً لرغبة الأعداء، فإن العلاقات بين إيران والعراق ستشهد نمواً في جميع المجالات، مضيفًا: "اتُّخذت قرارات أيضاً بشأن المسائل المالية في البلدين، ويجب تنفيذها".

وبينما يرجح مراقبون أن زيارة الكاظمي تأتي لترتيب أوضاعه لولاية ثانية، إلا ان مراقبين أكدوا وجود عديد من المحددات الأخرى التي يجري وفقها اختيار الرئاسات في البلاد، من بينها نتائج الانتخابات وتوزيع خريطة نفوذ القوى السياسية وطبيعة التحالفات في البرلمان المقبل، بالإضافة إلى تأثير قوى دولية أخرى على رأسها الولايات المتحدة. 
بحسب تصريحات لموقع "اندبندنت عربية" يقول أستاذ العلوم السياسية هيثم الهيتي، إن زيارة الكاظمي إلى طهران في هذا التوقيت تمثل رغبة واضحة في التجديد لولاية ثانية، خصوصاً مع صعوبة التكهن بمن سيصل إلى المنصب بسبب احتدام التنافس بين الكتل المختلفة، مبيناً أن التوقعات بعدم حصول أي كتلة على فوز ساحق يؤهلها لتشكيل الحكومة المقبلة تعزز حظوظ الكاظمي.
وربما توافق طهران على بقاء الكاظمي لدورة ثانية شريطة إبقاء العراق على وضعه الحالي وتجنب الإصلاحات التي قد تضر بمصالحها في البلاد، ومن بينها السلاح المنفلت الذي يمثل بوابة التأثير الإيراني في الداخل العراقي، وموافقة الكاظمي على تقديم التنازلات لطهران ربما ستضمن له الحصول على دورة ثانية.
فيما ترجح تقارير آخرى أن تكون الزيارة استكمالاً لما جرى في مؤتمر بغداد، في محاولة لتجسير فجوة الثقة بين السعودية وإيران، الأمر الذي يمثل هو الآخر منطلقاً لحصول الكاظمي على ولاية ثانية.

ويتحدت مراقبون عن أن زيارة الكاظمي إلى طهران تأتي لمناقشة ملف الغاز والكهرباء بين البلدين، والضغوط الإيرانية باتجاه أن تقوم بغداد بسداد أجور الطاقة بالدولار، ما يُعد خرقاً للعقوبات المفروضة على إيران، كما تأتي الزيارة ضمن مساعي تهدئة الداخل العراقي قبيل الانتخابات المرتقبة، خصوصاً أن وزير الدفاع العراقي كان ضمن الوفد الحكومي.
يشير الكاتب الصحفي العراقي أحمد حسين، لموقع "إندبندنت عربية" إلى أن رئيس الحكومة يدرك جيداً أن الانتخابات المقبلة لن تأتي بجديد، بل على العكس سترسخ معادلة السلاحين (الفتح - سائرون) المتحكمة بالمشهد، بالتالي فهو ينتظر ولاية ثانية على طريقة ترشيح رئيس الوزراء السابق عادل عبدالمهدي الذي لم يشارك في انتخابات عام 2018، ويضيف حسين قائلًا: "الكاظمي يخوض حراكاً محموماً لترميم علاقته مع التيارات المُوالية لإيران عبر تقديم تنازلات، كان آخرها الموافقة على إعادة 30 ألف مقاتل إلى صفوف الحشد الشعبي".
وفي مؤشر على رغبة الكاظمي في تحسين العلاقات مع وكلاء إيران، ظهوره في أكثر من مناسبة في الفترة الأخيرة مع القيادي البارز في هيئة الحشد الشعبي، أبو فدك المحمداوي، والذي يمثل التيار الموالي لإيران داخل الهيئة، الأمر الذي يعطي انطباعاً أن ثمة تحركات لترطيب الأجواء مع الجماعات الموالية لإيران لضمان القبول به لولاية ثانية.