الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

وسط تدهور العلاقات.. قلق سعودي من سياسات بايدن في الشرق الأوسط

الرئيس نيوز

ذكرت مجلة Oil Price أن العلاقة الاستراتيجية بين السعودية والإدارة الأمريكية تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، كما يتضح من التغييرات المتكررة غير المتوقعة في نهج الرئيس بايدن تجاه المملكة وحكامها. 

وتسببت كارثة انسحاب الجيش الأمريكي في أفغانستان، والتي انتشرت صورها على نطاق واسع، في إحداث ضغوط شديدة في أذهان القادة العرب. 

بينما تقول واشنطن مرارًا وتكرارًا أن الخطوة الأفغانية ليست مرتبطة بالمشاركة العسكرية والاقتصادية الأمريكية الأوسع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، صدمت الفوضى في مطار كابول الرياض وأبوظبي والدوحة بين عواصم أخرى عديدة لحلفاء الولايات المتحدة في الشرق.

ويبدو أن تصرفات واشنطن أحادية الجانب في أفغانستان أضرت بشدة بأساسيات نفوذ الولايات المتحدة في الخليج؛ إذا تبين أن أفغانستان لا تعبر عن نهج أمريكي جديد، فستكون هناك تداعيات سلبية محدودة على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ولكن بعض المطلعين على صنع القرار في واشنطن يعتقدون أنها بداية لشيء أكبر. 

وكل الأنظار تركز الآن على موقف الولايات المتحدة في العراق وتدخلها النشط في سوريا وليبيا.

وذكرت المجلة أن التقييمات العربية سلبية إلى حد ما، وتتوقع انسحابًا عسكريًا أمريكيًا شاملاً في الأشهر المقبلة. وعلى الرغم من استخدام البيانات الدبلوماسية المعسولة من قبل إدارة بايدن، فإن التطورات الحقيقية على الأرض مقلقة. من المؤكد أن المملكة العربية السعودية وولي العهد الأمير محمد بن سلمان ستكون في قلق بالغ في الأسابيع المقبلة. 

وبحسب المجلة، فأي قرار أمريكي الولايات المتحدة الواضح بوضع علاقتها الإستراتيجية طويلة الأمد مع المملكة العربية السعودية تحت الضغط هو قرار مفاجئ. 

تم التأكيد على أن الولايات المتحدة أزالت نظام الدفاع الصاروخي الأكثر تقدمًا وبطاريات باتريوت من السعودية في الأسابيع الأخيرة. وتمت إزالة نظام الدفاع على الرغم من الطلبات المتكررة من قبل المسؤولين السعوديين وأفراد العائلة المالكة للحفاظ على أنظمة الأسلحة في مكانها لمواجهة الهجمات الجوية المستمرة من قبل المتمردين الحوثيين في اليمن. 

وصعّد المتمردون اليمنيون، الذين تم تصنيفهم رسميًا كإرهابيين والمعروفين على نطاق واسع بتلقيهم الدعم من إيران، هجماتهم الصاروخية والطائرات بدون طيار على الأهداف المدنية والتجارية السعودية بما في ذلك المطارات ومواقع إنتاج النفط والغاز مرة أخرى.

ويعد القرار الأمريكي الأحادي الجانب بإعادة نشر الأنظمة المضادة للصواريخ وباتريوت من قاعدة الأمير سلطان الجوية خارج الرياض أمرًا رائعًا، خاصة مع الأخذ في الاعتبار أن معظم حلفاء الولايات المتحدة الخليجيين قلقون من تداعيات كارثة أفغانستان. 

كما يشعر المحللون في الرياض وأبو ظبي والبحرين بالقلق الشديد بشأن الخطط الأمريكية الجديدة المحتملة لإزالة أجزاء كبيرة من عشرات الآلاف من القوات الأمريكية في المنطقة، الموجودة الآن كحصن ضد إيران وحركات تمرد محتملة.

إن تركيز بايدن على أن يحول مسرح قوته العسكرية الجديد إلى آسيا هو الأساس لتحركات القوات المستمرة. 

تشعر معظم دول الخليج، وخاصة  السعودية والإمارات العربية المتحدة، بالقلق بشكل خاص بسبب فشل محادثات الاتفاق النووي (خطة العمل الشاملة المشتركة الإيرانية)، مما يترك طهران في وضع يمكنها من تسريع برامجها النووية.

بالنسبة لمعظم عرب الخليج، تعد تحركات بايدن الجديدة استمرارًا واضحًا لاستراتيجيات أوباما وترامب، والتي تظهر نهاية محتملة للتدخل العسكري والأمني الأمريكي. 

منذ أن تولى بايدن منصبه، تدهورت العلاقات الأمريكية السعودية بشكل كبير. ضغط بايدن على أوبك لزيادة إنتاج النفط، مع ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة، إلى جانب استمراره في مناقشات خطة العمل المشتركة الشاملة، ما أدى إلى تبريد شديد لعلاقات واشنطن بالرياض وأبوظبي. 

كما تضغط إدارة بايدن لفتح ملفات 11 سبتمبر في الأسابيع المقبلة، وقد تم نشر الدفعة الأولى من التقارير والتحقيقات بالفعل، وزاد ذلك من حدة استياء السعودية.

ودفع هوس الإعلام في واشنطن ضد الأمي محمد بن سلمان إلى موقف حرج، وفي الوقت نفسه، صرح وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الذي يقوم بجولة في الخليج، أنه أرجأ زيارته إلى  السعودية إلى أجل غير مسمى. 

وقال مسؤولون في البنتاجون إن هذا يرجع إلى "مسائل جدولة مهام الوزير"، ولكن لن يصدق ذلك أي سعودي.

وأضافت المجلة: "إن حقيقة أن وزير الدفاع الأمريكي كان قادرًا على زيارة الدوحة والكويت وحتى البحرين، ولكنه لم يتوقف في الرياض هي إهانة واضحة. 

وتظل السعودية أقوى حليف للولايات المتحدة في المنطقة، ومن غير المرجح أن تمر التحركات الأمريكية الأخيرة في المنطقة دون رد. 

وتوقعت المجلة أن الغضب في الرياض قد يصبح مكلفًا ضد واشنطن على المدى الطويل. في الأسبوع الماضي، حذر الأمير السعودي تركي الفيصل، رئيس المخابرات السعودية السابق والذي يتمتع باتصالات جيدة مع واشنطن، إدارة بايدن من أن المملكة والشرق الأوسط بحاجة إلى طمأنة بشأن الالتزام الأمريكي تجاه أمن الشرق. 

وانتقد صراحة احتمال سحب صواريخ باتريوت من السعودية في وقت تتعرض فيه السعودية لهجمات صاروخية وهجمات بطائرات مسيرة ليس فقط من اليمن بل من إيران. 

ويكشف الافتقار إلى الثقة الذي من المؤكد أن يكون له نتائج سلبية على المصالح الأمريكية والغربية.

وذكر فريدريك كيمبي، رئيس المجلس الأطلسي، في مقال رأي أن الوضع في أفغانستان يهدد الولايات المتحدة ويؤثر على صورة الرئيس جو بايدن وصورة واشنطن كحليف وشريك موثوق به، في أعقاب الشكوك التي نمت خلال إدارة ترامب". 

وسيكون لتحرك بايدن إلى رفع السرية على نطاق واسع عن الوثائق المتعلقة بهجمات 11 سبتمبر 2001 تداعيات كبيرة. حتى لو لم تظهر حقائق تدين للسعودية، فمن المرجح أن يجبرها الوابل السياسي والإعلامي المستمر على المملكة على إعادة تقييم موقفها من واشنطن.

في الأشهر المقبلة، سيظهر تحول جيوسياسي واقتصادي كبير في منطقة الخليج. إن الموقف الأمريكي الضعيف بالفعل واضح، ولا يبدو أن بايدن يعزز المصالح الأمريكية. 

ستبحث السعودية والإمارات وغيرهما عن لاعبين أقوياء جدد، والبعض يطرق الباب بالفعل أبواب روسيا والصين. في حين أن الخسارة الكاملة للتأثير والنفوذ في المنطقة أمر غير مرجح، إلا أن تأثير البيانات الصادرة عن واشنطن قد تضاءل بالتأكيد. 

تدفع واشنطن الرياض دفعًا لكي تتجه نحو الشرق، مما يفتح الأبواب أمام موسكو وبكين ودلهي. 

ستتأثر سياسات أوبك + أيضًا بتحركات بايدن، حيث تحتفظ المملكة وأبو ظبي وموسكو بسلطة جديدة في أيديهم. إن وجود علاقة أقوى بين أوبك + أو الصين وكذلك موسكو  والهند ومجلس التعاون الخليجي سيكون أكثر تكلفة بالنسبة لواشنطن مما يبدو أن إدارة بايدن تفهمه. 

لا تزال العلاقة بين الطاقة والعسكرية والاقتصاد موجودة وفعالة، ولكن الآن مع وجود لاعبين آخرين يمسكون بزمام الأمور. 

في النهاية، لا تزال الهيدروكربونات تغذي الجيش والاقتصاد العالمي، ولا يزال بايدن يمارس لعبة خطيرة قد تضر بمصالح بلاده.