أول زيارة لمسؤول عربي.. ماذا كان يفعل وزير الخارجية القطري في أفغانستان؟
فيما تبدو محاولة قطرية لتعميق نفوذها وعلاقتها بحركة "طالبان" الأصولية، التي باتت تسيطر على أفغانستان قبيل تنفيذ الجيش الأمريكي قرار انسحابه من هناك بعد نحو عقدين من الزمان من اجتياح الدولة الآسيوية على خلفية أحداث 11 سبتمبر، زار وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، العاصمة الأفغانية كابول أمس الأحد، والتقى مسؤولين في الحركة في القصر الرئاسي.
إلى هذا تُعد هذه أول زيارة لمسؤول عربي عقب تولي الحركة مقاليد السلطة في أفغانستان، فيما يقول مراقبون إن الزيارة متوقعة في ظل التداخل القطري مع الحركة، وتسهيل الدوحة جلسات تفاوض بين الحركة الأصولية وأميركا، خلال الفترة الأخيرة، وهي المباحثات التي تمخض عنها القرار الأمريكي بالانسحاب من أفغانستان.
وخلال حديث سابق لرئيس الوزراء القطري الأسبق، حمد بن جاسم، أكد خلاله أن قرار الدوحة فتح مكتب للتمثيل الدبلوماسي لحركة طالبان كان بإيعاز من واشنطن؛ لكونها كانت تريد فتح قنوات تواصل مع الحركة الأصولية، وقد رأت أميركا أن قطر هي دولة مناسبة لذلك الأمر.
المسؤول في اللجنة الثقافية بحركة طالبان، أحمد الله متقي، قال خلال تغريدة عبر "تويتر"، إن "وزير الخارجية القطري محمد عبد الرحمن آل ثاني، وصل إلى كابول"، مضيفا أنه "ترأس وفدا إلى كابول والتقى بمسؤولين من طالبان في القصر الرئاسي".
مكافحة الإرهاب
وخلال وقت سابق، أكد وزير الخارجية القطري، على ضرورة أن تضطلع حركة طالبان إلى دورها في التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والوفاء بالتزاماتها في هذا الشأن، موضحا في الوقت ذاته أن عزل الحركة ليس بالجواب المناسب لتطورات الأوضاع في أفغانستان.
أما مساعدة وزير الخارجية القطري، لولوة بنت راشد الخاطر، دعت إلى الاستفادة من البراغماتية، التي أظهرتها حركة طالبان مؤخرًا، مشيرة إلى أن "عزلهم كليًا لن يفيد في هذه الحالة"، وقالت إن "عزلهم كليا لن يفيد في هذه الحالة، ولهذا علينا أن نفكر في طرق أخرى للتعامل معهم بدون تقويض حقوق الإنسان وبدون تقويض حقوق المرأة وبدون تقويض كل المعاير الدولية، التي نتبناها جميعا ونعتقد أن هناك فرصة حقيقية هنا لترشيد تصرفاتهم العامة".
وسيطرت "طالبان" على حكم أفغانستان في 15 أغسطس الماضي، بعد دخولها العاصمة كابول، إثر انسحاب قوات الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من البلاد وانهيار الجيش الأفغاني.
عدم العدوان
وأكد زعيم حركة "طالبان"، هبة الله آخوند زاده، أن أرض أفغانستان لن تستخدم ضد أمن أي دولة، مطالبا الجميع المعاملة بالمثل، مشددًا في بيان له، عن نية حركة طالبان إقامة علاقات إيجابية وقوية مع جميع دول العالم من مبدأ الاحترام المتبادل والتعامل الحسن، مؤكدا الالتزام بجميع القوانين والقرارات والمواثيق الدولية التي لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية ولا تناقض القيم الوطنية.
تابع زاده: "نريد أن تكون أفغانستان آمنة ومزدهرة ومكتفية ذاتياً، ومن أجل تحقيق هذا الهدف السامي سنسعى أن نقضي على جميع عوامل الحرب والفتنة، ليعيش مواطنونا في سعادة وسلام"، مؤكدا عزم الحركة على إقامة علاقات إيجابية وقوية مع الجيران وجميع دول العالم، وذلك من مبدأ الاحترام المتبادل والتعامل الحسن.
أكد على ضرورة أن تكون العلاقة مع الدول مبنية على أساس تحقيق المصالح العليا لأفغانستان، وأن الإمارة الإسلامية ستتخذ خطوات جادة ومؤثرة في ما يتعلق بحقوق الإنسان، وحقوق الأقليات، وحقوق الأطياف المحرومة.
حكومة طالبان
في السياق، أعلنت حركة طالبان، الثلاثاء الماضي، ملامح تشكيلها الحكومي، حيث أعلنت الملا محمد حسن رئيسا للحكومة الأفغانية الجديدة بالوكالة، على أن يشغل الملا عبد الغني برادر منصب نائب رئيس الحكومة بالوكالة.
وقال المتحدث باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، في مؤتمر صحفي في كابول، إن محمد يعقوب مجاهد سيتولى منصب وزير الدفاع بالوكالة، فيما سيتم تعيين سراج الدين الحقاني وزيرا للداخلية.
أشار ذبيح الله مجاهد إلى أنه سيتم الإعلان عن الوزارات الأخرى في المستقبل، مضيفا: "أعلنا الوزارات التي كنا في أمسّ الحاجة إليها، وإن شاء الله سنعلن الوزارات الباقية في المستقبل".
ووجهت الحركة دعوة إلى كل من تركيا والصين وروسيا وإيران وباكستان وقطر لحضور مراسم الإعلان عن تشكيل الحكومة. كما وجهت دعوة خاصة للمستشارة أنغيلا ميركل لزيارة أفغانستان.