اليونان: نأمل أن تحل الحكومة الليبية نفسها من قيد الاتفاق التركي
قال وزير الخارجية اليوناني، نيكوس ديندياس، إن أثينا تأمل في أن تحرر الحكومة الجديدة التي سيتم تشكيلها في ليبيا نفسها من قيود المذكرة الموقعة بين حكومة فايز السراج السابقة وأنقرة.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الليبية نجلاء المنقوش في أثينا، وصف دندياس المذكرة بأنها "باطلة وغير موجودة وغير قانونية".
في نوفمبر 2019، وقعت تركيا وليبيا اتفاقًا لترسيم الحدود البحرية كإطار يخدم مساعي تكيا لتجنب فرض أمر واقع عليها من قبل دول المنطقة، ويمثل الاتفاق مخالفة لأحكام القانون الدولي ذات الصلة.
ورداً على الاتفاق غير القانوني، وقعت اليونان ومصر اتفاقية في عام 2020، تحدد المنطقة الاقتصادية الخالصة في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وهي الاتفاقية التي فضتها تركيا بزعم أنها تنتهك جرفها القاري وتتداخل مع المناطق البحرية التي اتفقت عليها مع ليبيا.
وتعد تركيا واحدة من 15 دولة فقط ضمن 193 دولة عضو في الأمم المتحدة لم توقع على اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لأنها تتماشى مع حقوق اليونان البحرية التي تتحداها أنقرة باستمرار.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة هي أيضًا واحدة من هذه البلدان الخمسة عشر، التي يوجد فيها العديد من الدول غير الساحلية، والتي لم توقع على اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، إلا أنها تقبلها كقانون عرفي، وهو أمر لا تقبله تركيا.
وقالت صحيفة Greek City Times اليونانية: "من خلال رفض اتفاقية قانون البحار والتصرف من جانب واحد، تحاول تركيا إعادة رسم خريطة شرق البحر الأبيض المتوسط دون أي اعتبار لحقوق السيادة البحرية لليونان".
وتسنتد أثينا في ملف غاز شق المتوسط إلى علاقات متينة مع واشنطن، حيث أشار سفير الولايات المتحدة لدى اليونان، جيفري بيات، خلال مؤتمر عبر الهاتف غطته الصحيفة اليونانية، إلى الدور المهم والمتطور الذي تلعبه اليونان في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، فقد ظهرت اليونان كحليف مهم للولايات المتحدة في هذه المنطقة تحديدًا، وهي منطقة قال إنها في قلب التنافس العالمي بين القوى الكبرى.
كما تعول واشنطن على أثينا كثيرًا في جهودها لكبح جماح الطموحات التركية في المنطقة.
أدلى السفير الأمريكي بهذه التصريحات خلال مؤتمر عبر الهاتف في مركز تحليل السياسة الأوروبية بعنوان "تغير المد والجزر: منافسات القوى العظمى في شرق البحر المتوسط" الذي عقد أمس الثلاثاء في واشنطن.
وفي حديثه عن رؤية استراتيجية مشتركة بين الولايات المتحدة واليونان، شدد السفير الأمريكي على أن اليونان قد نمت لتصبح بلدًا يُعد نموذجًا إيجابيًا، بالنظر إلى أنها أثبتت أنها تستثمر في علاقات تعاون ضمن منطقة جغرافية واسعة.
وأشار إلى أن هذا النطاق الجغرافي الواسع لأوجه التآزر والمبادرات الخاصة بالسياسة الخارجية اليونانية مهم لواشنطن، حيث تبحث الولايات المتحدة عن أصدقاء وحلفاء في المنطقة، في ضوء اندلاع التنافس بين القوى العظمى.