الغاز المصري يُنير ظلمة لبنان.. خطة أمريكية تشمل مصر والأردن وسوريا لمساعدة بيروت في تجاوز أزمة الكهرباء
في خطة رباعية الأطراف بين أمريكا ومصر والأردن وسوريا، ذكرت الرئاسة اللبنانية أن الرئيس، ميشال عون، تلقى اتصالا هاتفيا من سفيرة الولايات المتحدة لدى بيروت، دوروثي شيا، أبلغته خلاله بـ"قرار الإدارة الأمريكية بمساعدة لبنان في استجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا عن طريق الغاز المصري"، في محاولة منها لمساعدة لبنان في احتواء أزمة الطاقة الكهربائية التي يعاني منها حاليا، وذلك عن طريق توفير كميات من الغاز المصري الى الأردن، تمكنه من انتاج كميات إضافية من الكهرباء لوضعها على الشبكة التي تربط الأردن بلبنان عبر سوريا، بالإضافة إلى تسهيل نقل الغاز المصري عبر الأردن وسوريا وصولا إلى شمال لبنان.
وجاء ذلك بعد أن أعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، عن انطلاق أولى السفن الإيرانية المحملة بالمشتقات النفطية إلى لبنان الذي يعاني من نقص حاد بالمشتقات النفطية، محذرا من اعتراض السفينة.
في حين أكد الأردن استعداده لتقديم "كل الدعم الممكن للبنان" وتزويده بالطاقة الكهربائية من الشبكة الأردنية وإيصال الغاز المصري عبر الأردن وسوريا إلى لبنان.
قالت سوريا يوم السبت إنها ترحب بطلب لبنان استيراد الغاز المصري عبر أراضيها بهدف توليد الطاقة، وذلك بعد أن قام وزراء لبنانيون بزيارة هي الأعلى مستوى لدمشق منذ سنوات.
يعاني لبنان نقصا في الطاقة أجبر حتى الخدمات الأساسية، بما في ذلك المستشفيات، على الإغلاق أو تقليص عملياتها. وهذه الأزمة ناجمة عن انهيار مالي أوسع أضر بالاقتصاد بشدة منذ عام 2019.
والهدف من زيارة الوفد بقيادة زينة عكر، التي تشغل عدة مناصب في حكومة تصريف الأعمال في لبنان منها الخارجية، هو تمهيد الطريق لخطة تدعمها الولايات المتحدة للحد من انقطاعات الكهرباء في لبنان عن طريق نقل الكهرباء عبر الشبكة السورية.
وقال نصري خوري الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري في بيان مقتضب عقب الاجتماع "سوريا وافقت على طلب الجانب اللبناني المساعدة في تمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية".
وتنطوي الخطة على استخدام الغاز المصري لتوليد الكهرباء في الأردن ثم نقلها عبر سوريا إلى لبنان.
تشكل العقوبات الأمريكية على دمشق عاملا معقدا في أي جهد لمساعدة لبنان عبر سوريا، لكن أعضاء الكونجرس الذين زاروا بيروت الأسبوع الماضي قالوا إن واشنطن تدرس طرقا للتعامل بشكل عاجل مع هذه العقبات.
وقالت السفيرة الأمريكية في لبنان دوروثي شيا أيضا إن هناك إرادة لتنفيذ الخطة.
خط الغاز العربي
ما كشفت عنه السفيرة الأميركية أعاد إلى الواجهة مشروع خط الغاز العربي، الذي تم الإتفاق على إنشائه في العام 2000، والذي من المفترض أن يتولى نقل الغاز المصري إلى دول المشرق العربي ومنها إلى أوروبا بطول 1200 كلم. في العام 2003، تم تدشين المقطع الأول من الخط، الذي يربط مدينة العريش المصرية بالعقبة الأردنية، بينما في العام 2008 تم الانتهاء من استكمال مسار الخط داخل الأراضي السورية وصولاً إلى طرابلس في لبنان.
المشروع كان يستهدف ضم منتجين كبار، كالسعودية والعراق، والربط مع الشبكة الأوروبية عبر تركيا، إلا أن التطورات التي حصلت في المنطقة حالت دون أن يبصر النور، الأمر الذي يفتح الباب أمام طرح الكثير من التساؤلات، نظراً إلى أن خطوط إمداد الغاز نحو أوروبا هي جزء من صراع كبير على مستوى المنطقة، مع العلم أنه مع إنطلاق أحداث ما بات يعرف بـ"الربيع العربي"، تعرض هذا الخط إلى سلسلة من الإعتداءات، سواء داخل الأراضي المصرية أو السورية.