تسجلات صوتية نادرة.. فاطمة رشدي تكشف أسباب انفصالها عن المنتج كمال سليم وعلاقاتها بالمخابرات المصرية بعد ثورة 23 يوليو (9)
خلال الحلقة السابقة أشارت فاطمة رشدي عن بدء تجهيز أول فرقة مسرحية حكومية في أعقاب ثورة 23 يوليو، وخلال هذه الحلقة من "أسرار حياة سارة برنار الشرق" أول ممثلة ومخرجة مصرية في تاريخ السينما والمسرح، تكشف فاطمة رشدي أسرارا جديدة عن الفرقة وأسباب انسحابها منها قبل بدء العمل، كما تروي تفاصيل انفصالها عن المنتج كمال سليم واسباب تهديده لها بالقتل، وتزيح الستار عن أول لقاء لها بالمخابرات المصرية بعد ثورة 23 يوليو.
تفاصيل أول عمل في المسرح العسكري لتجسيد "عروس رشيد" بحضور الرئيس جمال عبدالناصر
كشفت فاطمة رشدي في حلقات "أسرار حياة سارة برنار الشرق" في مذكراتها التي سجلتها بصوتها وحصل موقع "الرئيس نيوز" ما تعرضت له في تلك الفترة العصيبة بمسيرتها الفنية في أول فرقة فنية حكومية ، وتقول :"أرسلوا إلى دور لا طعم له ولا لون، وحذ في نفسي أنهم عهدوا إلي بدور تافه أهبل مع عيل صغير.. أصبح بقائي مستحيلا، حقد وغيرة ووسطاء وأغراض سافلة".
لأول مره فاطمة رشدي تكشف أسرار ما دار في تكوين أول فرقة مسرحية حكومية
وتروي فاطمة رشدي ما تعرضت له في تلك الفترة العصيبة بمسيرتها، وتقول :"أرسلوا إلى دور لا طعم له ولا لون، وحذ في نفسي أنهم عهدوا الي بدور تافه أهبل مع عيل صغير.. أصبح بقائي مستحيلا، حقد وغيرة ووسطاء وأغراض سافلة .. رفضت وخرجت واستمر عزيز عيد في الفرقة"، وخلال وقت قصير جدا من جلوسها في منزلها فوجئت بعرضين، الأول كان من المنتج توني مذراحي وهو المشاركة في بطولة فيم الطريق المستقيم مع أمينة رزق ويوسف وهبي، وهو من اخراجه أيضا، والعرض الثاني تلقته خلال زيارة بمنزلها من صديقها جابر عبدالسلام الذي جاء باحثا عنها لبطولة فيلم ثمن السعادة، لتختار "ثمن السعادة" بعد أن أعجبها دورها، ويعرض الفيلم في الاسكندرية ثم القاهرة ثم في أمريكا، ويحقق نجاح باهر.
لماذا هددها المنتج كمال سليم بالقتل وكيف تخلصت من حبه لها وغيرته عليها ؟
وهنا تنتقل فاطمة إلى عالم الشهرة والفن وتعود بقوة، ليطلب منها المنتج كمال سليم أن تقوم ببطولة فيلم "العزيمة" ويعرض عليها أجر 160 جنية فقط، فترفض فاطمة رشدي، ثم يعود لاستخدام وسائل اقناع مرضية بالنسبة لها، فتوافق في نهاية الجلسة، وتعود لتتذكر أن هذه الشركة منذ سنوات أخذت لها "تيست كاميرا"، وابلغوها انها لا تصلح للعمل في السينما، فهي الأن تجلس في نفس المقعد ويتعاقدوا معها على فيلم من بطولتها.
وتروي فاطمة رشدي تفاصيل تلك الفترة وتقول في مذكراتها :"رتب كمال سليم جلسات عمل مكثفة، وعرض الفيلم وحقق نجاح باهر حتى أن أحد المؤرخين الفرنسيين كتبوا عنه أنه فيلم تخطى البيئة المحلية إلى العالم الأوروبي، وقال لي كمال سليم أن الفضل كله يرجع ليكي"، وتستكمل في دهشة :"طلب مني الزواج"، بدون أي مقدمات، وردي كان أن مركزي يحتم علي أن أعيش في مستوى معين، وألح على طلبه بالزواج مني، وصدرت منه توافع وأصبح بغار من كل انسان يضحك في وجهي".
وخلال فترة عرض الفيلم تلقت فاطمة رشدي عرضا بتقديم مسرحية من فصل واحد بأحد كازينوهات الاسكندرية، بالإضافة لغناء بعض القطع، ووافقت وسافرت بالفعل بصحبة عزيز عيد، وتقول :"كنت أنا وعزيز متلازمين في الاسكندرية وكمال في القاهرة، وبدأت الحيرة تدب في رأسه وغار من الأستاذ والزوج سابقا، وعندما عدت عايرني بأنه صنع مني نجمة سينما وأنا انزل للكازينوهات في الشارع، وقلت لها (كبار النجوم في أمريكا يلقوا منولوجات في كازينوهات، ويتحدث في حقهم الحاقدين وكل من همهم هدم العباقرة بشتى وسائل التشويه).
حوار بين فاطمة رشدي وكمال سليم
بداء حوارا مطولا جمع فاطمة رشدي بكمال سليم
كمال : لماذا لا تعملي في فرقة حكومية ؟
فاطمة : لأن الروتين يقتل المواهب ويخنق الفن وأبطال المسرح هما اللي رفعوا السينما في مصر
كمال : انتي عايزة تسيبيني علشان عزيز عيد .. هقتلك
فاطمة : لا أسمح لك أن تتعرض لسمعتي
كمال : أنا بحب وعمري ما حبيت غيرك .. وأنا اللي عملتلك فيلمك اللي رجعك تاني وخدتي الجوايز بسببه.
فاطمة : انت اللي فوزت بالجايزة والمكاسب أنا خدت أجري فقط
كمال : انتى الجايزة
فاطمة : الجمهور حب فيا الفنانة
كمال : مفيش راجل هيحب المرأة فنيا بس يا فاطمة
فاطمة : طيب وانت .. حبيت فاطمة الأنثى ولا الفنانة ؟
كمال : انتي كل حاجة
فاطمة : أنا السبب في نجاح الفيلم
وتقول فاطمة رشدي أنه بعد أن بدأ يعايرها في حديثة وترد عليه، قررت أن تنهي الحوار وقال لها كمال سليم متسائلا في غضب :"هي دي تبقى النهاية !"، لتفاجئه بلطف ردها :"لأ دي بداية صداقتنا"، وانفصلت عن كمال سليم.
وتستكمل فاطمة حديثها قائلة :"قمت مع شركتي برحلة مع عزيز عيد إلى السودان ومثلنا "السلطان عبدالحميد" و"كيليوباترا"، وكان من ضمن أعضاء الفرقة محسن سرحان، ودعيت إلى حفلة كبيرة في سراي عبدالرحمن المهدي، واستقبلنا بنفسه فى ترحاب، وشاهدت رقصات سودانية جميلة، ولم يكن هناك مسرح في السودان، ولكن تكفلت عبقرية عزيز عيد من بناء مسرح هناك لأول مره".
زيارات استثنائية في السودان وفلسطين والأردن
المخابرات تسألها عن تفاصيل لقائها بالملك عبدالله .. وحقيقة علاقتها بإنقلاب سوريا
وتسرد قائلة :"بعد السودان رحلت للعمل في رحلة إلى فلسطين وعملت في حيفا ويافا وهذه البلاد، وسكنت اوتيلات نضيفة وكنت متعبة، ووصلنا القدس وحجز لي متعهد الحفلات حجرة فى اوتيل كينج ديفيد الذي كانت ترتاده اسمهان واللملكة نازلي، لقت نمت في نفس الحجرة التي ناموا بها وسعدت بذلك"، لتنقلب الأحوال فجأة وتحدث حالة من الهرج والمرج وسماع طلقات رصاص في الشوارع، ويبلغها الفندق بضرورة المغادرة إلى مصر لأن هناك ثورة وحرب بين اليهود والعرب، وعادت بالفعل إلى مصر، ثم دعيت إلى تونس وأخرجت هناك عرضين مسرحيين هما غادة الكاميليا وجوزموندا لأحمد رامي، وتكونت فرقة لطيفة واستمرت العروض شهرين على مسرح البلدية، ثم قامت الثورة واضطرت فاطمة العودة للقاهرة لتقديم عدة أفلام".
وتروي فاطمة قائلة :"ثم دعاني المسرح العسكري لتجسيد "عروس رشيد"، واتفق معي حمدي عاشور مدير الشئون العامة بالقوات المسلحة على عدة حفلات وحضر أحدها جمال عبدالناصر، وقمت برحلة للصعيد وطلب مني أحد الوجهاء تقديم جبل التوبان، هذا كله بعد عملي في الحقل السينمائي لسنوات"، وبعد حالة الارهاق التي عانتها فاطمة رشدي قررت السفر إلى الأردن للترويح عن نفسها، وقابلت خلال إجازتها الملك عبدالله وتناولت معه الشاي بصحبة بعض رجال الدولة هناك، وتقول فاطمة عن هذا اللقاء :"الملك عبدالله قال كلمة جميلة وألقى بعض أبيات من الشعر العربي القديم والحديث، واستمتعت جدا بالجلسة، وسألني (هل تريدين تقديم بعض الحفلات هنا يا فاطمة)، وردت عليه شاكرة ومؤكدة أنها جاءت فقط للترويح عن نفسها".
وعندما أرادت فاطمة أن تطوف في جولة عربية قبل العودة إلى مصر، فوجئت بشخص يتقدم لها ويطلب منها أن تركب معه ليوصلها إلى لبنان، وركبت معه بالفعل إلى سوريا، ودعاها للغداء في احد الكازينوهات، ثم استأذن منها وتركها لمدة قصيرة جدا وعاد ليتوجها إلى لبنان، ثم عادت إلى القاهرة، وفوجئت بدعوة من أحد رجال المخابرات المصرية يدعوها لزيارة في المحافظة بباب الخلق، وتوجهت بالفعل في الموعد المحدد، وتقول :"استقبلني بترحاب وهنأني بسلامة الوصول، ثم سألني .. كيف كانت جلستك مع الملك عبدالله"، واجبته فاطمة بتفاصيل بسيطة عن الأشعار التي يلقيها الملك، فأخرج لها جريدة البلاغ وقال لها (الراجل اللي كان معاكي عمل انقلاب في سوريا)، وتفاجأت فاطمة وشعرت بصدمة، ثم قال لها ضابط المخابرات (اتفضلي .. شكرا لكي)، ورحلت إلى منزلها.