أول تعليق سوداني على مزاعم أثيوبيا دعم هجوم على "سد النهضة"
في أول رد فعل سوداني على المزاعم الأثيوبية بتسلل عناصر من جبهة "تحرير التيجراي" إلى الداخل الأثيوبي من الناحية السودانية، بنية إحداث أعمال تخريبية في سد النهضة المائي الذي تبيه أديس أبابا على مياه النيل الأزرق، قال المستشار الإعلامي للقائد العام للجيش السوداني العميد الطاهر أبو هاجة، إن "الاتهامات الإثيوبية بمحاولة تخريب السودان لسد النهضة لا أساس لها من الصحة".
ومساء أمس الجمعة، أفادت وسائل إعلام إثيوبية، أن مجموعات مسلحة حاولت الهجوم على سد النهضة الإثيوبي، زاعمة أنهم قاموا بالتسلل إلى البلاد عبر الحدود السودانية، في اتهام صريح للسودان بدعم هؤلاء المسلحين من أجل تعطيل بناء السد وتخريبه.
المسؤول السوداني قال في تصريحات صحافية: "تابعنا تصريحات منسوبة للجيش الإثيوبي تتحدث عن دعم القوات المسلحة السودانية لمجموعات مسلحة حاولت تخريب سد النهضة، نحن نؤكد أن هذا الاتهام لا أساس له من الصحة".
أضاف أن هذه التصريحات تعبر عن الواقع الصعب الذي يعيشه النظام الإثيوبي بسبب انتهاكاته المستمرة لحقوق شعبه، داعيا القيادة الإثيوبية إلى العمل على حل صراعاتهم بعيداً عن إقحام السودان فيها، حسب تعبيره، مشددا على أن السودان وجيشه لا يتدخل في القضايا الداخلية لدولة إثيوبيا.
كانت وسائل إعلام إثيوبية قد أعلنت، أمس، أن الجيش الإثيوبي نجح في التصدي لمجموعة مسلحة مكونة من 130 شخصا تابعين للجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، حاولت دخول البلاد من السودان عبر الحدود لتعطيل عملية بناء سد النهضة الإثيوبي، وقالت إن الجيش الإثيوبي نجح في القضاء على 50 مسلحًا، وأوقع إصابات عديدة بين صفوفهم، حيث كان بحوزتهم ألغام مضادة للمركبات، وأنواع مختلفة من المتفجرات.
وخلال الفترة الأخيرة تمكنت "جبهة تحرير التيجراي" من إحداث تغيير في القتال؛ حيث تمكنت من إعادة تنظيم صفوفها، وتمكنت من تحقيق انتصارات على حساب قوات الحكومة المركزية (التابعة لأبي أحمد)، واستعادة السيطرة على الإقليم، وبدات في شن هجمات مضادة على الحكومة المركزية.
الباحثة في الشؤون الأفريقية، أميرة الشريف، تقول لـ"الرئيس نيوز": "كل ما تتناقله أديس أبابا يظل اتهامات مرسلة؛ إذ لا أدلة حقيقية على ما حدث في ظل إغلاق تام للدولة ومنع أي من وسائل الإعلام والصحافة الوصول إلى تلك المناطق التي تشد نزاعات. أضف إلى ذلك لو افترضنا جدلًا وجود هجوم فعلي على السد فأين الأسلحة والذخائر التي تم مصادرتها وأين صور الجثث التي تم قتلها".
قالت الشريف: "يبقا هناك تساؤل آخر هل بمقدور جبهة تحرير التجيراي إحداث عمليات تخريب وتدمير لسد النهضة، خاصة أن عملات من هذه النوعية تحتاج لتجهيزات كبيرة لا يعلم أحد هل الجبهة تمتلكها أم لا"، ورجحت أن تكون العملية دعائية من بابا الحشد الشعبي لحكومة أبي أحمد التي آلت إلى السقوط".