رغم محاولات أنقرة للاختراق.. أول صدام بين "طالبان" وتركيا
على الرغم من المحاولات التركية التداخل مع حركة "طالبان" التي باتت تسيطر على غالبية المناطق في أفغانستان في أعقاب الانسحاب الأمريكي، إلا أن الحركة الأصولية، بدا أنها منزعجة من التصرفات التركية؛ وذلك على خلفية تحدث أنقرة عن نيتها التواجد العسكري في مطار حامد كرزاي، فما كان من الحركة إلا أن حذرت من أنها ستتعامل مع أي وجود عسكري أجنبي في البلاد على أنه "احتلال".
تركيا أخذت تحذيرات حركة "طالبان" بحمل الجد، لتعلن وزارة الدفاع التركية مساء أمس الأربعاء، وبشكل مفاجئ البدء في إجلاء الجنود الأتراك من أفغانستان، بعد إصرار أنقرة على إبقاء القوات التركية في مطار حامد كرزاي.
وقال الناطق باسم حركة "طالبان"، ذبيح الله مجاهد، إن أفغانستان ترفض الخطط التركية لنشر قوات في مطار حامد كرزاي الدولي، وأن أفغانستان لا تحتاج إلى قوات تركية، لتعلن وزارة الدفاع التركية بدء إجلاء قواتها.
يقول الباحث في الشؤون التركية، أشرف سالم، لـ"الرئيس نيوز": "تركيا تريد أن تضمن لها موطئ قدم في أفغانستان، بعدما سيطرت حركة طالبان على معظم أنحاء البلاد، وتجهز لتشكيل الحكومة"، لافتًا إلى أن أردوغان يريد أن يحتفظ له بدور في المشهد الأفغاني وبالتالي يزداد الاهتمام الدولي به، لكن فيما يبدو أن الحركة تريد أيضًا الاحتفاظ بخصوصية تجربتها.
تابع سالم: "هذا لا يمنع أن الحركة ستقبل بتبادل المعلومات والخبرات مع تركيا مثلما يحدث حاليًا في مطار كابول؛ إذ وصل فريق تركي وقطري للدعم الفني في مطار كابول، لذلك لابد ان تحدد الدول العربية موقفها مما يحدث في أفغانستان حتى لا تكون تلك المنطقة موضع نفوذ جديد لتركيا، إذ ان التباين المذهبي بين الحركة وإيران يقلص فرص طهران في التواجد هناك".
وخلال وقت سابق، قال الرئيس التركي، رجب أردوغان، إن مسؤولين أتراك ألتقوا بعناصر من حركة طالبان لمدة 3.5 ساعة، وكشف عن أن السفارة التركية تم نقلها إلى القسم العسكري في مطار كابول، مشيرا إلى أن السفارة تواصل أنشطتها في المطار، وتابع: "أول لقاءاتنا عقدها أصدقاؤنا بإشراف سفارتنا، مع طالبان لمدة 3.5 ساعات".
أكد أردوغان أنه ليس من واجب تركيا الحصول على إذن من أي شخص حول مكان ومتى ونوع الاجتماعات التي ستعقدها.
وفي سياق منفصل، أعلن أردوغان إدانته للهجوم الإرهابي في كابول، مشيرا إلى أن تنفيذ داعش لمثل هذا الهجوم، يكشف مدى خطورة التنظيم في المنطقة وفي العالم كله.
أضاف: "كشف الهجوم مدى أهمية الأمن في أفغانستان. أولويتنا هي إجلاء المواطنين. لقد وضعنا الخطط اللازمة لمواطنينا الذين يريدون العودة إلى بلدنا. لقد نجحنا في تنفيذ عمليات الإجلاء هذه في ظل ظروف استثنائية. نحن نرى أن زوارنا راضون أيضًا".