الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

هل يستطيع ماكرون استعادة النفوذ الفرنسي في العراق؟

الرئيس نيوز



سلطت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية، الضوء على تحركات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة تجاه لبنان والعراق، مشيرة إلى أن الشكوك تحيط بقدرته على استعادة نفوذ فرنسا في العراق في ظل الهيمنة الإيرانية على النظام السياسي في البلاد.

ونقلت الصحيفة عن محللين عراقيين قولهم إن تعهدات ماكرون بشأن اعتزامه بقاء القوات الفرنسية في العراق حتى إذا قرر الرئيس بايدن سحب القوات الأميكية من هناك تذكر بتعهداته المشابهة تجاه لبنان، وهي التعهدات التي لم تصمد طويلاً بسبب مستوى النفوذ الإيراني الذي يمارس على المشهد السياسي اللبناني من خلال حزب الله.

وقال ماكرون في مؤتمر صحفي هذا الأسبوع: "بغض النظر عن الخيارات التي يتخذها الأمريكيون، سنحافظ على وجودنا في العراق لمحاربة الإرهاب" طالما أرادت الحكومة العراقية ذلك.

وأعرب الرئيس الفرنسي خلال زيارته للموصل عن دعمه لمسيحيي العراق على نحو يذكر بوصاية فرنسا على المسيحيين في لبنان، ويبدو أن هذا التوجه يوحي بأن فرنسا تسعى إلى إعادة تهيئة الظروف ذاتها التي أدت إلى دورها الفاشل في لبنان.


ويشكو المسيحيون العراقيون على وجه الخصوص من التمييز ونقص المساعدة من الحكومة في استعادة منازلهم وممتلكاتهم التي صودرت أثناء النزاع من قبل الجماعات المسلحة القوية والتنظيمات الإرهابية مثل تنظيم داعش.

وفي خطاب ألقاه في كنيسة سيدة الساعة في المدينة المدمرة، والتي تعمل منظمة اليونسكو الثقافية التابعة للأمم المتحدة على ترميمها، حث ماكرون المجتمعات الدينية في العراق على "العمل معًا" لإعادة بناء البلاد.

وقال الرئيس الفرنسي: "نحن هنا للتأكيد على أهمية الموصل وللتعبير عن التقدير لجميع الطوائف التي يتكون منها المجتمع العراقي"، مضيفًا أن "عملية إعادة الإعمار بطيئة وبطيئة للغاية". أعلن ماكرون عزم فرنسا فتح مدارس وقنصلية في المدينة.

وتسعى فرنسا، التي تمول المدارس المسيحية الناطقة بالفرنسية في المنطقة، إلى تسليط الضوء على محنة المسيحيين في الشرق الأوسط، فضلاً عن الأقليات الأخرى.

وزار البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، العراق في مارس وذهب أيضا إلى كنيسة الموصل القديمة.
وقال أحد المحللين: "يمكن مساعدة ماكرون في مهمته من قبل الشركات الفرنسية التي تعرف القضايا العراقية جيدًا، من الأسلحة إلى الكهرباء إلى مترو بغداد. لكن السؤال هو ما إذا كانت فرنسا على استعداد لتمويل مثل هذه المشاريع”، ولكن فرنسا ليست في وضع مالي يتيح لها الإنفاق أو التمويل أو تقديم المنح، ولا العراق كذلك الذي يمكن اعتباره في ازمة اقتصادية طويلة الأمد بعد الحكومات المتعاقبة الموالية لإيران منذ عام 2006 وبعد هدر كل الأموال التي دخلت خزينة الدولة في وقت كان فيه سعر كان برميل النفط مرتفعًا.

وفقدت فرنسا نفوذها في العراق منذ حرب عام 1991 عندما قرر الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران الانضمام إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لتحرير الكويت. حافظت باريس على وجود بارز في العراق خلال الثمانينيات. ويواجه العراق اليوم سلسلة من الأزمات بالإضافة إلى التوترات الأمنية المستوطنة كما يعاني السكان من نقص في الكهرباء لأن الدولة تعتمد بشكل كبير على الإمدادات المتقطعة حاليًا من إيران المجاورة. كما يتعين على السلطات أن تأخذ في الحسبان تدهور البنية التحتية والخدمات إلى جانب الركود الاقتصادي الذي تفاقم بسبب انخفاض أسعار النفط وتفشي وباء كوفيد-19.