"خوفا من الإعدام".. مساعدو رئيس أفغانستان يروون كواليس هروبه
عكست تقارير وسائل الإعلام الغربية المتابعة لأفغانستان صورة فوضوية للغاية للأيام الأخيرة لأداء حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني عندما استولت طالبان على السلطة.
وقال موقع ياهو نيوز إن الرئيس أشرف غني تمكن من الفرار على عجل من أمره عندما كان مساعدوه في استراحة الغداء، وظل بعض المساعدين يعتقدون أن مسلحي طالبان دخلوا القصر الرئاسي وتمكنوا من القبض على غني.
وأثار انهيار الحكومة الأفغانية حالة من الفوضى، وحاول مئات الآلاف الفرار من كابول. وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني فر من البلاد دون أن يتمكن من إخطار مساعديه وحلفائه لأنه كان يخشى دخول مقاتلي طالبان إلى القصر الرئاسي.
وأضافت واشنطن بوست أمس الأحد أن الفوضى عصفت بالحكومة الأفغانية في كابول حتى قبل اجتياح حركة طالبان ضواحي المدينة في 15 أغسطس.
في كابول وواشنطن العاصمة، كان كبار المسؤولين يعتقدون أن تقدم طالبان ومحاولاتها ستستغرق على الأرجح بضعة أسابيع قبل الاستيلاء على العاصمة.
لكن في أعقاب سقوط مدينة جلال أباد الإقليمية الرئيسية في يد مقاتلي طالبان في 14 أغسطس، هرع المسلحون إلى العاصمة دون معارضة او مقاومة تذكر.
ويرسم تقرير واشنطن بوست صورة سريالية للأحداث في القصر الرئاسي، حيث كان المسؤولون يعتقدون أن غني سيبقى في السلطة حتى 31 أغسطس، موعد الانسحاب العسكري الأمريكي الكامل، وسيساعد في التفاوض على حكومة انتقالية.
وقال المسؤولون للصحيفة إن مساعدي الرئيس ذهبوا لتناول الغداء عندما أخبرهم أحد كبار مساعدي غني بأن مقاتلي طالبان دخلوا القصر وكانوا يبحثون عنه من غرفة لأخرى.
وقال أحد كبار المستشارين للصحيفة: " كان يعلم يقينًا أنه إذا بقي سيُقتل". وسأل غني عما إذا كان بإمكانه العودة إلى المنزل لجمع بعض المتعلقات، لكن قيل له إنه لا وقت لذلك، واستقل مع زوجته وكبار مساعديه طائرة هليكوبتر أقلعت إلى أوزبكستان، حيث نقلته الطائرة إلى الإمارات العربية المتحدة. عندما عاد المسؤولون من الغداء، وجدوا أنه ذهب وليس في مكتبه.
في الواقع، لم يدخل مقاتلو طالبان القصر لكنهم كانوا يحترمون اتفاقًا للبقاء في ضواحي كابول بينما يمكن التفاوض على حكومة مؤقتة.
ولكن غني خشي من تكرار مصير الرئيس الأفغاني عندما استولت طالبان على السلطة آخر مرة في عام 1996، والذي تم إعدامه وتعليقه على نقطة تفتيش.
ولم يُبلغ غني كبار المسؤولين الحكوميين أو حلفاء الولايات المتحدة برحيله، مع انهيار الحكومة آنذاك. وحاول عدد كبير من المسؤولين والأفغان الذين عملوا مع منظمات غربية بعد ذلك الفرار من البلاد، وتدفقوا إلى مطار كابول حيث بدأت مشاهد الرعب والفوضى منذ ذلك الحين.
في الليلة التي سبقت فرار الرئيس غني، أخبر غني الأفغان في خطاب وطني متلفز أن تركيزه الرئيسي ينصب على "منع المزيد من عدم الاستقرار والعنف والتشريد وأنه يسعى لإعادة بناء الجيش الأفغاني".
ودافع غني في رسالة نشرها على فيسبوك فيما بعد عن قراره بالفرار قائلا إنه غادر البلاد "من أجل منع إراقة الدماء". ونفى مزاعم أنه غادر البلاد ومعه حقيبة مليئة بالنقود.