بعد التقارب المصري.. الإمارات في طريقها لطي الخلاف مع قطر وتركيا
بدا أن دولة الإمارات العربية المتحدة، في طريقها لترطيب الأجواء مع دولتي قطر وتركيا، وذلك بعد فترة من القطيعة التامة والتلاسن الخشن بينهم. فيما تبدو إجراءات دبي الأخيرة إزاء الدوحة أول خطوة عملية وجدية لتطبيق اتفاق قمة العلا التي تم عقدها في السعودية يناير الماضي وأنهت أزمة الرباعي العربي مع قطر.
وبحسب ما تم إعلانه من مخرجات قمة العلا أنه تم الاتفاق على على أن تكون التسوية بين دول الرباعي العربي، من جهة، وقطر من جهة أخرى، تكون منفردة، بحيث تعالج كل دولة شواغلها مع الدوحة بشكل منفرد بدلًا من المطالب الجماعية.
وكانت مصر والسعودية، قطعتا شوطًا كبيرًا في المصالحة مع قطر، إلى الدرجة التي عقد فيها الرئيس السيسي مع الأمير تميم بن حمد، خلال قمة "بغداد للتعاون والمشاركة"، وكانت جلسة أخوية شهدت تبادل لوجهات النظر.
كما وافقت مصر على قبول اعتماد السفير القطري لديها، وخلال وقت سابق تبادل الرئيس السيسي والأمير تميم التبريكات بسبب المناسبات الديني بينها عيد الأضحى والسنة الهجرية.
مؤشرات واضحة
من المؤشرات على التقارب الإماراتي مع كل من قطر وتركيا، الزيارة المُفاجئة التي قام بها الشيخ طحنون بن زايد، مُستشار الأمن القومي والرّجل الإماراتي القوي، للدوحة الخميس الماضي، وكان لافتا أن الشيخ محمد بن راشد حاكِم إمارة دبي، ونائب رئيس دولة الإمارات ورئيس وزرائها، حرص على لقاء الأمير تميم على هامِش قمة بغداد أمس السبت، ونشر تغريدةً على حسابه على التويتر مرفوقة بصور هذا اللقاء، مؤكدا فيها "بأن الأمير تميم شقيق وصديق، والشعب القطري قرابة وصهر والمصير الخليجي واحد، كان وسيبقى".
الباحثة في الشؤون الخليجية، أميرة الشريف تقول لـ"الرئيس نيوز": "بقي خطوة أخرى وتتم المصالحة الإماراتية القطرية، وهي معاتفة بين الشيخ محمد بن زايد والأمير تميم، وحينما يتم هذا فإنه يمكن القول حينها إن صفحة الخلاف قد طويت تمامًا"، لافتة إلى أن زيارة الشيخ طحنون للدوحة ولقاء الشيخ محمد بن راشد والأمير تميم في بغداد كلها أمور إيجابية وتمهد لمصالحة الأكبر.
قالت الشريف: "الزيارة واللقاء يظهر حِرص الجانب الإماراتي على إغلاق مِلَف الخِلافات مع دولة قطر من خلال أخذ زمام المُبادرة بذهاب الشيخ طحنون بنفسه إلى الدوحة، وكذلك بقاء محمد بن راشد وتميم"، وأوضحت أن الخاف الخليجي ترتب عليه شرخ في الجدار الخليجي في ظل تنامي النفوذ الإيراني والتركي، فضلًا عن كلفة المقاطعة اقتصاديًا وكذلك تداعياتها الاجتماعية.
أما الباحث في الشؤون التركية، أشرف سالم، فيقول لـ"الرئيس نيوز" "يبدو أن هناك نوايا إماراتية وأخرى تركية لتصفير المشاكل بينهما، خاصة تركيا التي يعاني اقتصادها بشكل غير مسبوق، بسبب انهيار سعر صرف العملة، وسحب العديد من الاستثمارات الأجنبة رؤوس أموالها من أنقرة بسبب عدم الاستقرار السياسي، وكذلك الإمارات التي من المؤكد أنها ستستفيد بشكل كبير في الاستثمار في تركيا خاصة في مجالات الطاقة وصناعة السيارات".
وعقب الزيارة المفاجئة التي قام بها الشيخ طحنون إلى أنقرة ولقائه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أسبوع، أعلن الأخير عن التّوصل خِلال اللقاء إلى اتّفاقات اقتصادية تشمل ضخ الإمارات حزمة من الاستِثمارات الضّخمة قيمتها عشَرات المِليارات في الاقتِصاد التّركي.