الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بعد قطع العلاقات.. بوادر حرب باردة في شمال إفريقيا بين المغرب والجزائر

الرئيس نيوز


يأمل المراقبون ألا يستمر قطع العلاقات الجزائرية المغربية لنفس المدى الزمني الذي استمرت به أزمة مقاطعة قطر من قبل الرياض وأبو ظبي والمنامة والقاهرة، من منتصف 2017 حتى يناير 2021.

توقعت صحيفة لوموند الفرنسية بعد قطع الجزائر للعلاقات مع المغرب بسبب غضب الحكومة في الجزائر من الرباط وعدد من القضايا الأخرى، أن تستمر الحرب الباردة بين الجارتين.

وقالت الصحيفة في تقريرها إنه نذير شؤم عندما تتقاتل الدول العربية مع بعضها البعض ولو قتالاً باردًا وغير دموي، فتلك المشاحنات لها الكثير من النتائج السلبية على العروبة والقومية والمصالح الإقليمية الشاملة بالإضافة إلى الأطراف الدولية التي اعتادت الصيد في الماء العكر، فتندفع بعضها لتأييد هذا الطرف أو ذاك.

وتوقعت صحيفة Digital News الكندية أنه ما لم يبادر العقلاء بالتوسط في حل الخلافات فقد يطول أمد الخلاف الجزائري المغربي الحادث الآن، بسبب القضايا المشتعلة والمصالح المتضاربة، ولا يخفى على أحد أن الجارتين في شمال أفريقيا متشابكتين بسبب عوامل الجغرافيا والثقافة والتاريخ والمجتمع. ولكن الجزائر غاضبة وتتهم المغرب بإشعال الحرائق في الجزء الشمالي من البلاد والتي أودت بحياة 91 شخصا بينهم 31 جنديًا. وتقول إن الرباط تدعم علنا الأقلية الأمازيغية في الجزائر وتطالب بالحكم الذاتي لمنطقة القبائل من خلال دعم حركتها المسلحة. كما أن الجزائر تتهم الرباط بالتدخل العلني في شؤونها الداخلية ويقول ساستها إن ذلك أمر غير مقبول.

وتوقع تحليل نشرته صحيفة All Africa أن كل من الرباط والجزائر ستسعى إلى الهيمنة على المنطقة الإستراتيجية لإفريقيا - منطقة الساحل المضطربة - حيث ستنهي فرنسا عملياتها وتسحب قواتها بحلول عام 2023.

من جانبها، تتهم المغرب الجزائر بدعم جبهة تحرير البوليساريو التي تطالب بدولتها على الأراضي الصحراوية التي تعتقد الرباط أنها أراضيها وخاضعة لسيادتها. لطالما دعمت الجزائر الجبهة ماليًا وهذا لم يكن مقبولًا أيضًا. وأعربت الجزائر عن غضبها في الآونة الأخيرة، خاصة عندما اعترف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية مقابل توقيع الرباط لاتفاقية تطبيع مع إسرائيل.

وتواصل الجزائر اعتبار التطبيع مع إسرائيل خط أحمر مقدس لا يجب تجاوزه، وكانت الحكومة غاضبة بشكل خاص عندما زار وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد الرباط في أوائل أغسطس الجاري والذي أدلى بتعليقات بشأن العلاقات الجزائرية الإيرانية. عندما أعلن وزير الخارجية الجزائري رمضان العمامرة أن الجزائر ستقطع العلاقات، قال إن بيان لبيد يرقى إلى تدخل في الشؤون الداخلية للبلاد من قبل مسؤول إسرائيلي لا يحق له التواجد في منطقة المغرب العربي.