بعد قطع العلاقات.. بوادر حرب باردة في شمال إفريقيا بين المغرب والجزائر
يأمل المراقبون ألا يستمر قطع العلاقات الجزائرية المغربية لنفس المدى الزمني الذي استمرت به أزمة مقاطعة قطر من قبل الرياض وأبو ظبي والمنامة والقاهرة، من منتصف 2017 حتى يناير 2021.
توقعت صحيفة لوموند الفرنسية بعد قطع الجزائر للعلاقات مع المغرب بسبب غضب الحكومة في الجزائر من الرباط وعدد من القضايا الأخرى، أن تستمر الحرب الباردة بين الجارتين.
وقالت الصحيفة في تقريرها إنه نذير شؤم عندما تتقاتل الدول العربية مع بعضها البعض ولو قتالاً باردًا وغير دموي، فتلك المشاحنات لها الكثير من النتائج السلبية على العروبة والقومية والمصالح الإقليمية الشاملة بالإضافة إلى الأطراف الدولية التي اعتادت الصيد في الماء العكر، فتندفع بعضها لتأييد هذا الطرف أو ذاك.
وتوقع تحليل نشرته صحيفة All Africa أن كل من الرباط والجزائر ستسعى إلى الهيمنة على المنطقة الإستراتيجية لإفريقيا - منطقة الساحل المضطربة - حيث ستنهي فرنسا عملياتها وتسحب قواتها بحلول عام 2023.
من جانبها، تتهم المغرب الجزائر بدعم جبهة تحرير البوليساريو التي تطالب بدولتها على الأراضي الصحراوية التي تعتقد الرباط أنها أراضيها وخاضعة لسيادتها. لطالما دعمت الجزائر الجبهة ماليًا وهذا لم يكن مقبولًا أيضًا. وأعربت الجزائر عن غضبها في الآونة الأخيرة، خاصة عندما اعترف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية مقابل توقيع الرباط لاتفاقية تطبيع مع إسرائيل.
وتواصل الجزائر اعتبار التطبيع مع إسرائيل خط أحمر مقدس لا يجب تجاوزه، وكانت الحكومة غاضبة بشكل خاص عندما زار وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد الرباط في أوائل أغسطس الجاري والذي أدلى بتعليقات بشأن العلاقات الجزائرية الإيرانية. عندما أعلن وزير الخارجية الجزائري رمضان العمامرة أن الجزائر ستقطع العلاقات، قال إن بيان لبيد يرقى إلى تدخل في الشؤون الداخلية للبلاد من قبل مسؤول إسرائيلي لا يحق له التواجد في منطقة المغرب العربي.