دراسة: الأوضاع في أفغانستان تبشر بمستقبل قاتم.. وصراع داعش وطالبان محتمل
بعد ما يزيد على أسبوع من السيطرة على الحكم في أفغانستان وسقوط العاصمة في أيدي حركة طالبان المتشددة، التي تسببت في عودة الموت والقتل والفوضى إلى البلاد، أصبحت تكلفة الانسحاب الأمريكي المتعجل لا تحصى، كما يقول بيتر سبنسر، المراسل السياسي لمجلة The Malestrom البريطانية.
ومع بدء وصول القوات البريطانية المنسحبة إلى لندن يمكن القول بأن بوريس جونسون لا يزال في ورطة، ولكن يمكنه أن يعتبر نفسه محظوظًا لأنه ليس في نفس موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ويعترف كبار ضباط الجيش البريطاني بأن رجالهم سيعانون على الأرجح من اضطراب ما بعد الصدمة، ولا ينبغي أن يثير الاستغراب، حيث شاهدوا عن كثب يأس الكثيرين الذين يكافحون من أجل الفرار من قبضة طالبان الحديدية.ومع بدء وصول القوات البريطانية المنسحبة إلى لندن يمكن القول بأن بوريس جونسون لا يزال في ورطة، ولكن يمكنه أن يعتبر نفسه محظوظًا لأنه ليس في نفس موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن.
بينما تحاول دول الغرب التغلب على نتائج وتداعيات انسحابها وتراجعها المهين، لن يتمكن من الهرب الكثير من المستحقين على الرغم من امتلاكهم كل الأوراق المطلوبة لمغادرة أفغانستان، واهتمت الصحف البريطانية بشكل خاص بالأفغان المتعاونين مع القوات الأنجلو أمريكية الذين سيتوجب عليهم في نهاية المطاف الاستسلام لعقاب طالبان الذي ينتظرهم.
وانتقدت المجلة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بسبب عدم وجود تخطيط مسبق للإخلاء، وأقرت بأنه تم إجلاء البعض ولكن هذا غير كافٍ.
وترددت اتهامات أمريكية وغربية عديدة للرئيس الأمريكي جو بايدن، بمسؤوليته المباشرة عن تطور الوضع السيئ إلى أسوأ بسبب حساباته الخاطئة المأساوية. وتجاهل بايدن كافة الدعوات التي حثته على إبقاء أكبر قاعدة عسكرية أمريكية، في باجرام، مفتوحة والتي كان من الممكن أن تجعل عملية الإخلاء أقل فوضوية، والأكثر من ذلك أنه إذا استجاب للنصيحة بإبقاء2500 جندي في أفغانستان للإشراف على العمليات لما انحدرت الأوضاع إلى هذه النقطة المروعة. كما غفل بايدن بشكل محزن عن تحذيرات وكالة المخابرات المركزية من أن الجيش الأفغاني قد ينهار على يد طالبان في غضون أيام.
وأضافت الصحيفة أن ما يحلو للمراقبين تسميته "اللعبة الكبرى" انتهى بمثل هذا الخزي، وربما تختلف الآراء، ولكن هناك حقائق ثابتة أساسية، فبعد فظائع 11 سبتمبر قبل عشرين عامًا، قررت حكومة بوش الابن أنه لا يجب السماح لأفغانستان بإيواء الإرهابيين والآن تثبت الإدارة الأمريكية الحالية أنها غير قادرة على تنفيذ ذلك التحدي.
وبغض النظر عن طالبان، فإن مجانين تنظيم داعش خراسان قد تمكنوا من تنفيذ عمليات قتل جماعي الأسبوع الماضي، وقتلوا بشكل عشوائي كل من طالته أيديهم، وعلينا أن نتحمل سيلاً من مقاطع فيديو قطع الرؤوس والإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي.
وبصورة فجة، يعتقد الدواعش أن طالبان عبارة عن مجموعة من الجواسيس والعملاء الذين لا يتبعون مبادئ الإسلام، وعند هذه النقطة من المحتمل أن تنشب الصراعات المتحمسة بين العديد من الحركات المتشددة التي يكفر بعضها بعضًا.
إذن ما الذي يخبئه المستقبل لأفغانستان؟
أعرب رفائيلو بانتوشي زميل معهد Royal United Services Institute البحثي الرائد في مجال الدفاع والأمن في بريطانيا عن توقعات شديدة القتامة، وتوقع امتداد وتصاعد الحرب الأهلية التي لا نهاية لها في أفغانستان وانتقال البلاد إلى حقبة دموية ووحشية جديدة.
واكتشف مركز بيو للأبحاث، وهو مؤسسة فكرية أمريكية غير حزبية مقرها واشنطن، الكثير من الحقائق المزعجة، يبدو أن جميع الأفغان تقريبًا يفضلون الشريعة، ويؤيد 85 في المائة الرجم كعقوبة للزنا. بالإضافة إلى ذلك، يؤيد أربعة من كل خمسة منهم الإعدام لمن يعتقدون أنه غير متدين بما فيه الكفاية، وفي الانتخابات الرئاسية لعام 2019، أدلى واحد فقط من كل عشرين شخصًا بصوته. ثم هناك الأبعاد القبلية: هناك أربعة عشر مجموعة عرقية مذكورة في النشيد الوطني وحده، فإذا أضيفت المخاوف من الصراعات القبلية إلى المخاوف من الحرب الأهلية والتنظيمات الإرهابية فقد تتحول أفغانستان إلى جحيم على الأرض.