طبيعة الموقف الروسي حول الوساطة الإيطالية بشأن كابول
فضّل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال زيارته للعاصمة الإيطالية روما التحدث عن الاستثمارات ولقاحات فيروس كورونا أكثر من أفغانستان، وقال عن الوساطة الإيطالية "لدينا أولويات مختلفة".
فيما تعد إيطاليا حليف قوي للولايات المتحدة ولهذا السبب لا يمكن لموسكو أن تكون لاعب في مجموعة العشرين بشأن الأزمة الأفغانية.
ويمكن تلخيص موقف الدبلوماسية الروسية تجاه النشاط الإيطالي حول الأزمة في أفغانستان في عبارة: "شكراً. لا شكراً".
وفي زيارته إلى روما، وضع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، شروط وأحكام للوساطة التي قدمتها إيطاليا، حيث تتولى الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين.
وأدان وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو في مؤتمر صحفي هجوم تنظيم داعش الدامي أمام مطار كابول والذي قتل فيه ثلاثة عشر من مشاة البحرية الأمريكية (المارينز)، و دعا إلى "الحوار الأساسي مع روسيا" لتحقيق استقرار الأزمة وضرورة وجود "نهج عالمي ومتماسك ومشترك".
ثم تحدث عن خريطة الطريق الإيطالية التي ستقدم في مجموعة العشرين المكونة من خمس أولويات: "حماية المدنيين، الحماية الملموسة لحقوق الإنسان، ضمان وصول المساعدات الإنسانية، مكافحة الإرهاب، الإدارة الفعالة لتأثير الهجرة"، وفقاً لموقع" ديكود 39" الإيطالي.
وتحدث لافروف عن السياحة والعلاقات التجارية ومنتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي والتبادل بين الشباب لتعلم اللغة. واللقاح، و "تعاون البحث العلمي بين المركز الروسي غامليا وسبالانزاني الإيطالي"، والرحلات الجوية ومكافحة الجريمة المنظمة.
وقام بالرد جزئياً على مجاملات نظيره الإيطالي الذي تحدث عن "الصداقة التاريخية بين الشعبين". فيما رد على دعوات دي مايو بشأن الشروط المتعلقة بالمعارض الروسي أليكسي نافالني والامتثال لاتفاقيات مينسك و القرم، مضيفاً: "المنشق الروسي في السجن؟ "أدعوكم إلى دراسة التقرير الخاص بالتسمم للبوندستاغ (البرلمان الألماني)".
وفيما يخص أوكرانيا، قال إن قراراتها التشريعية تنتهك اتفاقيات مينسك"، مع عدم نسيان احتجاجات سبوتنيك في، واللقاح الروسي لم يوافق عليه من وكالة الأدوية الأوروبية وبالتالي تم استبعاده من الشهادة الأوروبية الخضراء.
وبشأن أفغانستان، قال مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن مجموعة العشرين بقيادة إيطاليا أمر جيد، لكن "الحلول المشتركة ليست سهلة أبدًا".
وبخصوص الأولويات الإيطالية الخمس للتعامل مع حركه طالبان، قال إن الحرب ضد الإرهاب تأتي في المرتبة الأخيرة وأولويتنا هي أمن حلفائنا والدول الجنوبية المجاورة (مع أفغانستان ) المعرضة للخطر.. المساعدات الإنسانية، المنظمات غير الحكومية، إدارة المهاجرين هي مشكلة أوروبية أكثر من كونها مشكلة روسية.
بدورها، حاولت الدبلوماسية الروسية تسليط الضوء على العلاقات المميزة مع الدول الأوروبية الرئيسية بعد أن قرر الاتحاد الأوروبي (على عكس الرئيس الأمريكي جو بايدن) عدم استئناف الاجتماعات العليا مع روسيا.
ومثلت المحاولات الإيطالية لإنشاء قناة للتعامل مع الوضع الأفغاني مساعدة مرحب بها للحكومة الروسية حيث أكدت على جهود روما كما اتضح أيضاً في مكالمة رئيس الوزراء الإيطالى ماريو دراغي الهاتفية إلى بوتين في 17 أغسطس حيث تحدث الكرملين عن مبادرة إيطالية.
يأتي هذا فيما هناك حقيقة أخرى يريد الروس كشفها هي أن الوساطة مرحب بها، ولكنها ليست ضرورية، فيما تعد مجموعة العشرين الإيطالية فرصة مهمة وليست أساسية.