مستقبل وطن.. نادي رياضي يثير جدل الشارع السياسي
احتل حزب مستقبل وطن صدارة اهتمام وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي على مدار الساعات القليلة الماضية، لكن الضجة التي أحدثها الحزب خلال هذه الفترة لم تكن من منطلق قيام حزب الأغلبية بعمل سياسي أو برلماني، إنما من منطلق رياضي بعد الحديث عن شراء نادي مستقبل وطن لنادي كوكاكولا الصاعد حديثا إلى الدوري المصري الممتاز.
أصل الحكاية
بداية القصة كانت من خلال تدوينة للإعلامي عمر ربيع ياسين على موقع "تويتر" أعلن خلالها عن بيع نادي كوكاكولا الصاعد حديثا الي الدوري المصري الممتاز عن مجموعة القاهرة إلى نادي مستقبل وطن الموجود حاليا في دوري الدرجة الثالثة، وبحسب "عمر"، بلغت قيمة الصفقة 80 مليون جنيه، موضحا أنه تم توقيع العقود والإعلان سيكون يوم الاثنين المقبل.
حديث عمر ربيع ياسين تسبب في حالة من البلبلة عقب انتشار الخبر، الأمر
الذي دعا مجلس ادارة نادي كوكاكولا إلى إصدار بيان نفى فيه الواقعة جملة وتفصيلا،
وأكد المهندس مجدي إسماعيل رئيس مجلس إدارة نادي كوكاكولا، أن إشاعات بيع النادي
كلام غير صيح تماما ولكن هناك عروض مقدمة إليهم بالفعل ولكن مجلس الادارة والشركة
الراعية ترفض العروض المقدمة، والنادي مستمر في مسابقات الدوري الممتاز.
من ناحية أخرى، سارع حزب مستقبل وطن إلى نفي هذه الأنباء أيضا، ونفى النائب أحمد الجندي، عضو مجلس الشيوخ، القائم بأعمال رئيس نادى مستقبل وطن، هذه الأنباء، وقال في تصريحات صحفية له إن الحديث عن شراء نادي مستقبل وطن لنادي كوكاكولا، عار تماما عن الصحة، وأن ناديه لم يجر أي مناقشات حول هذا الأمر، علاوة على أن النادي لا يملك المبالغ الطائلة لشراء نادي كوكاكولا.
تدخل السياسة في الرياضة
وبعد أن أصبح حزب مستقبل وطن هو الحزب الوحيد الذي يمتلك نادي رياضي، بات هناك تخوفا رئيسيا من استغلال الرياضة في الأغراض السياسية، مما يؤثر بالسلب على القطاعين السياسي والرياضي في مصر، لكن هذه التخوفات قلل منها النائب عصام هلال، عضو مجلس الشيوخ، والأمين العام المساعد لحزب مستقبل وطن، والذي أكد في تصريحاته لـ"الرئيس نيوز" عدم وجود أي مانع لامتلاك أي حزب لنادي رياضي يضم أعضاء من كافة أطياف المجتمع وسكان المحافظات التي يتواجد بها.
وأضاف: "النادي مكان لممارسة الألعاب الرياضية بكافة أشكالها
والوانها، وليس له أي علاقة بالسياسة، وبالتالي فلا تخوف من ذلك، إضافة إلى عدم
وجود أي مانع لأنضمام أي فرد في المجتمع للنادي".
طرحنا السؤال على ممثلي المعارضة في مجلسي النواب والشيوخ، حول إمكانية أن تقوم أحزابهم بتأسيس أندية، وهل يعد هذا إقحاما للسياسة في الرياضة، وأكد سيد عبد العال، رئيس حزب التجمع وعضو مجلس
الشيوخ لـ"الرئيس نيوز" أنه لا مانع أن يقوم حزبه بذلك طالما القانون لا
يمنع، ومن ثم لا توجد مشكلة في تأسيس مثل الأندية.
تأثير سلبي
النائب إيهاب منصور، رئيس الهيئة البرلمانية للحزب المصري
الديمقراطي، قال لـ"الرئيس نيوز": "مثل هذه الأمور تحتاج إلى تفكير كبير
في كافة الأبعاد، ومن المفترض أن الرياضة ليست لها علاقة بالسياسة، ونحن كحزب نقوم
في بعض الأحيان بتنظيم بعض الدورات لكرة القدم أو تنظيم بعض الرحلات، لكن لم نفكر
في تأسيس نادي يحمل اسم الحزب المصري الديمقراطي".
وأضاف: "في رأيي تأسيس الحزب لنادي يحتاج إلى دراسة كافة أبعاده،
خاصة فيما يتعلق بإمكانية أن يؤثر ذلك على الحياة السياسية بالسلب أم لا، خاصة وأن إدارة الحزب السياسي تختلف كليا عن إدارة نادي رياضي".
شرطان أساسيان
رامي محسن، مدير المركز الوطني للاستشارات
البرلمانية، وصف إقدام حزب مستقبل وطن على تأسيس نادي يحمل اسمه بالخطوة الجيدة، داعيا باقي الأحزاب للاقتداء بها، لتشجيع الشباب على ممارسة الرياضة وخلق جيل
جديد يتمتع بالصحة، وأضاف لـ"الرئيس نيوز": "هناك شرطان أساسان يجب
توافرهما لضمان عدم التداخل بين السياسة والرياضة، الأول عدم السماح لعقد مؤتمرات أو
انشطة سياسية أو برلمانية خاصة بالحزب داخل مقر النادي، أما الشرط الثاني فيتمثل
في أن يكون هذا النادي مفتوحا لكل المواطنين ولا يقتصر فقط على أعضاء الحزب، لأنه في
هذه الحالة ستكون هناك مخالفة للدستور نتيجة الوقوع في محظور التمييز".