بايدن والسيسي.. علاقة جيدة عكس تطلعات الإعلام النيوليبرالي
شهدت بدايات ولاية الرئيس الأمريكي السادس والأربعين، جو بايدن، فتورا في العلاقات بين واشنطن والقاهرة، واعرب بايدن في أكثر من مناسبة أثناء حملته الانتخابية عدم ارتياحه لعلاقات التعاون والبناء والثقة المتبادلة بين إدارة سلفه دونالد ترامب والقيادة السياسية في مصر.
وكان بايدن بذلك يغازل وسائل الإعلام والنشطاء لحصد الأصوات في صناديق الاقتاع، ولكن انتهزت وسائل الإعلام النيوليبرالية واليسارية الفرصة بتحريض من تنظيم الإخوان الإرهابي الذي يمارس حياته الطبيعية في الولايات المتحدة بحرية لافتة بالإضافة إلى قوى إقليمية معادية لمصر، فتعددت المقالات والأعمدة التي كانت تحرض إدارة بايدن علانية ضد مصر.
ولكن الآن، وفقًا لمجلة Jacobin، يبدو أن إدارة بايدن لا تعير انتباهًا لجوقة الإعلام النيوليبرالي، فقد ابدت الإدارة الأمريكية استعدادها التام للموافقة على حزمة مساعدات عسكرية كبيرة الحجم تساعد في دعم القاهرة.
في الأسابيع المقبلة، من المتوقع أن يتخذ وزير الخارجية أنتوني بلينكين قرارًا مهمًا بشأن سياسة الشرق الأوسط، وأشارت المجلة إلى أن قرار تسليم حزمة المساعدات العسكرية الكاملة البالغة 1.3 مليار دولار للقاهرة هو قرار اتخذه وزراء الخارجية المتعاقبون، على الرغم من الاختلافات الظاهرة في إداراتهم، من جون كيري إلى ريكس تيلرسون ومايك بومبيو.
وتعد مصر ثاني أكبر متلق للمساعدات العسكرية الأمريكية في العالم بعد إسرائيل. ومنذ عام 1978، تلقت أكثر من 50 مليار دولار من المساعدات العسكرية و30 مليار دولار من المساعدات الاقتصادية.
وتتكون جميع المساعدات العسكرية منذ عام 1985 من منح لا ترد، وبالنسبة للسنة المالية 2020، من المقرر أن تتلقى مصر 1.3 مليار دولار من التمويل العسكري - وهو نفس مستوى التمويل الذي تلقته منذ عام 1987.
يعكس هذا المستوى من المساعدات العسكرية أهمية مصر بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط وكان أبرز مثال يدلل على هذه الأهمية توسط القاهرة في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في مايو 2021.