بنشر "مسيّرات" شمال قبرص.. تركيا تواصل الاستفزاز في شرق المتوسط
ذكرت وكالة سبوتنيك الروسية أن النزاع القبرصي ظل يمثل أبرز الأسباب الحديثة للعداء بين اليونان وتركيا على مدار عشرات السنين.
واشتعلت الخلافات مجددًا في عام 2019 بعد اكتشاف حقل غاز كبير في المياه الجنوبية لجزيرة قبرص، والذي سرعان ما طالبت جمهورية شمال قبرص التركية المعلنة ذاتياً بحقوقها فيه بدعم من أنقرة.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس، أمس الأربعاء، نقلاً عن مصاد مطلعة ومراقبين، أن قاعدة جوية بطائرات تركية بدون طيار في شمال قبرص أثارت مخاوف في الدول المجاورة التي تعتبر نشرها مصدرًا إضافيًا لزعزعة الاستقرار في منطقة شرق البحر المتوسط.
وترى الحكومة القبرصية الرسمية في نشر طائرات بدون طيار مسلحة في جمهورية شمال قبرص التركية أداة لمتابعة تنفيذ "أجندة توسعية" تتبناها تركيا لفرض السيطرة على المنطقة بأكملها، التي يحتمل أن تكون غنية بالغاز الطبيعي.
ونقلت وكالة أسوشييتد برس عن دبلوماسي مصري - شريطة عدم الكشف عن هويته - قوله إن نشر الطائرات التركية بدون طيار هو جزء آخر من سلسلة "إجراءات أنقرة الاستفزازية" التي تتطلب ردًا "حازمًا" من المجتمع الدولي.
وتعد القاعدة ذات التسليح التركي، إلى جانب الإجراءات الأخرى في قبرص وليبيا والبحر الأبيض المتوسط، من العوامل التي تساهم في المزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة.
وقال: "إنه أمر مقلق. هذا السلوك يعزز فكرة أن تركيا لن ترتدع بمجرد بيانات وشجب دبلوماسي، لكنها تحتاج إلى إجراءات قوية من الدول المعنية".
أرسلت تركيا لأول مرة طائرات بدون طيار مسلحة إلى قبرص في ديسمبر 2020 ردًا على استكشافات النفط والغاز التي أجرتها شركات الطاقة الدولية، والمرخصة من قبل السلطات القبرصية الرسمية.
وذكرت سبوتنيك أن طائرتين بدون طيار من طراز بيرقدار Bayraktar TV2 تم نشرهما في قاعدة ليفكونيكو الجوية.
ويبلغ مداها 200 كيلومتر وارتفاعها 6100 متر، ويمكنها حمل أسلحة ومعدات مراقبة قادرة على تقديم صور في الوقت الحقيقي لسفن البحرية التركية.
بالإضافة إلى ذلك، ذكر التقرير أن أنظمة استهداف الأقمار الصناعية لشركة بيرقدار تخضع لتحديث لتوسيع نطاقها.
وتستعد القاعدة التي تستعين بالتسليح التركي بأكملها للترقية لاستيعاب المزيد من الطائسرات بدون طيار وطائرات المراقبة وطائرات التدريب والمقاتلات المتقدمة، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس.
وتنتقد السلطات اليونانية والقبرصية وجود تركيا في مناطق البحر الأبيض المتوسط باستمرار، معتبرة إياه مؤشرًا على تورط أنقرة بشكل غير قانوني في أعمال التنقيب عن الغاز في مناطقها البحرية. في المقابل، تزعم أنقرة امتلاكها تراخيص من جمهورية شمال قبرص التركية.
كما زعمت تركيا أن التنقيب قبالة الساحل الجنوبي لقبرص يتجاهل حقوقها وحقوق القبارصة الأتراك في الثروة المحتملة للمنطقة من الرواسب الهيدروكربونية.
وأكدت صحيفة دايلي ميل البريطانية أن القاعدة الجوية التي تستضيف طائرات تركية بدون طيار في الثلث الشمالي الانفصالي لقبرص المنقسمة عرقيا على مضاعفة مصادر القلق بين الدول المجاورة، التي تعتبر المحطة أداة إضافية لعدم الاستقرار في منطقة شرق البحر المتوسط المضطربة.
وأضافت دايلي ميل أن تركيا نشرت أسلحة ثقيلة وأكثر من 35 ألف جندي في شمال قبرص منذ انقسام الجزيرة على أسس عرقية في عام 1974 عندما غزت القوات التركية ردا على انقلاب أنصار الاتحاد مع اليونان. لكن نشر الطائرات بدون طيار يوفر لتركيا قدرة هجومية أوسع أدت إلى تفاقم القلق الإقليمي.
وعلنيًا، تفاخر زعيم القبارصة الأتراك الانفصاليين، إرسين تاتار، على شاشة التلفزيون التركي في وقت سابق من هذا الشهر بأن الطائرات التركية بدون طيار يمكن أن تتدافع بشكل أسرع بكثير من القواعد الموجودة في البر الرئيسي لتركيا "لتفقد المنطقة "حتى سواحل مصر.
ونقلت دايلي ميل عن أحد المحللين قوله إن التوسع التركي المخطط لقاعدة الطائرات بدون طيار يمثل مشكلة لأنه سيؤدي إلى تفاقم الشركاء الإقليميين - وخاصة اليونان وقبرص – وسنجم عن ذلك مجموعة جديدة من الاعتبارات الأمنية في شرق البحر المتوسط الذي يعدج من الملفات افقليمية والدولية الساخنة بالفعل.