بعد نحو 3 أشهر من المباحثات الاستكشافية.. إلى أين وصلت العلاقات المصرية التركية؟
لايزال ملف العلاقات المصرية التركية ضبابي وتسوده حالة من عدم الوضوح بسبب كثرة الملفات المتداخلة بين الدولتين على رأسها الملف الليبي، وغاز المتوسط، والتدخلات التركية في الدول العربية، إلى جانب استمرار أنقرة توفير الدعم والحماية لشخصيات مطلوبة أمنية لتورطها في قضايا إرهاب.
واعتبرت تقارير أن ملفًا جديدًا يضاف إلى الملفات التي ربما تزيد من حالة الجفاء بين القاهرة وأنقرة، هو التقارب التركي الإثيوبي، وسط استمرار أزمة ملف "سد النهضة" الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق ومن المقرر أن يخصم من حصة مصر المائية السنوية، إذ يخشى مراقبون من أن تقدم أنقرة مزيدًا من الدعم لإثيوبيا في ملف السد.
الباحث في الشؤون الحركات الأصولية، مصطفى أمين، يقول لـ"الرئيس نيوز": "ظني أن ملف الهاربين في تركيا ليس هو العائق أمام إتمام المصالحة بين القاهرة وأنقرة، فالملف ربما يكون قد حدث فيه بعض الحلحلة بعدما أقبلت تركيا على غلق عدد من البرامج وهي الخطوة التي تعد إيجابية بشكل كبير، لكون تلك البرامج كانت تبث مواد تحريضية ضد القاهرة".
يقول أمين: "الملف الليبي وملف الترسيم البحري، هما أبرز ملفان يعيقان إتمام عملية الصلح بين البلدين؛ فالرئيس التركي رجب أردوغان بصريح الكلام نحن باقون هنا في ليبيا، ولا يمكن لأي قوة إخراجنا من هنا". لافتًا إلى مصر تعتبر التواجد الأجنبي في ليبيا واستمرار انتشار المرتزقة تهديد مباشر للأمن القومي المصري، فيما ترفض تركيا التنازل عن مكتسباتها التي حققتها في ليبيا.
أما الباحث في الشؤون التركية، أشرف سالم، يقول لـ"الرئيس نيوز": "محادثات مصر وتركيا لم تصل إلى طريق مسدود رغم جمود الموقف في الوقت الحالي، إلا أنه استدرك قائلًا: "جمود الملف وتحركه يؤكد أن حجم الملفات بين الدولتين مثقل بالقضايا الشائكة، ما يعني أن إتمام المصالحة أمر قد يطول".
يؤكد سالم أن تركيا ترفض سحب قواتها والمرتزقة من ليبيا، وهو الأمر الذي ربما يكون سبب رئيسى في عرقلة المحادثات أو تجميدها، فضلًا عن رفض القاهرة استمرار أنقرة في سياسة التدخل في شؤون الدول العربية، وشؤونها الداخلية، فالمستشار السياسي للرئيس أردوغان، ياسين أقطاي، لا يزال يطلق تغريدات مستفزة ضد القاهرة.
يتابع المتخصص في الشؤون التركية: "لا توجد مؤشرات معلنة وواضحة على إمكانية تركيا تقديم تنازلات أخرى في سبيل تفعيل خطوات التقارب من جديد مع مصر، على الرغم من أن قرار اتقارب مع مصر أصبح قرارًا سياسيًا من قبل نظام الرئيس أردوغان؛ لأنه يريد كسر العزلة التي يعانيها فهو مأزوم مع العراق وسوريا واليونان وقبرص وإسرائيل".
يتابع سالم: "ملف سد النهضة معقد، وربما يحوز في الوقت الحالي الاهتمام المصري، أو أنه مقدم على الملف التركي المعقد في حد ذاته بسبب كثرة الملفات وتشابكها وصعوبة حلها في جلسة أو جلستان".
وعقدت مصر جلسة مباحثات استكشافية معه تركيا في مايو الماضي، وقالت القاهرة إن تلك الجلسة تميزت بالصراحة، وتطرقت إلى كثير من القضايا بينها الاوضاع في ليبيا والعراق وسوريا.
وقال وزير الخارجية التركي، تشاويش أوغلو، إن بلاده مهتمة بتطوير العلاقات مع مصر، وأثنى على المواقف المصرية في قضية ترسيم الحدود مع اليونان، وقال إن القاهرة حافظت على المصالح التركية في المتوسط.