في تسجيلات صوتية نادرة..فاطمة رشدى تروى تفاصيل تعرضها للتحرش وعمرها 13 سنة.. وانتحار شاب رفضت الزواج منه (3)
حققت الفنانة فاطمة رشدي نجاح منقطع النظير في الغناء داخل الكازينو الشهير بكورنيش روض الفرج، وبدأ يذيع صيتها في المجتمع وتحديدا بين رواد الملاهي الليلية من الأثرياء والأمراء، إضافة إلى الشباب والطلبة، وبدأت شهرتها تنتشر حول الطلفة المعجزة التي تغني في كازينو روض الفرج، ويأتي إليها الجمهور من كل صوب.
تفاصيل محاولات التحرش بفاطمة رشدي
وتروي فاطمة رشدي بصوتها تفاصيل أول محاولتين للتحرش بها، وتقول في مذكراتها التي ينفرد "الرئيس نيوز" بنشرها :"في احدى الليالي أثناء عودتي من مسرح روض الفرج .. وقفت بجانبي سيارة ضخم .. ونزل منها أحد المعجبين .. وعندما شاهدته عرفته لأنه كان دائم الحضور في الكازينو .. وطلب مني هذا الشخص أن أغني في حفل خاص ومهم جدا .. وذهبت معه .. وفوجئت أنني أقف أمام أحد القصور الفخمة جدا".
وستجد أن فاطمة رشدي خلال الحلقة الأولى من مذكراتها تحدثت عن هذا القصر تحديدا عندما كرمتها الدولة ممثلة في وزارة الثقافة في نفس هذا القصر الذي تتواجد به حاليا، وهو ما جعلها تسترجع ذكرياتها وتتذكر ما جرى لها داخل هذا القصر.
وتستكمل حديثها قائلة :"فوجئت أن الشخص الذي اصطحبني لحفلة يقدمني لصاحب القصر قائلا : "يا صاحب السمو هذه هي الفنانة الصغيرة فاطمة رشدي التي طلبت رؤيتها"، فرحب بي وقمت بالغناء وعندما انتهيت قال لي : "برافو برافو عليكي .. عايزك بقى ترقصي كمان"، وتستكمل قائلة :"كنت ارتدي فستان ضيق وطلب منى ان ارتدي بيجامه وفوجئت أن عليها التاج الملكي .. وكان جاكيت البيجامة طويل جدا يغطيني حتى ركبتي .. وأثنا رقصي فوجئت بصاحب القصر يقترب مني وهو في حالة سكر"، وقال :"دعيني أقبل قدميكي"، شعرت فاطمة رشدي بالذهول وقالت :"استغفر الله"، ثم شعرت أنه يتمادى فيما يفعل ويده تلامس جسمها فشعرت بالخوف وقررت التوقف عن الرقص وطالبت أن تذهب لارتداء فستانها، ثم هربت بالبيجامه إلى الشارع وصارت تجري بمفردها.
لم تنسى فاطمة رشدي هذا القصر الذي حدث لها داخله أول محاولة تحرش، لتمر السنوات ويصبح هذا القصر هو مقر وزارة الثقافة التي تكرم داخله بعد مرور ما يزيد عن 30 عاما من واقعة التحرش.
تروي فاطمة رشدي أنها أثناء سيرها في الشوارع مساء، فوجئت خلفها بأطومبيل به نفس الشخص (المعجب) الذي اصطحبها للحفلة، وأوقف الأوتومبيل ونزل وقال لها : "متخافيش هوصلك لجد البيت في أمان"، ولأنها طفلة في سن صغير شعرت بصدقه وتقول فاطمة رشدي عن هذه الواقعة :"شوفت في عنيه الحب وبدأت اشعر أنه يحبني وهو رجل كبير في السن ولكنه انسان سامي الأخلاق وعفيف"، من هنا بدأت تتوثق بينهما العلاقة ويقوم بإرسال رسائل بنفسجية ووردية لها ويعطيها الهدايا الثمينة دون أي مضايقة أو تطاول، وقام بتعريفها على رجل أخر صديق له وكان رجل مقتدر ماديا بدرجة كبيرة، وفي احدى الليالي قال لها هذا الرجل : "أنا شايف اديكي الحلوين دول فاضيين"، وسألها :"لو اديتك جنية تعملي بيه ايه"، فردت قائلة :"أدخلك السينما على حسابي"، فضحك كثيرا وقال لها :"خدي الجنيه وتعالي هنروح مكان تاني هيعجبك"، وذهب بها إلى الصاغة بعد أن استدعى تاكسي، واشترى لها مجموعة منتقاه من الذهب الغالي، وسألها هل تعجبك هذه الأشياء !، وكان ردها قاطع بأن هذه الهدايا تعجبها جدا وتبهرها، ولكنها لم تكن نعرف ما الذي ينتظرها من خلف حصولها على هذه الهدايا وفي نفس الليلة.
تروي فاطمة رشدي تفاصيل ما جرى وتقول :"سرنا في الشارع أثناء الليل وطلب مني أن نركب حنطور بدلا من التاكسي، وبالفعل أوقف حنطور وركبنا وسيرنا على كوبري قصر الميل ثم شارع الجزيرة المظلم"، من هنا بدأ الشك يساور الفتاة الصغيرة، وسألته :"احنا رايحين فين" ولم يجيب عن تساؤلاها، ثم بدأ في لف زراعه حولها وقبلها وتقول فاطمة :"قبلني قبلة لم أنساها وفزعت منها وقلت له انت بتعمل ايه"، فلم يرد مره أخرى على تساؤلها.
وتستكمل فاطمة حديثها قائلة :"بدأ يمدد يده على جسمي ويلف يديه حواليا فبدأت اضربه واصفعه وادفعه بعيدا عني وهو يقاوم دفعي له"، وتقول :"أيقنت في لحظة أننا سأغلبه عندنا بدأ يتراجع ولطمته بقوة فصرخ وانتبه قائد الحنطور ليوفق السير وقمت بالقفز من الحنطور وهربت مجددا".
عادت فاطمة إلى الكازينو واستمرت في مسيرتها الغنائية والاستعراضية تحقق نجاح تلو الأخر، وتسطر تاريخها الفني في بداياته، وتستكمل ما بدأته لتحقيق أحلامها وطموحاتها التي نزحت من الإسكندرية إلى القاهرة لتحقيقها، بجانب ما بدأته من تعلم اللغة العربية والإنجليزية والقرأن الكريم تحت رعاية المخرج المسرحي الكبير عزيز عيد، وأثناء هذه المرحلة بدأت مغامرة جديدة تروي تفاصيلها.
أول قصة حب في حياتها وانتحار شاب بسبب رفضها الزواج منه
تقول فاطمة رشدي :"ذات يوم وبعد انتهاء غنائي في الكازينو، اعترض طريقي شاب وسيم هو زعيم شلة الطلبة المشاكسين، وكانت هذه الشلة دائمة التواجد في الكازينو وكنت اتابعه من بعيد لأنه كان يقتفي أثري ويراقبني في ذهابي وايابي، وكنت أعرف أنه معجب بي ولكن فجأة تحول الإعجاب إلى غزل".
وبعد اعتراض هذا الشاب لطريقها قال لها :"تعالى سلمي على ماما أنا جبتها النهاردة مخصوص علشانك"، وتستكمل فاطمة في مذكراتها واصفة المشهد وتروي قائلة :"سرت معه حيث تجلس والدته، وامسكت بيدي وأطالت النظر في وجهي بحنان وقالت لي متسائلة :(ايه رأيك في ابني .. هو بيحبك جدا .. انتي بتحبيه زي ما بيحبك"، واستكملت والدته حديثها قائلة "تتجوزي ابني ؟"، وكان ردي قاطعا : "لأ مش هتجوز غير لما أكبر وابقة فنانة كبيرة"، وتقول فاطمة أن السيدة والدة الشاب نصحتها بالإبتعاد عن متاعب الفن والزواج من ابنها الذي سيصبح مهندس، فردت عليها فاطمة قائلة :"استني لما أكبر واتجوزه"، وتروي فاطمة رشدي أن الحديث كان أكبر من سنه ومن فهمها، وهو ما جعل السيدة تقول لإبنها :"يا ابني خلاص فكر في مستقبلك".
ظنت فاطمة رشدي أن الأمر انتهى عند هذا الحد لتفاجأ مجددا أن هذا الشاب يرسل أصدقائه لمراقبتها يوميا، خاصة أنها كانت تتهرب منه دائما، وأبلغه أصدقائه أنها يوميا وبعد الانتهاء من قفرتها تذهب لمقابلة رجل كبير أصلع الرأس وتجلس معه بالساعات في مقاهي وسط البلد، فأراد الشاب أن يريح نفسه من عذاب الشك حول وجود علاقة بينها وبين هذا الرجل، وذهب إليها منفعلا وسألها :"هل تحبي هذا الرجل العجوز"، فكان ردها قاطعا بأن ما يجمعها بهذا الرجل هو العمل وأنها تجهز للانضمام لفرقة مسرحية، ثم فاجأته قائلة :"سيبني في حالي علشان أركز في شغلي ومستقبلي لأني مش هتجوزك اصلا"، وانصرف الشاب غاضبا وشعرت فاطمة رشدي أنها تخلصت منه، ولم تعد تسمع عنه مجددا ولا تشاهده.
كانت في تلك المرحلة فاطمة رشدي تستعد للانضمام لفرقة يوسف وهبي تحت رعاية عزيز عيد، وأثناء التجهيزات فوجئت بخبر عن هذا الشاب كان صدمة لها، وتقول :"خرج هذا الشاب في رحلة صيد وأطلق بندقيته على رأسه وانتحر"، وهنا تملكها رعب قاتل وتصورت بأنها السبب في وفاته، حتى شعر بتشتتها أحد مدرسيها من الفقهاء بالأزهر والذي كان يعلمها القرأن الكريم والكتابة، وسألها عن السبب، وقالت له نصا :"أنا قتلت شخص"، فتعجب وسألها عم التفاصيل، فروت له التفاصيل الكاملة لما جرى، فطمأنها وقال لها الأعمار بيد الله وأنتى لا تتحملي أي ذنب أو مسئولية لأن الله لم يعاقب على ذنب لم يرتكب من الأساس خاصة أنك لم تعديه بشيئ"، وتنهي فاطمة حديثها عن هذه الواقعة قائلة :"حديث الشيخ أثلج صدري وصب الطمئنينة في نفسي".
أثناء هذه الفترة تكونت فرقة رمسيس من أكبر فطاحل الممثلين في مصر، وعلى رأسهم الأستاذ يوسف وهبي، وهي مرحلة أخرى سنروي تفاصيلها خلال الحلقات المقبلة.
في الحلقة القادمة..
بداية الإنطلاق والنجومية .. ماذا قدم عزيز عيد لفاطمة رشدي؟
كواليس محاولات صاحب الكازينو إعادتها للغناء وترك التمثيل