الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

نيويورك تايمز: حمى الصدامات والحرب الأهلية تنتشر في أرجاء إثيوبيا

الرئيس نيوز

يهدد لجوء الحكومة الإثيوبية للاستعانة بالمدنيين وتجنيدهم في المجهود الحربي بتوسيع رقعة الصراع الدائر في البلاد، وإجبار الجماعات العرقية على الانحياز إلى جانب ضد الآخر، وربما امتداد الاحتراب والاقتتال الداخلي إلى المنطقة الأوسع.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن رئيس الوزراء أبي أحمد وصل إلى السلطة داعيًا إلى الوحدة والأمل، ولكن سرعان ما أغرق إثيوبيا في حرب أهلية طاحنة، بعد أن شرع أبي في اتخاذ مسار مختلف تمامًا عما وعد به في بادئ الأمر، مما أدى إلى تأجيج حمى الحرب وحث جميع الرجال والنساء القادرين على العمل على الانضمام إلى حملة عسكرية موسعة، إما كمقاتلين أو في أدوار داعمة.

لم تذكر وزارة الدفاع عدد المجندين الجدد الذين انضمت إليهم، لكن سينتايهو أباتي المتحدث باسم نائب رئيس بلدية أديس أبابا، قال إن 3000 من سكان المدينة قد تم تجنيدهم منذ بدء الحملة وأن آلافًا آخرين سقطوا في القتال في جميع أنحاء البلاد. 

وندد منتقدو أبي بحملته الأخيرة، قائلين إن إدخال مجندين جدد في القتال لن يؤدي إلا إلى تقديم قربان سمين إلى نيران الحرب المستعرة، سرعان ما ستلتهمها، وبالتالي ستكون البلاد على موعد مع مزيد من إراقة الدماء في الدولة المنقسمة بشدة وتأجيج الاستقطاب العرقي، مما يؤدي إلى زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي الأوسع.

وتعد إثيوبيا مزيجًا من 80 مجموعة عرقية على الأقل و10 حكومات إقليمية. يشعر المحللون بالقلق من أن الصراع الذي طال أمده قد يدفع الجماعات داخل إثيوبيا للانحياز إلى جانب أو آخ وربما جذب دول من جميع أنحاء المنطقة. 

ونشرت التايمز صورًا من بلدة ديبارك في منطقة أمهرة الشمالية، والتي نشر منها الجيش الإثيوبي مؤخرًا صوراً لشبان مسلحين يحتشدون دعماً للحرب.

وقال مهاري تاديلي مارو، أستاذ الحوكمة والجغرافيا السياسية في معهد الجامعة الأوروبية: "على مدار الأشهر التسعة الماضية من الصراع، قُتل آلاف الأشخاص ونزح حوالي مليوني شخص، بينما يواجه مئات الآلاف غيرهم ظروف مجاعة وسط تقارير عن مذابح واعتداءات جنسية وتطهير عرقي".

وفي نوفمبر الماضي، أمر أبي بشن هجوم عسكري على جبهة تحرير تيجراي الشعبية، الذين قادوا إثيوبيا في وقت من الأوقات بقبضة من حديد من عام 1991 حتى صعود أبي إلى السلطة في عام 2018. 

واتهم الجبهة بمهاجمة قاعدة عسكرية فيدرالية ومحاولة سرقة أسلحة. ومن ثم، تصاعدت الحرب بسرعة، حيث انضم مقاتلو الميليشيات من منطقة أمهرة إلى الجنوب والقوات الإريترية من الشمال إلى الجيش الإثيوبي ضد قوات تيجراي.

لكن الانتصار السريع الذي وعد به السيد أبي لم يتحقق. وبدلاً من ذلك، استقرت الأعمال العدائية في حرب طاحنة في جيوب مختلفة من تيجراي. 

وفي يونيو، أضطر الواقع على الأرض أبي لإعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد بعد أن هزم المتمردون القوات الحكومية بشكل صادم واستولوا على ميكيلي، العاصمة الإقليمية لتيجراي، مما غير مسار الحرب.

وبعد أن شجعت انتصاراتهم، أصدرت جبهة تيجراي مجموعة من المطالب التي دعت، من بين أمور أخرى، إلى "ترتيب انتقالي" من شأنه أن يؤدي بشكل أساسي إلى إبعاد أبي عن السلطة. 

ورفض أبي تلك المطالب وحث الإثيوبيين في الداخل والخارج مؤخرًا على الدفاع عن "الوطن الأم" وأن يكونوا "عيون وآذان البلد من أجل تعقب وكشف الجواسيس والعملاء" للقوات التيجراية. 

منذ ذلك الحين، كثفت السلطات الإثيوبية حملات التجنيد الجماعية، ودعت الموسيقيين والفنانين المشهورين إلى تحفيز المجهود الحربي.

ونشر الجيش الأسبوع الماضي صوراً من بلدة ديبارك في منطقة أمهرة الشمالية حيث تجمع شبان - يحملون السواطير والبنادق والعصي المرصعة بالمسامير - لدعم الحرب وتجنيدوا بأعداد كبيرة. 

في مدينة جيجيجا بشرق البلاد، شارك مئات الرجال والنساء وبعض الأطفال في مسيرة لدعم القوات الحكومية. وفي العاصمة أديس أبابا، اصطف العشرات من قدامى المحاربين في الجيش يلوحون بعلم البلاد متعدد الألوان.

ومع بدء حملة التجنيد التي دعا لها رئيس الوزاء، واصلت قوات تيجراي التقدم في غرب الإقليم  وهي منطقة تدعي عرقية الأمهرة تاريخياً أنها ملكهم واستولت عليها في المراحل الأولى من الصراع. 

وتعددت التقارير حول اندلاع قتال عنيف هناك، بما في ذلك نيران المدفعية، في مناطق أمهرة وأوروميا وعفر، وفقًا لوثيقة أمنية داخلية للأمم المتحدة اطلعت عليها صحيفة نيويورك تايمز، وأشارت الصحيفة إلى تغير ديناميكيات الحرب أيضًا مع تصاعد القتال.

هذا الشهر، أعلن جيش تحرير أورومو، الذي صنفته الحكومة الإثيوبية منظمة إرهابية، تحالفًا مع قوات تيجراي، مما زاد من احتمال تورط الجماعات المنشقة الأخرى أو الحكومات الإقليمية في القتال.