بسبب كتاب عن تنظيم الإخوان.. وزير إماراتي يتلقى تهديدات بالقتل
تعرض وزير إماراتي لتهديدات بالقتل بعد أن سلط الضوء على خطورة الأيديولوجيات المتطرفة في العالم العربي في كتاب جديد يرصد صعود وسقوط تنظيم الإخوان في الإمارات.
ووفقًا لصحيفة The National، قول الدكتور جمال السويدي، المدير العام السابق لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، إن هذا التنظيم لا تعكس صحيح الدين وقد أبعد هو والتنظيمات التي خرجت من عباءته بعض العرب عن الدين وتناول الكتاب أيضًا التأثير الذي مارسه تنظيم الإخوان منذ عقود، والإجراء الحاسم الذي اتخذته حكومة الإمارات لهزيمته.في كتابه الذي يحمل عنوان "الحسابات الخاطئة: الإخوان المسلمون في الإمارات العربية المتحدة"، كشف السويدي كيف سعى التنظيم إلى عرقلة تقدم حياته المهنية لأنه لم يشاركها معتقداتها. وأكد أن الإخوان ليس لديهم حلول حقيقية وواقعية للمشاكل التي تواجه مجتمعاتهم.
يقول السويدي: "في عام 1982، كان التنظيم يسيطر على وزارة التربية والتعليم وكنت حديث التخرج مع مرتبة الشرف من جامعة الإمارات العربية المتحدة. وكنت مؤهلا للحصول على منحة دراسية لكنهم رفضوها".
ولم تردعه هجمات الجماعات المتطرفة ردًا على كتابه "السراب" الصادر عام 2015، والذي أكد فيه أن مثل هذه التنظيمات لا تمثل وجه الإسلام أو قيمه المعتدلة.
وقال الدكتور السويدي، وهو من الشخصيات المرموقة في المجال السياسي تم تعيينه وزيراً بمرسوم أصدره الرئيس الشيخ خليفة في يونيو 2020، "تلقيت تهديدات بالقتل من الجماعات المتطرفة بسبب كتابي".
وبينما لم يوجه إليه أحد تهديدات بخصوص منشوراته الأخيرة، قال "لقد تسبب في صداعا للعديد من المنظمات التابعة للإخوان في الإمارات العربية المتحدة".
وقال السويدي إن "حسابات الإخوان الخاطئة" في الإمارات تضمنت تحدي الحكومة ومعارضة الموسيقى والفنون والرياضة النسائية التي زعمت أنها "غير إسلامية" إلا أن التنظيم دفع ثمناً باهظاً لأكبر مقامرة له في 2011، عندما تورط في مؤامرة لقلب نظام الحكم. بدأ الإخوان مؤامرتهم بإصدار عريضة في مارس من ذلك العام، تطالب المجلس الوطني الاتحادي، المجلس الاستشاري لدولة الإمارات العربية المتحدة، بمنح سلطات تشريعية. وقال الدكتور السويدي إن هذه كانت محاولة "للإطاحة بحكومة الإمارات والاستيلاء على السلطة والحكم ، على غرار ما فعله الإخوان في مصر وتونس".
في عام 2013، اتُهم ما مجموعه 94 عنصرًا إخوانيًا بالإضرار بأمن الدولة وتمت إحالتهم إلى المحكمة الاتحادية العليا لمحاكمتهم. وكان غالبيتهم من أعضاء الإصلاح الذين حكم عليهم بالسجن. يعتقد المثقف الذي يحظى باحترام كبير أنه كان من الضروري أن تتصرف السلطات عندما فعلوا ذلك. وقال: "لو أرجأت الحكومة إجراءاتها لمدة عام واحد، لكانت الجماعة قد استولت على الإمارات".
يعتقد المؤلف أنه كان فصلًا مهمًا للغاية في قصة الإمارات العربية المتحدة ودق ناقوس الخطر عندما رأى زحف الإخوان على مفاصل الدولة، وقال: "كل القادة في السجن والشعب لا يدعمهم، ولديهم وجود واحد في المائة في المجتمع الآن. ما الذي يمكن أن يفعله واحد في المائة؟"
وقال إن الطريقة الوحيدة التي تمكنت بها دول مثل مصر وتونس من إنهاء القبضة الخانقة للجماعة كانت عندما انقلب الرأي العام ضدها.
وأكد أن "الحكومات في مصر والأردن والكويت تتصدى لنفوذ الإخوان منذ عقود، ولكن الجمهور الواعي بخطرهم هو الذي أنهى نفوذهم ونبذهم". واستشهد بالفشل السياسي للتنظيم في مصر وتونس كأمثلة على كيف أن الشعب "سئم منهم". وعلى الرغم من الشعارات الرنانة التي تلعب على وتر التدين مثل" الإسلام هو الحل "، إلا أن الواقع يثبت أنه ليس لديهم سوى الشعارات.