الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تطور العلاقات المصرية الصومالة تؤكد تطلعات القاهرة إلى النفوذ في القرن الأفريقي

الرئيس نيوز



في إطار جهودها القيادة السياسية المصرية، لكسب المزيد من الدعم من دول المنطقة، استضافت القاهرة، رئيس الوزراء الصومالي محمد روبل في الأسبوع الماضي والذي وصل إلى القاهرة في 16 أغسطس الجاري للمرة الأولى منذ توليه المنصب في سبتمبر الماضي، بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي.

والتقى روبل بالعديد من المسؤولين المصريين، بمن فيهم رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، وأعرب مدبولي عن أمل الحكومة المصرية في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الصومال، مؤكداً أن لديه توجيهات من القيادة السياسية لتقديم كل أنواع الدعم للصومال.

كما التقى روبل بوزير الخارجية السفير سامح شكري، الذي أعرب عن أمله في أن تتمكن الصومال من تجاوز مشاكلها السياسية وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية ناجحة، من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في 10 أكتوبر، بينما يستمر تأجيل الانتخابات البرلمانية.
وجاءت زيارة روبل للقاهرة بعد أسبوع من لقائه سفير مصر في الصومال محمد نصر. كما جاء في وقت تعمل فيه مصر جاهدة على تعزيز وجودها في القرن الأفريقي.
وقال محللون إن إهمال الحكومات السابقة للبعد الأفريقي قد عرّض مصالح مصر في المنطقة للخطر، بما في ذلك حقوقها في مياه نهر النيل، التي أصبحت الآن في نزاع مع إثيوبيا.

ولكن منذ تولي الرئيس السيسي الرئاسة، اتخذت مصر سلسلة من الإجراءات في السنوات الماضية لتعزيز علاقاتها مع دول المنطقة وتوسيع نفوذها في المنطقة في إطار جهود حماية مصالح القاهرة.

ووفقًا لصحيفة All Africa تكتسب منطقة القرن الإفريقي أهمية قصوى بالنسبة لمصر، خاصة مع الدول المطلة على البحر الأحمر، التي تعاني من الاضطرابات وتستضيف بعض القواعد العسكرية الأجنبية.

وأضافت الصحيفة  أن "بعض دول المنطقة هي أيضًا أعضاء في حوض النيل، مما يعطي المنطقة أهمية خاصة للقاهرة"، وتعمل مصر على تنمية وتطوير علاقات دافئة مع دول المنطقة، بما في ذلك كينيا، التي تخوض أيضًا نزاعًا على المياه مع إثيوبيا، وفي أبريل، التقى شكري بالرئيس الكيني أوهورو كينياتا في نيروبي وسلمه رسالة من السيسي، بعد شهر تقريبًا، وقعت مصر اتفاقية تعاون دفاعي مع كينيا.

بعد ذلك بوقت قصير، قام الرئيس السيسي بزيارة جيبوتي، وهي الزيارة الأولى من نوعها لرئيس مصري، وقال محللون إن مخاوف مصر تتعلق بسد النهضة الإثيوبي في ظل هذه التحالفات الناشئة مع دول القرن الأفريقي.

وتفاوضت مصر مع إثيوبيا والسودان بشأن السد الكهرومائي الذي تبلغ تكلفته مليارات الدولارات لأكثر من عقد، ولكن دون نتائج مرضية، بهدف  تأمين تدفق مياه النيل من خلال توقيع اتفاق ملزم قانونًا مع أديس أبابا بشأن ملء السد وتشغيله.

وشاركت الولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي في محاولات لإقناع إثيوبيا بالتوقيع على الاتفاق، ومع ذلك، لم ينجح أي من هؤلاء اللاعبين في تحقيق الهدف المصري. كما تحاول القاهرة الآن إقناع حلفاء إثيوبيا الرئيسيين، بما في ذلك الصين، بالضغط على أديس أبابا لتوقيع الاتفاق.

وأشار موقع المونيتور الأمريكي إلى أن الرئيس السيسي يعمل على عكس سياسة إهمال القاهرة للعمق الأفريقي، بعد أن قام بالفعل بعدد كبير من الزيارات إلى العواصم الأفريقية وأطلق العديد من المبادرات التي تفيد القاة السمراء وشعوبها. وتحولت القاهرة إلى قبلة للأفارقة من خلال عدد كبير من المعارض والمؤتمرات التجارية والاستثمارية.

وكانت الصومال في مركز هذا الاهتمام الذي يبديه الرئيس السيسي لأفريقيا، بالنظر إلى تأثير الظروف الأمنية في الصومال على الملاحة في البحر الأحمر، وبالتالي على قناة السويس، وتعد الأوضاع الأمنية في الصومال مصدر قلق عميق لمصر والسبب تأثيرها على الأمن في البحر الأحمر وقناة السويس عصب الاقتصاد المصري.
وأشارت صحيفة Gulf news إلى أنه من الواضح أن مصر تستخدم القوة الناعمة من خلال الأزهر، مسجدًا وجامعةً لاجتذاب الصومال إلى فلكها، حيث استقبل الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب رئيس الوزراء الصومالي الأسبوع الماضي معربه عن عزمه تقديم كل الدعم للصومال.
وفي الوقت الحاضر، بلغ عدد الصوماليين 873 طالبًا مقيدين بمختلف كليات جامعة الأزهر، كما يرسل الأزهر مساعدات وخطباء إلى الصومال لنشر إسلامه المعتدل فيه.
قال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي لروبل إن حكومته ستدرس زيادة المنح الدراسية المقدمة للطلاب الصوماليين في الجامعات المصرية إلى 400 سنويًا، بدلاً من 200 في الوقت الحالي، كما حددت الصومال قطعة أرض لبناء سفارة مصرية في مقديشو.
وفي فبراير، عين الصومال سفيرًا جديدًا في القاهرة وتوفي سفير الصومال السابق لدى مصر وجامعة الدول العربية، محمد وايس، متأثًا بإصابته بكوفيد-19 في مايو 2020.

وتستثمر قطر وتركيا بكثافة في دولة القرن الأفريقي، بما في ذلك على المستويين الاقتصادي والأمني، وقال الباحث الصومالي حديفي عبد الرحمن لموقع "المونيتور": "كلا البلدين لهما وجود في الصومال بالفعل، بعد أن عرضا على مقديشو الكثير من الدعم في الماضي القريب".