أمريكا تتحمل "مسؤولية أخلاقية"في كابل.. البيت الأبيض يتعمد حذف تعليق ماكرون خلال مباحثاته مع بايدن
اتخذ البيت الأبيض والكرملين إجراءات مماثلة حيال قضايا أثارها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مباحثاته الهاتفية مع القيادتين الأمريكية والروسية في إشارة إلى أن ما قاله ماكرون لا يتماشى مع السياسات التي تتبناها واشنطن وموسكو.
كشفت صحيفة الجارديان البريطانية أن البيت الأبيض تعمد أن يتجاهل نداءً حماسيًا من الرئيس الفرنسي بأن الولايات المتحدة وحلفاءها تتحمل "مسؤولية أخلاقية" لإجلاء المتعاونين الأفغان، وأغفل النص المنشور لمباحثات جو بايدن وإيمانويل ماكرون الهاتفية هذه العبارة بشأن الأزمة الأخيرة في أفغانستان.
وتم اكتشاف حذف عبارات ماكرون بعد أن أصدرت الحكومة الفرنسية نصًا مختلفًا للمحادثات وتشير القراءة الفرنسية إلى أن ماكرون شدد على ضمان الإجلاء الآمن للمواطنين الأفغان الذين ساعدوا القوات الأمريكية والأوروبية على مدار العشرين عامًا الماضية لأنهم في خطر كبير يهددهم هم وعائلاتهم.
وفقًا للقراءة الفرنسية، وصف ماكرون مهمة إجلاء الحلفاء بأنها "مسؤولية أخلاقية" وقال لبايدن: "لا يمكننا التخلي عنهم".
وأشار الإليزيه أن ماكرون شدد على الحاجة المطلقة لضمان تنسيق سريع وملموس بين الحلفاء على الأرض لمواصلة عمليات الإجلاء" ولكن نسخة البيت الأبيض لم تذكر عبارة "المسؤولية الأخلاقية" بشأن إجلاء الحلفاء الأفغان.
واكتفى البيت الأبيض، في وصف موجز للمباحثات، بالقول: "أشاد بايدن وماكرون بالجهود الدؤوبة لأفرادهم الذين يعملون معًا بشكل وثيق في كابول لإجلاء مواطنيهم، والأفغان الشجعان الذين وقفوا إلى جانبنا وشركائنا في الناتو، وغيرهم من الأفغان المعرضين للخطر، كما شددا على أهمية استمرار التنسيق الوثيق بين الحلفاء والشركاء الديمقراطيين بشأن أفغانستان، بما في ذلك من خلال المنتديات متعددة الأطراف، بشأن تقديم المساعدة الإنسانية والدعم للاجئين".
وأكد البيت الأبيض صحيفة الجارديان بأن تعتد فقط بالنسخة الأمريكية من التعليق على مباحثات بايدن - ماكرون.
وتفاقمت الحاجة الملحة لإجلاء الأفغان المتحالفين مع الولايات المتحدة وقوات الناتو، والمنظمات الإعلامية الغربية، بسبب التقارير الأخيرة عن مقاتلي طالبان الذين يتنقلون من منزل إلى منزل بحثًا عن المتعاونين مع النظام السابق وتهديد حياتهم.
وواجهت إدارة بايدن انتقادات من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بشأن سرعة الانسحاب وتراكم وتباطؤ تأشيرات الأفغان الذين ساعدوا القوات الأمريكية.
وحدد بايدن موعدًا نهائيًا في 31 أغسطس الجاري للانسحاب الأمريكي الكامل، كما دافع عن الخروج السريع بالقول إنه لم يكن هناك أي سبيل للولايات المتحدة للانسحاب من أفغانستات "دون حدوث فوضى". وقال الرئيس الأمريكي إنه سيفكر في تمديد الموعد النهائي إذا ظل المواطنون الأمريكيون بحاجة إلى الإجلاء، لكنه لم يذكر الحلفاء الأفغان في حسبانه. وقال: "سنحدد في ذلك الوقت من بقي وإذا لم يخرجوا فسنبقى".
والكرملين كذلك
كان الحذف من السجلات الرسمية أيضًا مصير لدعوة ماكرون للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للإفراج عن المعارض أليكسي نافالني من السجن، وقد تعمد الكرملين حذف ما قاله ماكرون لبوتين في هذا الخصوص، وفقًا لصحيفة موسكو تايمز.
وقال مكتب ماكرون في بيان إن "رئيس الجمهورية طالب بالإفراج عن أليكسي نافالني بعد عام من محاولة الاغتيال التي كان ضحيتها، وفقا لقرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان".
وقال الإليزيه والكرملين إن ماكرون وبوتين ناقشا استيلاء طالبان السريع على أفغانستان والجهود المبذولة لتسوية الصراع في شرق أوكرانيا وتجدد التوترات بين أرمينيا وأذربيجان، ولكن لم يشر محضر المباحثات الهاتفية الصادر عن الكرملين باللغة الروسية أو الإنجليزية إلى تدخل ماكرون وحثه لبوتين على الإفراج عن نافالني أو أمل الرئيس الفرنسي في أن تلتزم روسيا بالمعايير الدولية في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
بدلاً من ذلك، اكتفى نص الكرملين بالعبارات الدبلوماسية بشأن صرورة التواصل بشكل مستمر، لدى بوتين وغيره من المسؤولين الروس رفيعي المستوى تقليد طويل الأمد يتمثل في الامتناع عن الإشارة علنًا إلى منتقد الكرملين بالاسم أو السماح بظهوره في وسائل الإعلام الحكومية.