"طالبان" تحدد موقفها من الآثار البوذية في شرق أفغانستان
بعدما أقبلت حركة "طالبان" التي باتت تسيطر حاليًا على أفغانستان مجددًا بعد حرب دارت رحاها لنحو عقدين من الزمان، على تفجير تمثالين منحوتين من الصخر لبوذا العام 2001، ما أثار حالة غضب عارمة في العالم أجمع، قال المتحدث باسم حركة "طالبان" سهيل شاهين، بأنه مع عودة طالبان إلى السلطة بعد 20 عاما، لا شيء يهدد الآثار البوذية في أفغانستان.
أكد شاهين لصحيفة "ديلي ميرور" السريلانكية: "المواقع البوذية في أفغانستان ليست في خطر. أنا أدحض أي مزاعم من هذا النوع"، وكانت حركة "طالبان" قد فجرت في عام 2001 تمثالين منحوتين في الصخر لبوذا في مقاطعة باميان بوسط أفغانستان، فيما يعتبر أعلى صورة منحوتة لبوذا في العالم، وكانت واحدة من أشهر المعالم الأثرية لثقافة ما قبل الإسلام في أفغانستان.
حينها أثارت تصرفات طالبان غضبا عاما في العالم، وأدانت حكومات الدول الرائدة تدمير التماثيل، فيما لا تزال توجد في الوقت الحالي آثار من الحقبة البوذية في أفغانستان، وخاصة الأبراج البوذية إلى الشرق من كابل.
وعلى صعيد أخر، يعكس التنسيق الروسي مع حركة طالبان، قال مصدر في السفارة الروسية في كابل، إن الرئيس الأفغاني أشرف غني فر من كابل، بسيارات مليئة بالمال، وما لم يتمكن من حمله معه بقي على مدرج الإقلاع بالمطار.
أضاف نيكيتا ايشينكو السكرتير الصحفي للبعثة الدبلوماسية الروسية: "أما بالنسبة لسقوط النظام، فإن أكثر ما يصور ذلك بدقة، هو كيف هرب غني من أفغانستان: أربع سيارات كانت مكدسة بالمال، حاولوا إدخال قسم آخر من المال إلى طائرة هليكوبتر، لكنها لم تتسع لكل الأموال، ولذلك بقي بعضها على مدرج الإقلاع والهبوط في المطار".
فيما أعلنت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الاثنين، أن السفير الروسي لدى كابل، دميتري جيرنوف سيلتقى غدا الثلاثاء منسقا لحركة طالبان لبحث أمن البعثة الدبلوماسية الروسية في هذا البلد.
وقال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان مدير الدائرة الآسيوية الثانية لوزارة الخارجية الروسية، ضمير كابولوف، "إن سفيرنا على اتصال مع ممثلي قيادة حركة طالبان. وأبلغني منذ 10 دقائق بأنه سيلتقي غدا منسقا لقيادة حركة طالبان لبحث ضمان الأمن بما في ذلك أمن سفارتنا".
وأضاف كابولوف أنه أجرى أمس الأحد مكالمة هاتفية مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان، وعبر عن أمله بأن تكون العلاقات بين روسيا وأفغانستان التي تسيطر عليها حاليا حركة طالبان طبيعية.
أكد كابولوف: "آمل بأن تكون العلاقات بيننا طبيعية وانطلق من ذلك بالضبط"، وردا على سؤال حول احتمال اعتراف روسيا بشرعية نظام طالبان أجاب: "لنرى كيف ستتصرف السلطات الجديدة".
وفي تعليقه على احتمال ظهور جيوب مقاومة جديدة بين السكان المحليين في مختلف البلاد لمكافحة طالبان قال الدبلوماسي: "سيتوقف ذلك مباشرة على سلوك السلطات الجديدة. إذا أزعجوا الناس فلن يكون من الممكن استبعاد ذلك".
هذا وعبر كابولوف عن اعتقاده بأن سقوط النظام الجديد محتمل وقد يتم لأي سبب. وتابع: "قد يحدث ذلك مثلما كان عليه مع الحكومة السابقة. عندما تنفصل الحكومة عن مصالح شعبها وبلادها يصبح مصيرها متوقعا".