الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

"عاصفة من الإخفاق السياسي".. صحيفة تنتقد مواقف بايدن تجاه أفغانستان

الرئيس نيوز

علقت صحيفة سبكتاتور أستراليا على تطور الأحداث في العاصمة الأفغانية بتذكير القراء بتصريحات جو بايدن – عندما كان رئيسًا للجنة العلاقات الخارجية في 22 أكتوبر 2001 إبان غزو أمريكا لأفغانستان – حين تحدث عما بعد سقوط القاعدة وطالبان، وأبرزت حديثه في ذلك الوقت عن "تجفيف المستنقع"،  وعن الهدف على المدى المتوسط ألا وهو "دحر جميع خلايا القاعدة في جميع أنحاء العالم. ثم، بمساعدة الدول الأخرى، نأمل أن نرى حكومة مستقرة نسبيًا في أفغانستان، حكومة لا تأوي إرهابيين، ومقبولة من قبل اللاعبين الرئيسيين في المنطقة، وتمثل التركيبة العرقية للبلاد وتوفر الأساس لإعادة إعمار ذلك البلد في المستقبل".

وفضلت الصحيفة تذكير القراء بتصريحات بايدن التي قال فيها: "من غير المحتمل إلى حد كبير احتمال قيام طالبان باجتياح كل شيء وامتلاك البلد بأكمله"؛ هكذا قال وهو يدافع عن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.

وعلقت الصحيفة على موقف الرئيس الأمريكي قائلة: "لقد كان مخطئا حينها وهو مخطئ الآن. ومثله مثل عاصفة مجسدة من الإخفاق السياسي، فإن التصريحات العلنية لجو بايدن بشأن أفغانستان تشير بدقة إلى حماقة القيادة الأمريكية في العقدين الماضيين؛ ويجسد ابرز مثال على التصريحات التي تصدر ليل نهار عن أفواه نخبة غير كفؤة على نحو كارثي.

وقالت صحيفة واشنطن بوست إنه مع استعداد مقاتلي طالبان لهزيمة الحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة - ومعها كافة الجهود التي استمرت 20 عامًا، في حرب طويلة الأمد تكلفت مليارات الدولارات وكان هدفها المعلن ترسيخ الديمقراطية على النمط الغربي في الأراضي الأفغانية – اكتفى الرئيس جو بايدن في مطلع الأسبوع بإبداء التعاطف مع الأفغان، قائلاً في بيان في وقت متأخر من يوم السبت مع اقتراب المتمردين من كابول "قلوبنا مع الرجال والنساء الأفغان الشجعان الذين يتعرضون الآن للخطر".

لكن بعد ذلك، ركز بايدن على الحسابات الباردة وراء قراره بسحب القوات الأمريكية من مهمة كلفت أمريكا حياة أكثر من 2000 جنديًا. وقال بايدن: "إن عامًا إضافيًا، أو خمس سنوات أخرى، من الوجود العسكري الأمريكي ما كان ليحدث فرقًا إذا كان الجيش الأفغاني لا يستطيع أو لا يسيطر على بلاده".   

وأشارت البوست إلى أن تصرفات بايدن الأخيرة تعكس نبرة تحد ودفاع متزايدة عن قرار الانسحاب بتأييد مساعدي الرئيس وسط انتقادات بأن بايدن قدم حلفاءه في أفغانستان قربانًا للحكم الوحشي للمتشددين ويفتح الباب أمام تهديدات إرهابية جديدة.

قال النائب مايكل والتز (الجمهوري من فلوريدا)، وهو ضابط احتياطي بالجيش الأمريكي خدم عدة سنوات في أفغانستان، إن عدم استعداد بايدن لبذل المزيد لمساعدة البلاد وحماية المترجمين الفوريين والمنسقين الذين ساعدوا الجنود الأمريكيين يفضح قسوة ستجعل من الصعب كسب الحلفاء في الصراعات القادمة التي ستواجهها الأمة الأمريكية.

وتابع والتز: "من سيثق بنا مرة أخرى؟ من سيثق بنا سيكون كمن يخاطر ليس فقط بحياته، ولكن بحياة أسرته بأكملها للوقوف إلى جانب الولايات المتحدة، سواء كانت احتجاجات في كوبا، أو تايوان؟ سيتردد صدى هذا الخذلان الأمريكي لسنوات قادمة".

وبالمثل، فإن والتز غاضب، وفي حيرة من أمره، بشأن ما وصفه بالفشل الشامل في حماية الأفغان المستضعفين الذين ساعدوا الأمريكيين على مدى العقدين الماضيين.

وقال والتز: "لا أعرف ما إذا كان جاهلًا بما سيحدث حقًا لهؤلاء الأشخاص أم أنه لا يهتم، أنا لا أعرف تحديدًا".

رصد بايدن الكارثة يوم الأحد من كامب ديفيد في ماريلاند، حيث عقد مؤتمرا بالفيديو مع مستشاري الأمن القومي. وأطلع مسؤولو البيت الأبيض مجموعة من أعضاء الكونجرس من الحزبين يوم الأحد. ولم يتحدث بايدن عن أفغانستان علنا منذ يوم الثلاثاء.

كان خط البيت الأبيض حازما. قال مسؤولون أمريكيون إنه لا يوجد حل عسكري في أفغانستان وأن بايدن لن يسمح لمزيد من الأمريكيين بالموت في هذه البلاد. هذه وجهة نظر تؤيدها استطلاعات الرأي العام، وهي تحمل أصداء أجندة الرئيس السابق دونالد ترامب "أمريكا أولاً".

وأشار المسؤولون الأمريكيون إلى أن ترامب بدأ الانسحاب بنفس المنطق المتمثل في منع وقوع قتلى أميركيين لا داعي لها في ساحة المعركة.

وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكين، أمس الأحد، قبل وقت قصير من انهيار الحكومة في كابول، إن بايدن رفض تمديد مهمة عقيمة تفتقر إلى دعم الرأي العام الأمريكي.

وقال في برنامج "حالة الاتحاد" على شبكة سي إن إن: "بالمناسبة، من وجهة نظر منافسينا الاستراتيجيين حول العالم، لا يوجد شيء يرغبون فيه أكثر من رؤيتنا في أفغانستان لمدة خمس أو 10 أو 20 عامًا أخرى، إن استمرار قواتنا هناك ببساطة ليس في المصلحة الوطنية".

سبكتاتور: حسابات خاطئة

بدلاً من الستة إلى الاثني عشر شهرًا التي تنبأت بها أجهزة المخابرات الأمريكية، انتهى الأمر بطالبان بالحاجة إلى بضعة أيام فقط للسيطرة على كابول - ومعها، السيطرة على أفغانستان. هذا الصباح فقط، كانت الولايات المتحدة تطلب من طالبان الانتظار أسبوعين فقط حتى يمكن تشكيل حكومة مؤقتة. لكن الولايات المتحدة، بعد أن سحبت قواتها، قررت طالبان عدم الانتظار. كان جو بايدن يعتزم دعم الرئيس الأفغاني أشرف غني، لكنه فر من البلاد. ونشر مسؤولو طالبان صوراً لأنفسهم على مكتبه.

قد تضطر الولايات المتحدة الآن إلى التنسيق مع طالبان لإجلاء الأمريكيين المتبقين، الذين طُلب منهم البقاء في المنزل وعدم المخاطرة بالقدوم إلى السفارة الأمريكية أو مطار كابول.

ودعت صحيفة سبكتاتور البريطانية لاستدعاء مجلس العموم لمناقشة ما تعتبره "كارثة" ولكن بخلاف تقديم اللجوء لأولئك الفارين من طالبان، توقعت الصحيفة أنه من الصعب رؤية ما يمكن لبريطانيا أن تفعله. عندما أمر جو بايدن القوات الأمريكية بالانسحاب في أبريل، تعرض لانتقادات من قبل الكثيرين في المملكة المتحدة.  

وتتحرك طالبان تحركات خاطفة  لاستعادة سيطرتها بالفعل شمال وغرب أفغانستان، والآن في كابول في أعقاب استسلام القوات الحكومية بسرعة عندما ورد أن الرئيس اشرف غني فر من البلاد في نفس اليوم.

وقالت صحيفة أمريكان سبكتاتور هناك الكثيرين ممن لهم نصيب من اللوم على هزيمة الأمريكان في أفغانستان. ومن بين أولئك الذين يقع عليهم اللوم الرؤساء السابقون، بوش، وأوباما، وترامب، والآن الرئيس بايدن، إلى جانب العديد من الجنرالات والأدميرالات الذين فشلوا في إخبارهم بأن استراتيجية بناء الدولة كان فشلها حتميًا، لكنهم استمروا في السير بخطى ثابتة دون مراجعة. ولففت الصحيفة إلى أنه بعيدًا عن اللوم، فإن  المسؤولية عن الكارثة الحالية والعواقب الحتمية للانسحاب المتسرع تقع على عاتق بايدن وعلى عاتقه وحده.

إن بايدن هو الذي فشل في التفكير أو التخطيط للعواقب المتوقعة بوضوح لانسحاب القوات الأمريكية وقوات التحالف هو المسؤول عن سقوط حكومة كابول، واستعادة طالبان السريعة لأفغانستان، واستمرار تحالفاتها مع المنظمات الإرهابية مثل القاعدة، وإعادة إنشاء طالبان لملاذات آمنة يمكن للإرهابيين من خلالها شن هجمات جديدة ضد أمريكا وضد حلفائها.

وتابعت الصحيفة: "لم يفكر بايدن أو يهتم بهذه العواقب، ولم يفعل ذلك أي من مستشاريه الرئيسيين. كان بايدن مهتمًا بالخروج من أفغانستان بأي ثمن أكثر من أي شيء يحدث نتيجة لذلك. في أبريل، دون التشاور مع الحلفاء، أعلن بايدن أنه سيتم سحب جميع القوات القتالية الأمريكية بحلول 11 سبتمبر، الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر وفي مايو، بدأت طالبان في إعادة احتلال أفغانستان.

وفقًا لصحيفة نيويورك بوست، دعا الرئيس السابق دونالد ترامب أمس الأحد الرئيس جو بايدن إلى "الاستقالة المخزية" بسبب تعامله مع الانسحاب من أفغانستان وقضايا أخرى.

وقال ترامب: "لقد حان الوقت لكي يستقيل جو بايدن استقالة مخزية لما سمح بحدوثه لأفغانستان، جنبًا إلى جنب مع الارتفاع الهائل في أعداد مصابي كوفيد، وكارثة الحدود، وتدمير استقلال الطاقة، واقتصادنا المعطل".