صحيفة أمريكية: المصالح هي الدافع المحرك لعلاقات السودان وتركيا
تحاول الخرطوم تصحيح مسار علاقاته مع أنقرة والتغلب على فترة قرابة عامين من القطيعة السياسية، حيث تسعى أنقرة أيضًا إلى تحسين العلاقات مع الشركاء الإقليميين، مصر والسعودية والإمارات.
وقام رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان بزيارة تركيا، الخميس والجمعة، بدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسلطت صحيفة The Weekly الأمريكية الضوء على الأبعاد السياسية لتلك الزيارة اللافتة على مستوى القمة.
وعقد البرهان، الجمعة، اجتماعا في أنقرة، حضره نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي، مع رجال الأعمال والمستثمرين. وأعرب البرهان عن ثقته بإمكانية رفع حجم التجارة مع تركيا إلى ملياري دولار.
وقالت صحيفة The Arab Weekly، التي تصدر في لندن: "في العلاقات مع تركيا، يسير السودان على خطى تحسن علاقاته مع قطر.
وشهدت العلاقات مع الدوحة تطورات كبيرة في أعقاب قمة العلا التي استضافتها السعودية في يناير الماضي، والتي أعادت ضبط مسار العلاقات بين قطر والرباعي العربي".
ويقول مراقبون إن البرهان كان قلقًا من نتائج الزيارة التي قام بها نائبه الفريق محمد حمدان دقلو إلى تركيا قبل نهاية مايو الماضي، والتي حصل فيها على دعم مادي ومعنوي وتفاهمًا مع أنقرة بشأن توقيع بعض الاتفاقيات.
وتتزامن زيارة البرهان مع تغيرات واضحة في الخطاب التركي فيما يتعلق بمواقفها الأيديولوجية. خفضت أنقرة مستوى دعمها للإخوان في السودان، مما يجعل مجلس السيادة أقل تحفظًا على التعاون وأكثر استعدادًا للبحث عن مجالات الاهتمام المشتركة بين تركيا والسودان على أساس المصالح الاستراتيجية.
وأكد عضو مجلس شركاء الفترة الانتقالية بالسودان يوسف محمد زين أن الزيارة تهدف إلى وضع حد للقضايا المثيرة للقلق التي حالت دون إقامة علاقات طبيعية بين البلدين.
ويأتي على رأس هذه القضايا دعم أنقرة للإخوان في السودان. وقال إن هناك توجه في مجلس السيادة للمطالبة بوقف هذا النوع من الدعم مقابل تسهيل فرص الاستثمار لتركيا في السودان.
على الرغم من أن زيارة البرهان كان لها تركيز اقتصادي، إلا أنه لا يمكن تجاهل القضايا الأمنية والسياسية حيث تسعى الخرطوم إلى تحقيق توازن بين رغبة أنقرة في متابعة الاستثمارات في السودان ورغبة الخرطوم في التأكد من عدم وجود تهديدات أمنية من جانب تركيا.
قال المتحدث باسم التحالف العربي من أجل السودان سليمان سري إن الحديث عن إقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع تركيا يحتاج إلى التريث والانتظار قليلاً لأن أنقرة تأوي عددًا من أعداء الثورة السودانية المنتمين إلى تنظيم الإخوان وأشار إلى أن هناك مستثمرين أتراك في السودان مطلوبين في الداخل لكن لم يتم تسليمهم.
ومن بين اعتباراتها العديدة الأخرى، تريد الخرطوم تجنب المواجهة مع أنقرة وإقناعها بتقليص دعمها لإثيوبيا، الخصم الإقليمي للسودان وخاصة في ملف سد النهضة المثير للجدل.
يعتقد المحللون أن رئيس مجلس السيادة يحاول أيضًا الاستفادة من المبادرات الإقليمية والدولية لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية يمكن أن تعزز قدرة الخرطوم على إدارة الشؤون الداخلة وتعزيز علاقات بلاده في الخارج.