الخميس 13 فبراير 2025 الموافق 14 شعبان 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل

«صفقة القرن».. ما وراء الخطة المجهولة سيئة السمعة

الرئيس نيوز

«صفقة القرن».. مصطلح أصبح سيء السمعة يذكر عن «القضية الفلسطينية»، ويتضمن دون تصريحات رسمية أو معلومات واضحة، قبول بعض الدول العربية خطة أمريكية – إسرائيلية، تنتهي إلى تفكيك القضية واستيلاء دولة الاحتلال على أراض جديدة. مصادر في حركة «فتح» الفلسطينية، قالت إن الصفقة لها جدول زمني ممتد على أكثر من 30 عاما، يبدأ بمراحل تمهيدية، لا تضع الأطراف ذات الصلة كافة في مأزق أمام شعوبها، وأنصارها. وأكّدت المصادر أنّ التصوّر الإسرائيلي، الذي تتبنّاه أميركا لـ”تسوية القضية الفلسطينية”، ويسعى لإقامة دولة مقطّعة الأوصال بحدود تدريجية، يشتمل على إقامة ميناء بحري على ساحل رفح المصرية في المنطقة المتاخمة للحدود مع قطاع غزة، وكذلك إنشاء مطار في المنطقة ذاتها. وأضافت أنّ التصوّر الذي طُرح على دوائر ضيّقة، يبدأ عبر تأسيس منطقة تجارة حرة على الحدود بين قطاع غزة ومصر، تتم توسعتها تدريجيا عبْر المنطقة العازلة التي قطعت مصر شوطا كبيرا في توسعتها منذ نحو عامين، لتصل لعمق يقترب من 4 كيلومترات داخل الأراضي المصرية في شمال سيناء بطول الشريط الحدودي. ولفتت المصادر إلى أنّ التصور يتضمّن أيضا إقامة منطقة خدمات لقطاع غزة على الأراضي المصرية، مثل إنشاء محطة كهرباء عملاقة، وخزانات وقود، بتمويل إماراتي سعودي، على أن يتم إيجاد صيغة لإدارة تلك المشروعات المتمثلة في المطار والميناء، ومنطقة الخدمات، بإشراف دولي، ثمّ يتم نقل تبعيتها وإدخالها تدريجيا ضمن حدود دولة فلسطينية، وفقا للصيغة المتواجدة في “صفقة القرن”، إلّا أن ذلك كله سيكون على مدار أعوام ليست بالقليلة، بحسب ما أكّدت المصادر. وكشفت مصادر، عن ضغوط تمارسها السعودية على رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، للقبول بالتصور الأمريكي الإسرائيلي لتسوية القضية الفلسطينية، موضحةً أن مشروع “نيوم” الذي يسعى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لتنفيذه في منطقة البحر الأحمر، يعدّ أحد مكونات تلك التسوية الإقليمية الكبرى. ونقلت صحيفة «الشروق» المصرية عن دبلوماسي عربي بارز في القاهرة تأكيده أن بعض العواصم العربية الفاعلة نصحت الرئيس الفلسطيني محمود عباس بقبول الشروط المعروضة عليه اليوم حتى لا يندم الفلسطينيون لاحقا على ما يعتبرونه اليوم قليلا جدا مقارنة بما كان مطروحا عليهم قبل سنوات. وأوضح الدبلوماسي أن عاصمة عربية فاعلة لم يسمها نقلت إلى عباس تصورا مفاده بأن القراءة الواقعية تحتم على الفلسطينيين والعرب القبول بما هو معروض الآن، مضيفا أن الحكمة تقتضي بقبول أقصى ما هو متاح من تسوية الآن، والتعامل بمنطق خذ وفاوض، حتى لا نتفاجأ بعد سنوات قليلة بأن وحش الاستيطان قد التهم كل الأراضي الفلسطينية. وذكر الدبلوماسي أن مسؤولي هذه الدولة أبلغوا الرئيس الفلسطيني بأنه لا يمكن مقاومة التشدد الإسرائيلي في قضايا معينة مثل الحدود مع الأردن، حيث تصر تل أبيب على وجود قوات إسرائيلية فاصلة بين الحدود الأردنية والفلسطينية، خوفاً من دخول تنظيمات متطرفة يمكنها التواجد على أطراف الجليل أو القدس، وذلك حسب النص الذي وصل إلى تلك العاصمة العربية والتي أبدت تفهما لهذا المطلب الإسرائيلي. وأكد الدبلوماسي أن العاصمة العربية المعنية أكدت على ضرورة ألا يتضمن أي اتفاق سلام مستقبلي التنازل عن القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، مضيفا أن إمكانية تبادل للأراضي بين مصر وإسرائيل لم تناقش بعد. وأفاد المصدر للصحيفة أن عباس أعرب لبعض القادة العرب الذين التقاهم مؤخرا أو تواصل معهم هاتفيا عن خشيته من اتهامه بالخيانة والتفريط في حال قبوله ما اقترح عليه، لكن أحد هؤلاء القادة رد عليه بالقول: “إنه ينبغي تهيئة الرأي العام العربي للمرحلة الجديدة بعيدا عن اتهامات التخوين”. ورجح الدبلوماسي أن يتم الإعلان رسميا عن النقاط الرئيسية لـ”صفقة القرن” في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، مضيفا أن واشنطن أبلغت عواصم عربية بأن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة الولايات المتحدة إليها اتخذ بغية إقناع إسرائيل وخاصة الجناح المتشدد فيها بالموافقة على تقديم تنازلات مضادة لصالح الفلسطينيين. من جانبها، أكدت قناة i24NEWS الإسرائيلية، نقلا عن مسؤولين مقربين من القيادة الفلسطينية، أن السعودية ومصر بين تلك الدول التي تضغط على عباس. وفي موقف معاكس، أفادت صحيفة “القبس” الكويتية اليوم، نقلا عن “مصادر مطلعة، بأن البيت الأبيض عجز عن كسب دعم مصر والسعودية لـ”صفقة القرن”، مؤكدة أن كلا البلدين أبلغا عباس برفضهما الاقتراح الأمريكي بعقد مؤتمر إقليمي في القاهرة أو الرياض لإطلاق الصفقة. وأشارت “الشروق” إلى أن هذه الأنباء وردت في وقت أفادت فيه مصادر فلسطينية بأن عباس البالغ 82 عاما من العمر قد يتنحى عن الحكم، وخاصة على خلفية أنباء عن تردي حالته الصحية. ونقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية تأكيدها أن عباس لمّح إلى إمكانية رحيله أثناء الاجتماع الأخير للمجلس الثوري لحركة “فتح”، قائلا إن هذا اللقاء قد يكون الأخير الذي يجمعه بقيادة الحركة. وأكد قيادي فلسطيني للصحيفة أن المشاكل الصحية ليست السبب الوحيد الذي قد يدفع عباس إلى ترك منصبه، بل و”انسداد الأفق أمام أي تسوية” وخيبة الأمل من إمكانية طرح الإدارة الأمريكية مشروع سلام يراعي طموحات الفلسطينيين.
من ناحيته، ننفى السفير حازم أبو شنب القيادي بحركة فتح التقارير التي تصدر عن المواقع الإسرائيلية، ووصفها بالمغلوطة، مؤكدا أن الجانبين المصري والسعودي يؤكدان دائما خلال تواصلهما مع الرئيس الفلسطيني بأنهما لن يقبلا بما لا يقبل به الشعب الفلسطيني. وأضاف أبو شنب في تصريحات لـ«سبوتنيك» أنه لا توجد مبادرة أمريكية حتى الآن وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يطلق مبادرته التي تحدث عنها قبل فوزه بالرئاسة وأنه من الغريب أن التقارير والأخبار والتعليقات التي تصدر تتحدث عن شيء لم يحدث بعد، وأن ما تداوله بعض مستشاريه مع شخصيات عربية لا ينبئ بخير خاصة أن قراري ترامب فيما يتعلق بالقدس واللاجئين يحرمان اللاجئين من حقوقهم والقدس من منشأها العربي. وأشار إلى أن الأطراف الدولية والعربية تؤيد المبادرة الفلسطينية التي طرحها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهو ما يتناقض مع ما يطرح وأنه لا يستحق التعليق عليه دون أن يكون هناك خطوات فعلية.