الغنوشي يشكو تجاهل قيس سعيد.. ويدعي اختراق السعودية لهاتفه
فيما يبدو أنه تجاهل دولي وإقليمي لحركة "النهضة" الإخوانية في تونس؛ بعد التأييد الشعبي والحزبي والعمالي للقرارات الاستثنائية التي أصدرها الرئيس قيس سعيد في 25 يوليو الماضي، عطل على إثرها عمل البرلمان وأسقط الحصانة مع على النواب، وأقال حكومة هشام المشيشي، وفرض حالة الطوارئ في البلاج، نفى رياض الشعيبي، المستشار السياسي لرئيس البرلمان التونسي، رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، وجود وساطات دولية لعقد لقاء بين الغنوشي والرئيس قيس سعيد.
الشعيبي حاول التأكيد على أن حركته التي تسببت في احتقان سياسي في الشارع التونسي، وأدخلت البلاد في أزمة اقتصادية فضلًا عن فشلها في مواجهة جائحة كورنا؛ لإنها هي من تشكل الحكومة، وتسيطر على أغلبية البرلمان، وبالتالي تصدر التشريعات التي تحلو لهاّ، اكدت انفتاحها على أية تسوية تحافظ على المسار الديمقراطي وتفسح المجال للبرلمان لمعاودة نشاطه.
كان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قال خلال كلمة له عن قرب حل الأزمة السياسية في تونس، الأمر الذي أثار جدلا، دفع بعض المراقبين للحديث عن وساطة جزائرية لتجاوز الأزمة القائمة حاليا بين رئيسي الجمهورية والبرلمان، إلا أن الشعيبي أكد في تصريح خاص لـ"القدس العربي"، أن حركة النهضة لم تتلق اتصالا من أي جهة داخلية أو خارجية للتوسط بشأن عقد لقاء بين رئيسي الجمهورية والبرلمان.
وادعت الحركة الإخوانية قبل أيام أن هاتف الغنوشي ترعض للاختراق من قبل السعودية عبر برنامج "بيغاسوس" الخاص بشركة "NSO" الإسرائيلية، وفق تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، ودعن الرئاسة التونسية للتحقيق في الأمر إلا أن الرئاسة التونسية لم تعلق على مثل هذه التصريحات.
الشعيبي قال إن الرئاسة التونسية لم تتفاعل "حتى الآن مع موضوع اختراق هاتف راشد الغنوشي، كما لا يوجد أي اتصال بين رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان منذ اتخاذ قرار تجميد أعمال مجلس النواب ووضعه تحت حراسة الجيش التونسي ومنع رئيس البرلمان وأعضائه من الدخول إليه".
رئاسة البرلمان
وفي تراجع جديد للحركة الإخوانية، أكد القيادي بحركة النهضة التونسية، عبد اللطيف المكي، أن رئيس الحركة راشد الغنوشي غير متمسك بمنصب رئاسة البرلمان، وهو ما دفع البعض للحديث عن إمكانية تخلي الغنوشي عن رئاسة البرلمان مقابل عودته للعمل، فضلا عن إمكانية تقديم الحركة لـ"تنازلات" مقابل تجاوز الأزمة السياسية القائمة في البلاد.
وعلق الشعيبي على ذلك بقوله: "حركة النهضة اتخذت خطوات في الواقع من أجل التهدئة والحفاظ على السلم الأهلي وإبقاء الفرصة متاحة لأية تسوية تحافظ على المسار الديمقراطي وتفسح المجال للبرلمان لمعاودة نشاطه، وهي تعبر باستمرار عن استعدادها للتعاطي الإيجابي والمرن مع كل من يدفع في هذا الاتجاه".
وأضاف: "لكن إلى حد الآن لم نتلق أية إشارات إيجابية في هذا الاتجاه، وعندما يحصل ذلك ستكون حركة النهضة جاهزة لتدفع ما عليها مقابل عودة الديمقراطية. أما الحديث عن تنازلات وتفاصيل هذه التنازلات، فلا معنى له في اللحظة الراهنة".
وكان مجلس شورى الحركة أكد قبل أيام حرص حركة النهضة على نهج الحوار مع جميع الأطراف الوطنية وفي مقدمتها رئيس الجمهورية من أجل تجاوز الأزمة المركّبة وتحقيق السلم الاجتماعي وإنجاز الإصلاحات الضرورية".