الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

رغم قبضة حماس الحديدة.. من المسؤول عن استهداف منتجع "بيانكو" في غزة؟

الرئيس نيوز

بدا أن الأوضاع الأمنية في قطاع غزة، بمثابة نار تحت الرماد، وأنه على الرغم من قبضة حماس الأمنية إلا أن الفكر المُتشدد موجود ومتغلغل في فكر بعض جماعات السلفية الجهادية، ولا يمكن تناسي ما حدث من جماعة "جيش الإسلام"، الذي قاده الجهادي التكفيري ممتاز دغمش، والذي أعلن قطاع غزة إمارة إسلامية، العام 2008 إلا أنه ما كان من حماس إلا أن تعاملت مع الجماعة وزعيمها وتمكنت من تصفيته هو أنصاره.
وفق ما ورد من قطاع غزة المحاصر من الاحتلال الإسرائيلي قامت عناصر مجهولة باستهداف منتجع سياحي، في مدينة بيت لاهيا شمال القطاع، يقام فيه حفلًا موسيقيًا، بزرع جسم مُتفجّر، وتحديدًا بالسور الشمالي للمنتجع المذكور، وهو استهدافٌ يبدو أنه فجّر السور، وانهار جزء منه، وهي رسالة سلبيّة عنيفة من المُنفّذين لأصحاب المنتجع فيما يبدو، ولعلّها لإجبارهم على إغلاقه، الحادثة وقعت الجمعة الماضية وسط تكتم رسمي في القطاع على الحادثة.

ويربط مراقبون بين التفجير وبين تنظيم حفل مُختلط بالمُنتجع؛ إذ رجح البعض أن يكون الاستهداف جاء لمنع ذلك الحفل، وإخافة حُضوره بمشهد عنيف تفجيري، وهو حفل موسيقي أثار حفيظة المُتشدّدين في القطاع المُحاصر.
وبحسب مالك المنتجع سهيل السقا، قام أحد الأشخاص بالتوجّه إلى المنتجع، وطلب من الموظفين هناك، منع الحفل المُختلط، ووفقاً لمالك المنتجع فإن المنتجع قد حصل على تصريح من وزارة الداخليّة لإقامة الحفل، وأن على هذا الشخص مُراجعة الأخيرة إذا كان يعترض على الحفل.
الحادثة تحمل بصمات تصرّف فردي فيما يبدو، ويعبّر عن خط فكري مُتشدِّد يرفض الحفلات الموسيقيّة، وذلك بحُكم مُوافقة وزارة الداخليّة التابعة لحركة حماس، والتي تحكم القطاع، وبعد الانفجار كانت قد حضرت الشرطة، واعتقلت عددًا من المُشتبه بهم.
ومع الإعلان عن الحفل، قال السقا، إن بعض التحريض الافتراضي قد جرى رصده على الحفل، وسط مُطالبات بمنع الحفل، ويُخالف الدين والعادات، وإغلاق المنتجع، لأن الحفل مُختلط.
وأدان المركز الفلسطيني لحُقوق الإنسان من جهته في بيان صحفي، بشدّة ترهيب المواطنين باستهداف المنتجع السياحي “بيانكو”، شمال قطاع غزة، المملوك لرجل الأعمال سهيل السقا، الواقع شمال غزّة، والذي أُنشِئ حديثاً على شاطئ البحر، وذلك بمُحاولة تفجير السور الخارجي، بعبوة شديدة الانفجار، بذريعة إقامة حفل غنائي مُختلط.

وهذا المنتجع وفقاً للمركز الفلسطيني، هو مشروع استثماري حديث وخاص افتتح منتصف الشهر الماضي، وأقيم على مساحة 12 دونماً، ويعمل به نحو 120 عاملاً، ولاقى رواجاً كبيراً مُنذ افتتاحه من قبل المواطنين من أنحاء قطاع غزة.
وعبّر مُعلّقون من جهتهم، عن مخاوف من استمرار استهداف الأماكن السياحيّة في القطاع، لتخويف الناس وإرهابهم، بذريعة مُخالفتها للعادات والتقاليد، واستقبالها للناس بشَكلٍ مُختلط، فيما طالب آخرون بوجوب الوقوف الصّارم بوجه كُل مُحاولات فرض “الداعشيّة” على القطاع المُحاصر، وأخذ درب الوسطيّة والاعتدال، بغضّ النظر عمّن يحكم قطاع غزّة، مع الإشارة إلى أن كُل الفعاليات يجري المُوافقة عليها من قبل الداخليّة.
الباحث في شؤون الحركات الراديكالية، مصطفى أمين، يقول لـ"الرئيس نيوز": "جميع التقارير تؤكد أن قطاع غزة بمثابة قنبلة مؤقتة، وأن الفكر المتشدد والجماعات التكفيرية منتشرة فيه، لكن القبضة الامنية الحديدية لحماس هي ما تمنع هؤلاء من الظهور على السطح". مرجحًا أن عملية استهداف المنتجع السياحي جزء من محاولة مقاومة الجماعات التكفيرية لأي مظهر حضاري في القطاع بوصفه بدعة وكفر.

أشار أمين من الصعب اعتبار الحادث فردي، وأنه لا يقف وراءه جماعة أو تنظيم؛ إذ إن العمليات التي هي من تلك النوعية يصعب تنفيذها بشكل فردي؛ إذ تحتاج إلى فريق لتجهيز المفرقعات، وأخر للرصد والمتابعة، متوقعًا أن تشدد حماس من إجراءاتها الأمنية لضبط الأمن في القطاع؛ حتى لا يقال إنها حولت القطاع إلى "تورابورا جديد". 
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث حتى الآن. وكانت تلك الجماعات التكفيرية تجد في الأنفاق الحدودية بين القطاع ومصر، متنفس في التنقل ودخول سيناء وتنفيذ عمليات إرهابية ضد ضباط الجيش والشرطة، إلا أنه ومع ضغط القاهرة على "حماس" للاضطلاع إلى مسؤوليتها الأمنية في القطاع قلت الخطورة المقبلة من ناحية الانفاق.