الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

"كوكو شانيل" تعيد بريق شريهان.. ماذا قال النقاد عن أدائها التمثيلي والاستعراضي ؟

الرئيس نيوز

لازالت أصداء عودة النجمة شريهان إلى خشبة المسرح بعد غياب 30 عاما، تلقي بظلالها على مواقع التواصل الإجتماعي، وتفرض نفسها على اهتمامات الجمهور الذي أشاد بعودة نجمة الفوازير مره أخرى من خلال مسرحية "كوكو شانيل"، والتي عرضت على منصة "شاهد.vip" خلال إجازة عيد الأضحى المنقضي، وتصدرت شريهان محركات البحث على جوجل وأصبحت تريند فور عرض المسرحية مباشرة، واستمرت ردود الأفعال الإيجابية على المسرحية حتى الأن.


 وهو ما جعل شريهان تكتب عبر صفحتها الرسمية بـ"تويتر"، ردا على ردود الأفعال التي تلقتها ودونت :"أنا فرحانة وسعيدة.. فخورة إني قدرت أسعدكم، سعادة تليق بشرف انتظاركم وحبكم واحترامكم"، وأضافت : "وهكذا في نظري وقلبي ودمي وفكري، الفن لا بد أن يكون، ولازم أن يكون دون أي تنازل في كل وأي شيء.. هذا أنا".

وتعد مسرحية "كوكو شانيل" أول عمل مسرحي من إنتاج العدل جروب، وقد بدأ المشروع منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات، إلا أنه تعطل وتوقف فجأة بسبب أزمات متعلقة بالتفاوض مع جهات العرض التي كان من المفترض التعاقد معها، ثم عاد المشروع مجددا بعد أن قامت هيئة الترفية بالمملكة السعودية بالحصول على حق عرضه، من خلال رئيسها تركي آل الشيخ، والذي تعاقد مع العدل جروب على المسرحية كمقدمة لعدة أعمال أخرى تقدمها شريهان.

عصام زكريا : العمل يليق بعودة شريهان وتحيه لمن غامر بالإنتاج لها

وحول تقييم المسرحية تحدث "الرئيس نيوز" مع عدد من النقاد والمتخصصين، ويقول الناقد الفني عصام زكريا : "اختيار موضوع أجنبي، في مسرحية تبدو وكأنها مترجمة عن المسرح العالمي أكثر مما تبدو كعمل عربي، فكرة تحمل بعض التغريب يضفي على شيريهان هالة تتناسب مع وضعها الحالي كفنانة تعود لجمهورها بعد عقدين من الاختفاء،"، ويضيف : "حكاية كوكو شانيل التي تغطي فترة طويلة من الزمن تمتد من عشرينيات القرن الماضي حتى الستينيات، تتناسب أيضاً مع عُمر شريهان، كما أن عملها في مجال الأزياء والعطور وباريس يخلق جواً مناسباً للاستعراضات الراقصة التي تحمل طابعاً أوروبياً واضحاً".

وحول النص "سيناريو المسرحية"، يقول زكريا :"يعاني النص من تبسيط شديد، وبعض المواقف الدرامية فيه تختزل في مجرد عبارات إخبارية، ومعظم كلمات الأغاني تعاني من نفس التبسيط والتقريرية، لكن يعوّض هذا الضعف قوة الاستعراضات وأداء شيريهان التمثيلي"، ويضيف : "رغم السنوات تبدو شريهان شابة وممثلة متمكنة أكثر من أي وقت مضى، بل إن التجربة والخبرة تضفي على أدائها نضجاً كبيراً، حتى وهي ترقص فهي تؤدي بتعبيرية درامية قلما نجدها في الاستعراضات المصرية".


وعن الناحية البصرية والتجهيزات يقول عصام زكريا : "يتميز العرض بالجمال والإبهار سواء في تصميم الديكورات أو التصميم الحركي للرقصات والملابس واستخدام النور والظلال والموسيقى والحيل المسرحية المتقدمة مثل الحبال غير المرئية والديكورات المتحركة إلى آخره"، ويضيف : "نجح المخرج هادي الباجوري ومدير التصوير أحمد المرسي، وكلاهما متمكن في مجال السينما، في تحويل المسرحية إلى نص سينمائي عن طريق استخدام عدد كبير من الكاميرات، والمونتاج بين أحجام اللقطات وزوايا التصوير، وهناك لقطات لا يمكن مشاهدتها في المسرح، تلتقطها الكاميرات من سقف المسرح أو من مسافات قريبة جداً من الممثلين، تجعل من عرض "كوكو شانيل" عملاً مختلفاً يكاد أن يكون نوعاً فنياً منفرداً بين المسرح والسينما".

وأنهى الناقد الفني عصام زكريا حديثة مؤكدا أن قرار عودة شريهان من خلال مسرحية "كوكو شانيل" هو قرار صائب جدا، مشيرا أن الفن المصري كسب كثيرا بعودة نجمة الإستعراضات الأولى إلى الساحة، كما وجه التحيه لمن آمن بفكرة عودتها وغامر بالإنتاج لها.

طارق الشناوي : عودة شريهان بـ"كوكو شانيل" تليق بتاريخها الفني

يقول الناقد الفني طارق الشناوي أن شريهان شاركت بنفسها في الرؤية الدرامية لمسرحية "كوكو شانيل"، ويضيف : "صممت أزياء العرض المسرحى ريم العدل، فكانت تقدم الزمن بكل تفاصيله، بينما أبدع أحمد المرسى، مدير التصوير، فى رسم الإضاءة التى تشع وميض البهجة وظلال الشجن، ومن المفردات الإبداعية ديكور محمد عطية، ومونتاج أحمد حافظ، مصمم الرقصات هانى أباظة، وموسيقى إيهاب عبد الواحد، كان مدحت العدل ينتقى الكلمة التى بها وميض الشعر وبها أيضا صراحة وصرامة الدراما.

وأضاف الشناوي عن الاستعراضات التي قدمتها شريهان أن جميع الرقصات داخل مسرحية "كوكو شانيل" تشكل جزءا عميقا من الحكاية، وشريهان تمتلك رشاقة استثنائية.


وأكد الشاوي أن شريهان لا تنتظر مجاملة من أحد، لأن عودتها أضفت حالة من اليهجة والسعادة على الجمهور، خاصة أنها عادت بعمل راقي ومتميز يليق بتاريخها الكبير، وقال : "شريهان علامة فنية بارزة، وتفاعل الجمهور مع المسرحية بشكل إيجابي يعني أن الفن الراقي واحترام الممثل لفنه، يلقيان ترحيبا كبيرا من المشاهد"، وأضاف : "الجهة المنتجة كانت تحرص منذ البداية على تقديم تجربة مسرحية تليق بتاريخ شريهان الفني الطويل، إذ جرى توفير كل مقومات النجاح، فيما بذل فريق العمل جهوداً ضخمة بشأن خروج المشروع على مستوى عال من الاحترافية".

 مصمم استعراضات : ما قدمته شريهان في "كوكو شانيل" اعجاز

تحدث مصمم الاستعراضات الشهير الفنان حسن خليل في تصريحات خاصة لـ"الرئيس نيوز"، مؤكدا أن الاستعراضات التي قدمتها شريهان في مسرحية "كوكو شانيل" استعراضات مميزة جدا ومناسبة لتفاصيل الدراما داخل الحدوته، وقال أن شريهان لديها لياقة كبيرة ومرونة في الاستعراضات لم يكن يتوقع أحد أن تظهر بها في العرض المسرحي نظرا لمرور ما يزيد عن 30 عاما على قرار غيابها عن المسرح، ولكنها أصرت أن تكون عودتها قوية وتتناسب مع مسيرتها، وقدمت الاستعراضات بمرونة شديدة، لتثبت أنها لازالت تستحق لقب "ملكة الإستعراض" برغم مرور سنوات طويلة على غيابها.

ويضيف خليل أن مصمم الاستعراضات والرقصات هاني أباظة، أبدع بالفعل فيما قدمه في المسرحية، واختار استعراضات ورقصات تتناسب مع سن شريهان، كما تتلاقى مع الشخصية نفسها التي تقدمها خلال أحداث المسرحية، وأضاف :"ما قدمته شريهان اعجاز حقيقي يؤكد مدى عشقها للفن واتقانها للإستعراض".

 صناع وأبطال وقصة مسرحية "كوكو شانيل" لشريهان

مسرحية "كوكو شانيل" من تأليف مدحت العدل وإخراج هادي الباجوري ، ويشارك مع شريهان في بطولتها آسر ياسين، هاني عادل، أيمن القيسوني، تامر حبيب، حنان يوسف، إنجى وجدان، عماد إسماعيل، سمر يسري، سليم سليمان، وهاني إبراهيم، وأزياء ريم العدل، وتصميم رقصات هاني أباظة.

وتطل شريهان من خلال هذا العمل المسرحي في شخصية "كوكو شانيل"، إحدى أشهر الأسماء في عالم الأزياء والموضة، والتي بدأت مسيرتها بشكل متواضع بعد أن نشأت في أحد دور الأيتام، قبل أن تصنع شهرة وصلت أصداؤها إلى العالمية وكانت حياتها ثرية بالأحداث وجديرة بأن تقدم ضمن عمل استعراضي مسرحي يعيد نجمة الفوازير الشهيرة إلى جمهورها.


و"كوكو شانيل" هي سيدة فرنسية ولدت في 19 أغسطس عام 1883، في مستشفى خيري، من أم عزباء، وتوفيت والدتها في سن مبكر، حيث كانت "كوكو شانيل" في عمر 12 عاما، وأُرسلت بعد وفاة والدتها إلى ملجأ للأيتام، وعاشت داخل الملجأ حياة قاسية، وصعبة، ولما وصلت إلى سن 18 عامًا، اضطرت إلى الذهاب للعيش في منزل داخلي مع فتيات كاثوليكيات، ورغم صعوبة الحياة داخل الملجأ إلا أنها تعلمت الحرفة والمهنة التي سوف تدفعها إلى القمة فيما بعد وهي فن الخياطة، واستطاعت شانيل أن تحصل على عمل خياطة، ثم أنشأت مسرحًا وغنت فيه، من أجل كسب المال، حيث قدمت عددًا من الأغاني الشعبية المعروفة، ثم انتقلت إلى مجال آخر للعمل فيه وهو مجال الأزياء، وبدأت بتصميم القبعات النسائية، وافتتحت منفذًا لبيع هذه القبعات، وبعد ذلك بدأت العمل في الأزياء شيئا فشيئًا.