لمنع التصعيد.. الجيش اللبناني يطلق سراح عناصر "حزب الله" ويعيد للجماعة راجمتها الصاروخية
بدا أن القيادة اللبنانية لا تريد تصعيدًا داخليًا جديدًا يضاف إلى ملف الاقتصاد المشتعل، فبعد ساعات من تداول مقاطع مصورة تظهر توقيف الأهالي شاحنة محملة براجمات صواريخ تتبع جماعة "حزب الله" المتمركز في الجنوب اللبناني، والقبض على 4 أشخاص يستقلونها، انتشرت مقاطع أخرى لعملية عودة الراجمة الصاروخية لـ"حزب الله"، وإطلاق سراح المحتجزين اللبنانيين، بعد قيام الجيش اللبناني بتوقيفهم.
الفيديو المنشور أظهر سيارات ترافق الشاحنة التي تم مصادرتها صباح أمس الجمعة في بلدة شويا الجنوبية، وهي تحمل راجمة الصواريخ التي أطلق من خلالها صواريخ على إسرائيل، وأرفق الفيديو بتعليق عن "عودة الشاحنة والعناصر المرافقة لها إلى حضن المقاومة".
كما تداول نشطاء على موقع "فيسبوك" مقطع فيديو للحظات استقبال علي كجك من قبل عائلته ومحبيه وأهالي بلدته الجنوبية كفرتبنيت، بعدما انتشرت صوره خلال عملية مصادرة الراجمة واعتقاله من قبل بعض الأهالي في بلدة شويا جنوبي لبنان.
بلدية شويا والمخاتير، أصدرت بيانا أكدت فيه على وحدة الصف وسياسة التعايش في لبنان، وأضاف البيان: "نؤكد انتماءنا الوطني ودعمنا للجيش والمقاومة، ولكن الوضع العام وحالة التوتر التي تسود البلاد والضغط النفسي والمعيشي ينعكس علينا جميعا داخل قرانا، وكان هذا الأسبوع شهد توترا وقصفا متبادلا مع العدو وحرائق، لهذا تفاجأ الاهالي وأصبحوا في حالة من الخوف والهلع، ومن المؤكد أن هوية مطلقي الصواريخ لم تكن معروفة والحمد الله أن الأمور انتهت الى هنا".
دعا البيان "الجميع إلى التآخي ونبذ الفتنة، فنحن أكثر حاجة في وقتنا هذا الى المحبة والتكاتف لأننا كلنا اخوة في الانسانية، والله يرحمنا جميعا".
واحتدم الوضع الأمني جنوباً بعد تنفيذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على مناطق إطلاق الصواريخ في لبنان، فيما أعلن "حزب الله" في بيان، أنه "عند الساعة 11:15 من ظهر اليوم الجمعة، ردت المقاومة الإسلامية على الاعتداءات الصهيونية على لبنان باستهداف محيط مواقع العدو الاسرائيلي في مزارع شبعا بصليات صاروخية من مناطق حرجية بعيدة تماماً عن المناطق السكنية حفاظا على أمن المواطنين، ولدى عودة المقاومين من عملهم وأثناء مرورهم بمنطقة شويا في قضاء حاصبيا، أقدم عدد من المواطنين على اعتراضهم".
يقول الباحث في الشؤون الإيرانية، علي رجب، إطلاق صراح عناصر "حزب الله" من قبل الجيش اللبناني أمر متوقع؛ لتفادي أي تصعيد من الحزب والجيش في وقت يتأهب فيه الاحتلال الإسرائيلي ويهدد باستمرار عمليات قصف الشريط الحدودي اللبناني.
لفت رجب في تصريحات لـ"الرئيس نيوز" إلى أن التصعيد في الجنوب اللبناني، ومباركة حماس لقصف حزب الله للاحتلال، رسالة إيرانية لكل من إسرائيل وأمريكا وبريطانيا، بأن الوضع قابل للاشتعال في أي لحظة إذا ما أقبلت تلك الدول على أي خطوات ردعية لطهران نتيجة ممارساتها العدائية في مياه الخليج العربي.