وسط مخاوف من الروس.. إسرائيل تصر على طرد إيران من سوريا
كما هو الحال دائمًا مع الصراع العربي الإسرائيلي أو حديثًا الإيراني الإسرائيلي، فإن الخطر الحقيقي ليس الصراع الإقليمي، ولكن كيف يمكن أن يتصاعد الصراع.
لا تزال إسرائيل مصممة على مواصلة قصف القوات الإيرانية في سوريا في محاولة لإبعاد القوات الإيرانية عن الحدود الشمالية لإسرائيل.
في الوقت نفسه، لدى روسيا الآلاف من القوات في سوريا التي يمكن أن تقع في مرمى النيران المتبادلة. وإذا تعرضت إسرائيل وروسيا لضربات، فهل سيشعر شقيق إسرائيل الأكبر - الولايات المتحدة - بأنه مضطر للتدخل؟
كان هذا السؤال الذي طرحته مجلة The National Interest الأمريكية. وأجابت المجلة: "لا يعني ذلك أن إسرائيل أو موسكو متلهفتان لمثل هذه الصدام، ونقلت المجلة الأمريكية عن مسؤول كبير بالجيش الإسرائيلي قوله: "لا أحد منا يرغب في مواجهة عسكرية ستكون ضارة لكلا الجانبين".
ومع ذلك، فإن سياسة إسرائيل تتلخص في فعل كل ما تراه ضروريًا لطرد القوات الإيرانية من سوريا. وإذا لم يعجب ذلك روسيا، فهذا مجرد ثمن ضمان ألا تصبح سوريا قاعدة صواريخ إيرانية أخرى على حدود إسرائيل.
ورد المسؤول في الجيش الإسرائيلي عندما سئل عما إذا كانت روسيا ستردع الغارات الإسرائيلية على سوريا مؤكدًا: "نواصل تنفيذ خططنا، وتشير أنشطتنا إلى أننا، على الرغم من كل شيء، نتمتع بحرية كبيرة في عمل ما نريد".
هذا الموقف الإسرائيلي يطرح السؤال: هل تستطيع إسرائيل استهداف إيران في سوريا دون إثارة صدام مع روسيا؟
هناك آليات لمنع التضارب، بما في ذلك خط ساخن بين الجيشين الإسرائيلي والروسي. وقال المسؤول في الجيش الإسرائيلي: "نحن صارمون للغاية فيما يتعلق بإبلاغ الروس بأنشطتنا وأن صورتهم العملياتية محدثة". لكن هذه الإجراءات لم تكن كافية لتجنب إسقاط طائرة روسية.
ومع ذلك، ليس من الصعب تخيل عدد من السيناريوهات الضارة للعلاقات الروسية الإسرائيلية بنفس القدر. من المحتمل إصابة ضباط أو مستشارين أو فنيين روس في غارة إسرائيلية على أي منشأة إيرانية أو سورية، أو توجيه قنبلة ذكية إسرائيلية عن طريق الخطأ لتصيب في نهاية المطاف قاعدة روسية، أو طيار روسي أو بطارية مضادة للطائرات.
أصبحت السماء السورية الحارقة للجميع واضحة في ديسمبر 2017، عندما أطلقت مقاتلات أمريكية من طراز F-22 قنابل تحذيرية لطائرتين هجوميتين روسيتين من طراز Su-25 اخترقتا منطقة محظورة في شرق سوريا.
من ناحية أخرى، لا تحتاج روسيا لمحاربة إسرائيل لإيذاء إسرائيل. في الواقع، بدا المسؤول في الجيش الإسرائيلي أقل قلقًا بشأن صدام مادي بين القوات الإسرائيلية والروسية، وأكثر قلقًا من أن روسيا قد تختار تزويد أسلحة متطورة - مثل الصواريخ المضادة للطائرات - لأعداء إسرائيل مثل سوريا وإيران.
في أوائل السبعينيات، زود الاتحاد السوفيتي مصر وسوريا بالعديد من صواريخ وبنادق الدفاع الجوي، مما تسبب في خسائر فادحة للطائرات الإسرائيلية في حرب أكتوبر 1973.
إذا أرادت روسيا ذلك، يمكنها أن تجعل العمليات الجوية الإسرائيلية مكلفة للغاية.
وفي نهاية التقرير، طرحت المجلة السؤال النهائي: هل يمكن أن تؤدي التوترات بين إسرائيل وروسيا إلى صدام بين القوات الأمريكية والروسية؟
في النهاية، سيتعين على شخص ما التراجع. لكن إيران ليست على وشك التخلي عن موقعها على حدود إسرائيل، وربما لا تستطيع روسيا إجبارها على ذلك. ثم هناك إسرائيل المصممة بشدة على وقف إيران.