بسبب هيمنة حزب الله.. السعودية تخفض اهتمامها بالأزمة في لبنان
عكس استدعاء الرياض لسفيرها وليد البخاري للتشاور في نفس اللحظة التي كانت بيروت تعلن فيها ترشيح نجيب ميقاتي لتشكيل حكومة جديدة، انخفاض اهتمام السعودية بالتطورات السياسية الأخيرة في لبنان.
وقال مراقبون لصحيفة "أراب ويكلي"، التي تصدر في العاصمة البريطانية لندن، إن الخطوة السعودية تعني أن الرياض لن تتحرك على الأرجح لتقديم دعم مالي للبنان، سواء في شكل مساعدات أو قروض أو استثمارات.
بدا السفير السعودي غير مهتم بالأسئلة التي طرحها السياسيون والمحللون حول التحركات التي يمكن أن تتخذها المملكة لمساعدة لبنان. وتعكس اللامبالاة السعودية، في هذا الصدد، خيبة أمل إقليمية أوسع.
وبحسب تقارير إعلامية، لم يهنئ معظم سفراء دول الخليج العربي رئيس الوزراء المكلف الجديد على ترشيحه، الأمر الذي يشير إلى استياء خليجي عام تجاه مخرجات العملية السياسية برمتها في لبنان.
ولم تدخر الرياض جهداً في دعم لبنان، وحثت الفاعلين السياسيين هناك على منع اعتماد بلادهم على أي طرف أجنبي. لكن النخبة السياسية اللبنانية استمرت في النظر إلى المملكة على أنها ممول مهمته الوحيدة هي ضخ الأموال إلى البلاد وإنعاش الاقتصاد وصناعة السياحة دون قيود سياسية، وهو مسار لم تعد الرياض تقبله.
ويبدو أن الانطباع الأقوى لدى المسؤولين في الررياض هو أن المسؤولين اللبنانيين قد سلموا السيطرة على بلدهم إلى حزب الله المدعوم من قبل إيران.
وتظهر اللامبالاة السعودية الحالية تجاه لبنان أن المملكة غير مستعدة للعب دور في حل أزمة البلاد، كما كان الحال في مناسبات عديدة سابقة. وهذا العامل ينذر بتفاقم الوضع في لبنان، خاصة مع تهديد أوروبا بفرض عقوبات على المتورطين في عرقلة تشكيل الحكومة الجديدة.
بعد الحرب الأهلية (1975-1990)، قدمت المملكة مليارات الدولارات لإعادة إعمار لبنان. ومع ذلك، توقفت هذه المساعدة السخية في السنوات القليلة الماضية، مع تزايد إحباط الرياض المتزايد من نفوذ حزب الله المدعوم من إيران.
منذ عام 2016، اتسمت العلاقات السعودية اللبنانية ببرودة تفاقمت بسبب سيطرة حزب الله المتزايدة على مؤسسات الدولة اللبنانية. ثم تصاعدت التوترات بعد سلسلة من المواقف الدبلوماسية اللبنانية التي اعتُبرت معادية للرياض.
وفي الأشهر الأخيرة، حاول السعوديون العودة إلى لبنان لكن محاولتهم فشلت في إحداث تغيير حقيقي في الوضع. ولا تزال الرياض تصر على ضرورة كبح نفوذ حزب الله، كخطوة أساسية لاستئناف دعم لبنان، وهو مطلب لم يأخذه رئيس الوزراء السابق المكلف سعد الحريري في الاعتبار.
وذكرت الصحيفة أن خلافات السعودية مع الحريري ليست جديدة، لكنها تعود إلى عام 2016، عندما لم تكن الرياض راضية عن التسوية التي أبرمها الحريري مع ميشيل عون قبيل تولي الأخير رئاسة لبنان.
ويرى مراقبون أن موقف الرياض من الحريري لم يتغير منذ التسوية السياسية اللبنانية. بعد إبرام الصفقة مع عون، شكل الحريري حكومتين (في 2016 و 2018) متجاهلاً الاعتراضات السعودية.