الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"حبل غسيل سطّر نهايته".. كتاب جديد يكشف كيفية الوصول لمخبأ بن لادن

الرئيس نيوز

ماذا لو فكر أسامة بن لادن في أن يشتري لزوجاته مجفف للملابس؟ ربما كان مصيره سيختلف كثيرًا عن النهاية الغامضة التي سطرتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، فقد كشف كتاب جديد سيصدر حديثا الطريقة التي رصدت بها السي أي إيه CIA مخبأ مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، إلى أن انتهت القصة باغتياله في عام 2011.

ونشرت التايمز مقتطفات من كتاب جديد يحمل عنوان "صعود وسقوط أسامة بن لادن"، ويكشف الكتاب عن أن القوات الأمريكية تمكنت من الوصول لمكان اختباء بن لادن وعائلته بواسطة "حبل غسيل".

من المنتظر صدور الكتاب الجديد الثلاثاء المقبل، وجاء فيه أنه في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001، التي شنها تنظيم "القاعدة" وأودت بحياة 2977 شخصا، اختبأ بن لادن في الجبال الأفغانية وفي شمال باكستان هربا من إداة بوش الابن التي توعدته. 

وبحلول عام 2004 شعر بن لادن بأن حدة مراقبته من القوات الأمريكية انخفضت بشكل كبير بسبب انشغالها في العراق، فطلب من حارسه الشخصي إبراهيم سعيد أحمد عبد الحميد شراء قطعة أرض له، واستعان بمهندس معماري لبناء حصن كبير في بلدة أبوت آباد يكفي لسكن أسرته الكبيرة المكونة من 3 زوجات وأبنائه الثمانية، وأحفاده الأربعة، وكان بينهم أطفال تراوحت أعمارهم بين عامين وثلاثة أعوام.

ونفذ إبراهيم طلب أسامة بن لادن وكانت النتيجة منزل من 3 طوابق به 4 غرف نوم في الطابق الأول و4 غرف في الطابق الثاني، ولكل منها حمام خاص. واحتوى الطابق العلوي على جناح بن لادن المكون من غرفة نوم وحمام وشرفة. وفي عام 2005 بدأت أسرة مؤسس "القاعدة" في الانتقال إلى المنزل الجديد.

اعتبرت السلطات الباكستانية العقار ملكًا لإبراهيم، وبالفعل جلب إبراهيم أسرته لتقيم داخل الحصن، لصرف الأنظار وإبعاد الشكوك، ولكن في الحقيقة كانت أسرة حارس بن لادن تسكن فقط في منزل صغير ملحق بحصن بن لادن الكبير.

ونادرًا ما كانت عائلة بن لادن تغادر المنزل باستثناء صغرى زوجاته أمل أحمد الصداح، التي ذهبت مرتين إلى مستشفى محلي لتلد وكانت تستخدم اسمًا مستعارًا، وكانت تستعين ببطاقة هوية مزورة وتظاهرت بالصمم لكي لا ترد على بعض أسئلة الأطباء. وفي عام 2010 رصد ضابط تابع للاستخبارات الباكستانية تحركات الحارس إبراهيم في مدينة بيشاور المزدحمة وأخبر وكالة الاستخبارات المركزية بالأمر.

وفي أغسطس 2010، قادت سيارة إبراهيم وكالة الاستخبارات المركزية إلى جدران المبنى التي بلغ ارتفاعها 18 قدما وتحيط بها الأسلاك الشائكة. زادت شكوك الأمريكان  في وجود بن لادن بالعقار بعد أن ملاحظة عدم وجود خطوط هاتف أو خدمة إنترنت بالمنزل، واحتواءه على عدد قليل من النوافذ، إلى جانب إحاطة شرفة الطابق العلوي بجدار عال من جميع الجوانب، فضلا عن أن القمامة الخاصة بالمنزل كانت تحرق في الفناء الخاص به، بدلا من إلقائها في صندوق النفايات.

لكن الدليل الأقوى الذي مكّن الوكالة الأمريكية من التوصل إلى بن لادن كان "حبل الغسيل" الذي عادة ما شوهدت فوقه ملابس تخص رجلا واحدا بالغا وعددا كبيرا من النساء و9 أطفال على الأقل، وهي كميات أكثر بكثير مما يمكن أن ترتديه أسرة إبراهيم التي تتكون من 11 فردا، بل تتناسب مع عدد أفراد أسرة بن لادن.

وفي 14 ديسمبر 2010 قدمت وكالة الاستخبارات المركزية هذه الأدلة للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الذي بدا مقتنعا بالأمر ومن ثم أمر القوات الأمريكية بالبدء في التخطيط لشن غارة على المخبأ، وهو الأمر الذي تم تنفيذه في 1 مايو 2011. ويتزامن نشر الكتاب مع اقتراب الذكرى العشرين لتنفيذ هجمات 11 سبتمبر 2001.