في دور انعقاده الأول.. مجلس النواب "رقابة بلا حساب"
وصف عدد من أعضاء مجلس النواب دور الانعقاد الأول للمجلس بالاستثنائي، خاصة فيما يخص الدور الرقابي، وممارسة المجلس مهامة الرقابية على أعمال حكومة مصطفى مدبولى، ومناقشة بيانات 29 وزيرا.
ورغم الدور الرقابي المشهود به للمجلس في دور انعقاده الأول، انتقد بعض النواب عجز المجلس عن محاسبة الحكومة، سواء بتوجيه الثناء أو المطالبة بإحداث تغيير وزاري، ليكون عنوان المرحلة "رقابة بلا حساب".
وأكد النواب لـ"الرئيس نيوز" أن المجلس لم يغفل الدور
التشريعي، بدليل موافقته على 146 مشروع قانون قدمت من الحكومة، بإجمالى عدد مواد
1.749 مادة، كان إقرارها ضرورة لإحداث نقلة نوعية فى جميع المجالات.
ضياء داود: البرلمان الحالي محى الصورة الذهنية السيئة للمجلس عند المواطنين
وأكد النائب المستقل ضياء الدين داود أن مجلس النواب في دوره الأول استطاع أن يمحي الصورة الذهنية السلبية للبرلمان لدى الناس، ودائما ما كان لدى المواطنين رؤية سلبية عن البرلمان وأداء نوابه، لكن ما حدث على أرض الواقع أسهم في حالة من التفاهم والثقة بين الطرفين بشكل كبير.
أضاف أن البرلمان لم يواجه أي مشاكل كبيرة من خارج البرلمان كما حدث من
قبل، حيث شهد المجلس الماضي مواجهات ومشاكل كبرى من بينها على سبيل
المثال قانون الخدمة المدنية واتفاقية تيران وصنافير.
تناغم الأغلبية والأقلية
وأرجع داود السبب إلى ما سماه بهدوء المجلس إلى حسن إدارة الأغلبية المشهد داخل المجلس وعلاقتهم بالمعارضة تحت قيادة أشرف رشاد زعيم الأغلبية الذي ساهم في حالة من التفاهم بين كل الأطياف تحت القبة، ومنها مثلا الاستماع والعمل ببعض آراء المعارضة منها الاقتراح الذي تقدمت به لإلغاء المادة 35 مكرر من قانون الشهر العقاري التي كان من المقرر لها أن تطبق مارس الماضي ولاقت اعتراضا شعبيا، وتلقفت الأغلبية الاقتراح وتقدمت هي بمشروع قانون آخر، قبل أن يتدخل رئيس الجمهورية لإرجاء العمل بالمادة عامين.
الحكومة.. بلا محاسبة
فيما انتقد داود تعامل البرلمان مع الحكومة خاصة فيما يتعلق بآلية
المحاسبة، وقال: "البرلمان استدعى الحكومة وناقشها في العديد من الملفات التي
تخص كل وزارة على حدة، لكن في النهاية لم يحاسبها، ولم يقدم البرلمان ثناء
للحكومة ولم يطالب بتعديل وزاري في الحكومة قبل فض دور الانعقاد الأول".
بدوره، قال النائب عن حزب مستقبل وطن محمد علي عبد الحميد إن دور الانعقاد الأول في الفصل التشريعي الثاني لمجلس النواب يختلف بشكل كبير عن الفصل التشريعي الأول، فمنذ بداية عمله مارس مهامه وبدأ في مراقبة الحكومة ومحاسبتها، وهو ما ظهر بشكل كبير في استدعاء الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الحكومة، إلى البرلمان، إضافة إلى الانتقادات التي وجهها لهم النواب وعلى رأسهم نواب الأغلبية.
الأحزاب.. امتثال تحت القبة
وأضاف أن دور الانعقاد الأول شهد حالة من الاستقرار، خاصة فيما يتعلق بسيطرة الأحزاب على ممثليها تحت القبة، من خلال توحيد الصف وعدم الخروج عن الموقف الموحد لكل حزب، على عكس ما كان يحدث في السابق، حيث كان أغلب النواب لا يلتزموا بمواقف وقرارات أحزابهم وكانوا دائما ما يتحدثون من خلال مواقفهم الشخصية.
قالت مايسة عطوة، عضو مجلس النواب، إن البرلمان استطاع خلال دور انعقاده الأول أن يكون صاحب سابقة تطبيق الرقابة الشعبية على النواب، وأضافت أن المناقشات التي دارت فى أروقة البرلمان كانت نتاج الأدوات الرقابية التى قدمها النواب والتى تحركت بناء على مطالبات المواطنين.
حرية وتمثيل جيد للمرأة
وأضافت أن السمة الرئيسية لمجلس النواب تمثلت في حرية كل نائب في التعبير عن رأيه، وهذا ما ترجمته إحصاءات دور الانعقاد الأول فقد عقد البرلمان
58 جلسة ضمت 4210 مداخلة من جانب النواب، بمتوسط 72 مداخلة بكل جلسة بشكل
تقريبي.
أضافت أن النائبات كان لهن دور بارز داخل البرلمان سواء من حيث
المشاركة في المداخلات، مشيدة بدعم الرئيس الدائم للمرأة المصرية، الذي "لولاه ما
كنا وصلنا لمثل هذا التمثيل العددي تحت قبة البرلمان وكان لنا ممثلات في هيئات
مكاتب اللجان النوعية".
كانت الأمانة العامة بمجلس النواب برئاسة المستشار أحمد مناع، أصدرت أمس الثلاثاء، تقريرا كاملا بحجم الإنجازات التي قدمها المجلس على مدار دور الانعقاد الأول للفصل التشريعي الثاني، وبلغ عدد الجلسات البرلمانية نحو 58 جلسة عامة، بواقع 278 ساعة عمل، كما بلغ عدد المتحدثين نحو 532 نائبا. ووافق مجلس النواب على 146 مشروع قانون قدمها من الحكومة والأعضاء.
