أسرة معتقل فلسطيني: تعرض للتعذيب قبل وفاته في سجن المسكوبية
أكدت عائلة مواطن فلسطيني توفي أثناء اعتقاله من قبل السلطات الإسرائيلية أنه تعرض للضرب على أيدي القوات الإسرائيلية في مركز الاعتقال قبل وفاته، واستندت اتهامات الأسرة لإسرائيل بممارسة التعذيب إلى شهادات معتقلين آخرين وصور نشرت بعد وفاته.
وتوفي عبده يوسف الخطيب التميمي، 43 عامًا، قبل بضعة أيام في مركز احتجاز المسكوبية سيئ السمعة، المعروف أيضًا باسم المجمع الروسي، ويقال إنه أسوأ سجن في القدس الغربية.
وكان التميمي، متزوج وأب لأربعة أطفال من مخيم شعفاط للاجئين في القدس الشرقية المحتلة، قد اعتقل قبل عدة أيام بتهمة مخالفة مرورية بسيطة. وقالت زوجته رنا إن المحتجزين أبلغوا عائلة التميمي بتعرضه للضرب على أيدي القوات الإسرائيلية قبل وفاته.
وقالت صحيفة دايلي ميل البريطانية إن عائلة المعتقل تلقت مكالمات من سجناء آخرين في زنازين مجاورة في المسكبية تفيد بأنهم سمعوا صراخ التميمي وصوت الضربات التي تعرض لها قبل أن يصمت للأبد.
وأكدت أسرته أنه دخل السجن وهو يتمتع بصحة جيدة ولم يكن يعاني من مشاكل صحية. وقالت أمل طه، والدة زوجته رنا، إنه وفقًا لسجناء آخرين، كانت هناك مواجهة مع حراس السجن قبل الاعتداء على زوج ابنتها. وكان عبده مع ثلاثة سجناء آخرين يرددون تكبيرات العيد صباح يوم عيد الأضحى، وبعد ذلك أخبرهم حراس السجن أن هذا غير مسموح به.
وتشاجر المعتقل الفلسطيني مع الحراس وتصاعد الخلاف إلى درجة أنه تم فصله عن الثلاثة الآخرين ونقل إلى زنزانة بمفرده قبل أن يسمعه الآخرون يصرخ قبل أن يسود الصمت.
تظهر الصور التي نشرت بعد وفاته جرحًا عميقًا في رأسه وتجمعًا دمويًا في ركبته وكدمات شديدة في أجزاء أخرى من جسده.
وأعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية أنه "عُثر عليه ميتًا" في زنزانته بعد ثلاثة أيام من اعتقاله.
وذكرت مصلحة السجون في بيان "رغم أن المسعفين سعوا لإنقاذه، إلا أنهم لم ينجحوا وتوفي على الفور"، مضيفة أنها ستحقق في ملابسات وفاته "كما هو الحال مع أي حادث آخر من هذا القبيل".
نُقلت جثة التميمي إلى معهد أبو كبير للطب الشرعي في القدس الشرقية المحتلة لتشريح الجثة من قبل السلطات الإسرائيلية بحضور طبيب فلسطيني.
لم يتم الإعلان عن نتائج تشريح الجثة. وقالت الأسرة إن السلطات الإسرائيلية رفضت طلبها بالتحدث إلى مسؤول أبو كبير بشأن تشريح الجثة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة إنه "قلق للغاية" بشأن مقتل التميمي.
وحث مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة السلطات الإسرائيلية على إصدار تقرير التشريح ومتابعة تحقيق مستقل وشفاف في وفاة التميمي.
وبحسب وسائل الإعلام الفلسطينية، فإن "العديد من مؤسسات المعتقلين، بما في ذلك هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وجمعية الأسير الفلسطينية، حملت سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن مقتل عبده التميمي".
تاريخ طويل في التعذيب
لمعتقل المسكوبية الإسرائيلي تاريخ سيئ عندما يتعلق الأمر بمعاملة السجناء الفلسطينيين واستجوابهم. وبحسب منظمة "الضمير" للأسرى الفلسطينيين، فقد قُتل ما لا يقل عن 73 فلسطينيًا خلال الاستجوابات الإسرائيلية في مختلف السجون، بما في ذلك سجن المسكبية، منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي عام 1967.
وقالت مؤسسة الضمير في بيان لها: "بالرغم من الحظر المطلق للتعذيب، المنصوص عليه في المادة الثانية من الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب، والمصادق عليه من قبل إسرائيل في 3 أكتوبر 1991، إلا أن التعذيب ضد المعتقلين الفلسطينيين منظم وواسع الانتشار في سجون الاحتلال الإسرائيلي ومراكز التحقيق. وتنكر إسرائيل باستمرار مزاعم إساءة معاملة السجناء والتعذيب.