"الجارديان" تبرز عنصرية الغرب تجاه كوميديا الشرق الأوسط
توصل تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية إلى أن الغرب يميل لمعاملة الكوميديا الشرق أوسطية بنظرة عنصرية.
وذكرت جنان يونس، الابنة البريطانية لأب من أصل فلسطيني وأم عراقية، أنها سئمت من العنصرية والتمييز اللذين يلاحقان مقاطع الفيديو التي تنشرها بمحتوى كوميدي.
لكن جنان يونس أصرت على النجاح وتقديم رؤيتها الكوميدية وإطلاق قنابلها الضاحكة واستخدام جميع أسلحة الضحك الشامل بطريقة مبتكرة، لرغبتها في الإفلات من تلك العنصرية وهذا التمييز.
ونقل صحفيا الجارديان "ديفيد لويس" و"راشيل هيلي" عن جنان قولها إن أي ممثل ممثل كوميدي يتوقع أن يواجهه الجمهور بالرفض عندما يبدأ. لكن الخطأ في البريد الإلكتروني أقنع جنان يونس أن نكاتها ليست هي المشكلة.
وقالت جنان إن كل شيء في تجربتها حدث بالصدفة، فكانت تبحث عن ليالي الأداء الكوميدي على فيسبوك، عندما خطرت بببالها فكرة إنشاء حساب جديد، ومن أجل الوصول إلى جمهور جديد من خارج دائرة معارفها وزملائها فكرت في استخدام اسم مستعار، وبالفعل قدمت المحتوى الكوميدي تحت اسم "جانين يونج".
وعندما راسلت بطريق الخطأ إحدى شركات الترويج للمحتوى باسم جانين، عرضت الشركة على الفور عرضًا مدفوعًا، وبدأت جنان جني الأرباح من أدائها الكوميدي.
وبدأت فصول تالية من التجربة، حيث أرسلت بريدًا إلكترونيًا إلى شركات الترويج المختلفة مرتين؛ الأولى باسمها الحقيقي جنان يونس، والأخرى باسمها المستعار، الآنسة "يونج" وتتبعت الردود لمدة عام.
وتقول جنان: "حصلت على 80٪ من الردود من اسمي المزيف، مقابل 12٪ لاسمي الحقيقي".
كانت السيرة الذاتية الكوميدية ومقاطع الفيديو الخاصة بأدائها في كل الرسائل متشابهة: "هذا يجعلك تتساءل عما إذا كانوا يفتحون رسائل البريد الإلكتروني التي ترد إليهم.
دفعت هذه التجربة جنان يونس - وهي من أصول آشورية مسيحية، نشأت في مدينة ساري البريطانية مع والدتها العراقية ووالدها الفلسطيني - إلى شحن أمسياتها الكوميدية الخاصة بأسلحة الضحك الشامل.
كونها آشورية، تعتبر جنان يونس نفسها تابعة لأقلية داخل أقلية وبالممارسة، لاحظت أن الصور النمطية التي تحتفظ بها الأذهان الغربية هي أن الشرق الأوسط كله عربي ومسلم.
واتصلت بها في اللحظة الأخيرة شركات للترويج تبلغها بأن أداء مقاطع الفيديو التي تنتجها أكثر من رائع، وتمكنت في غضون فترة قصيرة من الفوز بجائزة بي بي سي للأصوات الجديدة لعام 2019، وتغلبت على الفكرة المسبقة والافتراضات التي لا أساس لها والتي مفادها أنه إذا كنت كوميديًا من الشرق الأوسط "فجميع النكات التي لديك مرتبطة بالإرهاب".
وقدم تقرير الجارديان نموذج آخر هو "باتريك موناهان"، الذي يقدم برنامجه الكوميدي منذ 20 عامًا، وتصدر عناوين أسلحة الضحك الشاملة في يوليو الجاري.
ولد موناهان في إيران لأب إيرلندي وأم إيرانية. وخلال ثورة 1979، جاءت عائلته إلى المملكة المتحدة، واستقرت بالقرب من ميدلسبره. ولغته الأولى هي الفارسية ثم العربية والثالثة الإنجليزية، وواجه باتريك مشاكل مشابهة لتلك التي تغلبت عليها جنان يونس.
وقالت الجارديان: "العديد من الكوميديين الذين ليسوا من البيض يُطلب منهم السير على الحبل، وعليهم شرح هويتهم بدلاً من القفز مباشرة على خشبة المسرح للأداء والتمثيل.
يقول موناهان: "بصفتك مهاجرًا أو شخصًا له تراث مختلف عن التراث الغربي، عليك أن تعمل بجدية وأن تبذل عشر أضعاف الجهد المعتاد لأي ممثل أوروبي".