أول اتصال تركي بتونس بعد قرارات قيس سعيد الاستثنائية
بينما عكفت تركيا على ممارسة عادتها في التدخل في شؤون الدول الأخرى؛ عبر التشنيع بإطلاق تصريحات مرسلة تحمل انتقادات لكل خطوات على الأرض تناهض سياساتها ومشروعها التوسعي في المنطقة، فضلًا عن كون تلك الخطوات تمس في الأساس أداتها التوسعية تنظيم "الإخوان"، زعمت أنقرة أنها حريصة على مصلحة الشعب التونسي.
وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، هاتف نظيره التونسي، عثمان الجرندي، وأكد له دعم تركيا لشعب تونس في ظل التطورات السياسية التي يشهدها البلد الشمال إفريقي.
وكالة "الأناضول" نقلت بيان أصدرته وزارة الخارجية التركية، مساء أمس الثلاثاء، أن تشاووش أغلو تحدث هاتفيا مع الجرندي حيث أكد دعم تركيا للشعب التونسي مشددا على اهتمامها باستقرار ورخاء تونس.
ووصفت الرئاسة التركية، القرارات الاستثنائية التي أصدرها الرئيس قيس سعيد، عطل فيها عمل البرلمان مدة 30 يومًا، وأقال فيها الحكومة وأسقط الحصانة عن النواب، في إشارة إلى بدء محاكمتهم، بالانقلاب، وهو ذات المصطلح الذي استعمله رئيس حركة النهضة، ورئيس البرلمان المعطل دستوريًا، راشد الغنوشي، الذي دعا إلى تشكيل مجلس وطني لمناهضة قرارات الرئيس قيس.
وأكد الرئيس قيس سعيد أن جميع قراراته دستورية وقانونية، وتتوافق مع الفصل 80 من الدستور التونسي، الذي يكفل للرئيس اتخاذ القرارات الاستثنائية لضمان حفظ استقرار البلاد.
ولم تعلق القاهرة حتى الآن على الأحداث في تونس، وهو الأمر الذي يتوافق مع سياسات القاهرة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وجاءت قرارات الرئيس قيس بناء على خلفية احتجاجات حاشدة تحولت في بعض الأماكن إلى اشتباكات بين محتجين وعناصر قوات الأمن شهدتها مدن تونسية عديدة.
كانت الخارجية التركية، أبدت قلقها "العميق" من هذه الأحداث وأعربت عن أملها في "إعادة إرساء الشرعية الديمقراطية" سريعا في البلاد، فيما اعتبر ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن ما يجري في تونس محاولة إجهاض لتجربة ديمقراطية وليدة استبشرت بها الشعوب العربية خيرا، بحسب زعمه، مضيفا أن خروج المواطنين للدفاع عن إرادتهم وحريتهم والتصدي بكل حزم لمحاولة الانقلاب على المؤسسات المنتخبة هو أمر حتمي ولازم ومشروع، وهو الأمر الذي يفهم على أنه محاولة تحريض للشعب التونسي على النزول إلى الشارع.
ويتخوف الكثير من المراقبين جراء تصاعد دعوات الحشد والحشد المضاد في الشارع، ما يترتب عليه احتمالية حدوث صدام تضطر القوات إلى التدخل على إثره.