الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

احتلت عناوين الصحافة العالمية.. شركة اسرائيلية تبيع برامج التجسس لاستهداف الصحفيين حول العالم

الرئيس نيوز

احتلت عناوين الصحافة العالمية.. "بيجاسوس"الاسرائيلية تبيع برامج التجسس لاستهداف الصحفيين حول العالم

سلطت عناوين الأخبار، في الأسبوع الجاري، الضوء على اسم شركة برامج التجسس الإسرائيلية NSO Group بعد أن كشفت نتائج "مشروع “بيجاسوس”، الذي تنفذه أكثر من عشرة من وسائل الإعلام بالتعاون مع منظمة العفو الدولية عن تورط الشركة الإسرائيلية في اختراق آلاف الهواتف المحمولة الخاصة بمسؤولين كبار وشخصيات بارزة حول العالم.

شارك في التحقيق 17 مؤسسة إعلامية، بما في ذلك صحيفة الجاديان البريطانية وصحيفة واشنطن بوست وصحيفة لوموند الفرنسية وفريق كبير من 180 صحفيًا ومراسلين من وول ستيت جورنال وسي إن إن ونيويورك تايمز.

وأشار موقع Forward إلى أن شركة NSO Group متخصصة في المراقبة الإلكترونية، ويقع مقرها بالقرب من تل أبيب وتشتهر ببيع خدماتها حصريًا للجهات الحكومية، وفقًا لموقعها على الإنترنت. بينما احتلت الشركة عناوين الصحف لسنوات بسبب تعاملها مع الحكومات غير الديمقراطية، فقد أصبحت قصة رئيسية في جميع أنحاء العالم يوم الاثنين بعد أن ذكرت صحيفة واشنطن بوست واتحاد من وسائل الإعلام الدولية أن برامج التجسس التابعة لـ NSO قد استهدفت الصحفيين والنشطاء في جميع أنحاء العالم.

 ويعمل لدى شركة NSO أكثر من  750 موظفًا وتبلغ إيراداتها أكثر من 240 مليون دولار، وفقًا لمؤسسة موديز، وذكرت صحيفة واشنطن بوست أنه بالإضافة إلى إسرائيل، لدى الشركة مقرات في بلغاريا وقبرص.

كان التركيز في التقارير الأخيرة على برنامج التجسس المميز “بيجاسوس” الذي يسمح بمراقبة الهواتف الذكية، لكن الشركة تنتج أيضًا برامج أخرى مثل "إكلبس – Eclipse"، والذي يمكنه التحكم في الطائرات بدون طيار. ونفت الشركة الإسرائيلية تورطها في ارتكاب أي مخالفات.

من يقود شركة التجسس السيبراني الإسرائيلية؟

يتألف مجلس إدارة مجموعة NSO من الثمانية المؤسسين وهم الإسرائيليون، وأبرزهم "شاليف هوليو" و"أومري لافي" ومستثمرون من شركة Novalpina Capital، وهي شركة استثمار أوروبية مقرها لندن، والتي اشترت مجموعة NSO في عام 2019. وتستعين الشركة بالرئيس السابق لقسم القانون الدولي في الجيش الإسرائيلي "دانيال ريزنر"، و"بوكي كارملي" الرئيس السابق لسلطة الأمن السيبراني الإسرائيلية كاثنين من مستشاريها.

طورت إسرائيل، التي يحلو لليهود تسميتها بـ "الأمة الناشئة"، تقنيات تؤثر على كل جزء من الحياة تقريبًا - من المواعدة إلى الطب. فأين مركزها عندما يتعلق الأمر بتكنولوجيا المراقبة؟

شهدت إسرائيل نموًا هائلاً في قطاع الأمن السيبراني على مدى السنوات العديدة الماضية، حيث بلغت الاستثمارات في الصناعة مليار دولار العام الماضي، لتحتل المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال. تم تدريب العديد من الإسرائيليين الذين يديرون شركات إلكترونية في وحدات استخبارات الجيش الإسرائيلي. بينما استخدم البعض خبراتهم كقراصنة لتقديم منتجات دفاعية للشركات والحكومات الأجنبية، قام البعض الآخر ببناء برامج هجومية من الدرجة العسكرية للتصدير إلى الخارج.

بالإضافة إلى مجموعة NSO، خضعت شركة “كانديرو” الإسرائيلية للتحقيق الأسبوع الماضي بسبب بيعها أدوات تجسس لحكومات في الشرق الأوسط وآسيا.

من المفترض أن يستخدم برامج التجسس الإسرائيلية وماذا يفعلون بها؟

ذكرت صحيفة واشنطن بوست، بالتعاون مع منظمة Forbidden Stories غير الربحية، يوم الاثنين الماضي أنها حددت 50000 رقم هاتف تم استهدافها من قبل عملاء تابعين لشركة NSO الإسرائيلية. وشملت الأهداف أكثر من 1000 مسؤول حكومي، فضلا عن الصحفيين وكبار رجال الأعمال والناشطين. ووفقًا لتقرير مجلة Citizen Lab المتخصصة في الأمن السيبراني، يستخدم برنامج التجسس “بيجاسوس” في 45 دولة ومنطقة حول العالم، على الرغم من أن الشركة لا تصدر قائمة بأسماء عملائها. ويجب على الشركة الحصول على موافقة مسبقة على مبيعاتها من قبل الحكومة الإسرائيلية، وتدعي الشركة أن الحكومة "توافق على تصدير المنتجات الإلكترونية حصريًا إلى الكيانات الحكومية، للاستخدام القانوني، ولأغراض منع الجرائم ومكافحة الإرهاب والتحقيق فيها فقط".

ذكر مؤسس الشركة الإسرائيلية "شاليف هوليو" للصحيفة أن الحكومات استخدمت برامج شركته للمساعدة في وقف المؤامرات الإرهابية وإحباط عصابات الاتجار بالجنس. وفي الوقت نفسه، فإن شركة “كانديرو” أيضًا متهمة بترخيص برامج التجسس المتطورة القادرة على سرقة كلمات المرور والملفات والرسائل من الأجهزة. وتتردد الأنباء حول تضمين برنامج المراقبة الخاص بالشركة في مواقع ويب مزيفة تم تصميمها لتبدو وكأنها تمثل منظمة العفو الدولية ومجموعة "حياة السود مهمة" لجذب الأهداف المحتملة.

تساعد الشركتان الإسرائيليتان بعض الحكومات - وربما الكيانات الأخرى - في اختراق الهواتف المحمولة الشخصية للأفراد في جميع أنحاء العالم. وأكدت صحيفة MINT أن زعيم الكونجرس الهندي "راهول غاندي" ومفوض الانتخابات السابق "أشوك لافاسا" وزيرين من الهند كذلك من بين الشخصيات البارزة التي يُحتمل استهدافها من قبل برامج القرصنة الهاتفية الإسرائيلية، مما أثار عاصفة سياسية في اليوم الأول من جلسة البرلمان الهندي الموسمية.

وذكر التحقيق الذي شاركت الصحيفة في إجرائه أيضًا عددًا من خبراء الصحة العامة من بينهم "جاجانديب كانج وم" و"هاري مينون" ودبلوماسيين من خمس دول على الأقل كأهداف محتملة لبرنامج “بيجاسوس” الذي تصنعه الشركة الإسرائيلية. 

ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، تشير البيانات المسربة من نحقيق المؤسسات الإعلامية إلى أن عدة دول تستخدم أداة التجسس الإلكترونية القوية “بيجاسوس” على هواتف وأجهزة نشطاء حقوقيين ومعارضين وصحفيين.

وتتعرض الشركة الإسرائيلية لانتقادات واسعة النطاق وطالت الانتقادات كذلك الحكومة الإسرائيلية التي سمحت لتلك الشركة بالتعامل مع جهات - في المكسيك والمغرب والسعودية والإمارات والمجر ودول أخى لم يتم الكشف عنها- وبدوها تستخدم تلك الجهات برامج التجسس لأغراض تتجاوز هدف الشركة المعلن: استهداف الإرهابيين والمجرمين، ولكن الشركة تنفي بشدة هذه الاتهامات.

كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن البرنامج يستخدم ضد هواتف عدد من الصحفيين والناشطين الحقوقيين وواضعي السياسات. وذكرت الصحيفة أن تطبيق “بيجاسوس” يبدو أنه استخدم لمحاولة اختراق 37 هاتفًا ذكيًا على الأقل مملوكة لصحفيين من دول تشمل أذربيجان وفرنسا والمجر والهند والمغرب.