من بينها عدم تشغيل توربينات الكهرباء.. خبراء: 4 حقائق تؤكد فشل الملء الثاني لسد النهضة
لا تتوقف إثيوبيا عن المراوغة والتضليل
واتباع سياسة التلاعب والاستفزاز ، منذ أن شرعت في انشاء سد النهضة قرب حدودها مع
السودان، قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق ملزم يسمح لكل دول النيل بالاستفادة من
المياه دون ضررر، وأخيرا أعلنت إثيوبيا أنها أنهت الملء الثاني للسد في خطوة استفزازية
لدولتي المصب دون التوصل لاتفاق، ويبدو أن الاعلان يأتي في سياق الدعاية السياسية
للداخل الاثيوبي، خاصة وأن الاعلان جاء مغلوطا وتنقصه الدقة حول نجاح عملية الملء
الثاني من عدمه، حسبما وصفه خبير المياه نادر نور الدين، الذي رصد عدد من الحقائق تبرز حقيقة فشل الملء الثاني لسد النهضة الإثيوبي.
حيث أكد نور الدين أن تصريحات لاتتمتع
بالشفافية المطلوبة فهو يقول إن تدفقات المياه إلى مصر والسودان ستتدفق عبر
الفتحتين السفليتين للسد وهذا معناه أن الملء مازال مستمرا ولم يكتمل، ثم يقول إن
المياه وصلت إلى أعلى الحاجز الأوسط وستمر إلى مصر والسودان وهذا معناه أن الملء
قد اكتمل وأنهم لم يستطيعوا العمل في إضافة ارتفاعات جديدة للحاجز الأوسط فوق
المستوى السابق الإعلان عنه بارتفاع 13 مترا فقط تحت الأمطار الغزيرة وتحت فيضان
النهر الذي يبدوا مرتفعا نسبيا هذا العام".
وتابع: "كما أن البيان غير الصريح
لم يوضح حجم الملء الثاني الذي تم، وهل هو 6.9 مليار مترا مكعبا طبقا للبيان الأول
الإثيوبي في 7 يوليو والخاص ببدء الملء لارتفاع 13 مترا فقط للحاجز الأوسط للسد أم
طبقا لبيان الشركة الإيطالية المنفذة للسد بأنها توصلت إلى خلطة اسمنتية جديدة
يمكنها العمل تحت ظروف الأمطار الغزيرة وفيضان النهر للوصول إلى ارتفاع 30 مترا
للحاجز الأوسط واحتجاز 13.5 مليار مترا مكعبا.
وأشار: "فهل التخزين الذي أنجز تم
معه احتجاز 6.9 مليار أم أنه سيصل إلى 13.5 مليار؟!، وعموما فإن تدفقات النيل
الأزرق أثناء الفيضان المتوسط تكون 11 مليار متر مكعب في الشهر وقد تصل إلى 15
مليارا إذا كان الفيضان مرتفعا كما تبشر أمطار هذا العام، وبالتالي فإن إثيوبيا
يمكنها تخزين مابين 7 - 9 مليار مترا مكعبا خلال الفترة المنقضية من شهر يوليو
الجاري الذي يعتبر الفيضان الفعلي للنهر وبالتالي يمكنها تخزين 6.9 مليار
المستهدفة ولكن ليس أبدا حجم 13.5 مليار الذي يتطلب التخزين حتى نهاية الأسبوع
الأول من أغسطس".
وأضاف الخبير المصري: "بشكل عام
فإن هذه الكميات كافية لتوليد الكهرباء من التوربينين السفليتين ولكن من المؤكد أن
هناك مشاكل في تركيب التوربينات وأنها غير قادرة على توليد الكهرباء خلال هذه
الفترة كما أن محطة الكهرباء وكابلات وشبكة نقل الكهرباء لم تتم بعد وبالتالي
لايمكن لإثيوبيا أن تولد كهرباء وتنثرها في الهواء لعدم وجود شبكات الضغط العالي
لنقل الكهرباء سواء إلى داخل اثيوبيا او خارجها للتصدير".
من جانبه، قال خبير المياه المصري عباس
شراقي إن هجوم الفيضان يوقف التخزين الثاني، حيث توقف إثيوبيا عن التعلية عند 8 متر بدلا من 30 متر وبدأ مرور الفيضان أعلى
الممر الأوسط والاكتفاء بتخزين 3 مليار متر مكعب هذا العام بدلا من 13.5 مليار متر
مكعب باجمالى تخزين 8 مليار متر مكعب، هذه الكمية كافية لتوليد كهرباء من اول
توربينين على مستوى منخفض 560 متر، ومخزون العام الماضى كان كافيا لتشيغلهما
ولكنهما غير جاهزين للعمل حتى اليوم.
وتابع شراقي: "قدر برر رئيس
الوزراء الاثيوبى هذا الإخفاق للظروف الأمنية التى تمنع وصول الأسمنت من المصنع
الى منطقة السد فى موعده حيث تحتاج حاليا 10 أيام بدلا من ثلاثة فى الظروف العادية
بالاضافة الى مشاكل التموبل وأخيرا هجوم الأمطار، ويظل الموقف المصرى والسوداني
رافضا التخزين بصرف النظر عن كميته".