الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

سد النهضة.. لماذا فشلت إثيوبيا فى إتمام الملء الثاني؟

الرئيس نيوز

فى ظل استمرار أزمة سد النهضة وعدم التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم ونهائي حول قواعد الملء والتشغيل، سحبت إثيوبيا كل المعدات من فوق الممر الأوسط، لأن المياه على وشك المرور من فوقه خلال ساعات، مما يستحيل معه استمرار أعمال التعلية.

عدم فتح البوابات يعني استمرار تدفق المياه

ويزداد الأمر صعوبة فى الوصول لمخزون 18.5 مليار متر مكعب من المياه، كانت إثيوبيا تستهدف تخزينها في الملء الثاني، بدعوى توليد الكهرباء من التوربينات السفلية، خاصة أن عدم فتح البوابات يعني استمرار تدفق المياه من فوق الممر الأوسط واستحالة استئناف البناء، حيث تم رفع المعدات، بينما بلغ منسوب الممر الأوسط بالسد 574.20 متر فوق مستوى سطح البحر ومقدار التعلية 14.2 متر عن تعلية العام الماضي، ولذلك سعة البحيرة عند منسوب التعلية الأخيرة حوالي 7 مليار متر مكعب.

إثيوبيا تناور سياسيا بسد النهضة

وقال الدكتور علاء عبدالله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية في جامعة الخليج بالبحرين، إن صور عبور مياه النيل الممر الأوسط لسد النهضة قد تعلن فشل الملء الثاني، مشيرًا إلى أن ما قامت به إثيوبيا حاليا هو مناورة سياسية، فهي بدأت الملء الثاني لتثبت للشعب الإثيوبي ما وعدت به في تحقيق ما أوهمته من أجل الفوز بالانتخابات، فى نفس الوقت لم تستطع فعليا الوصول إلى منسوب 595 متر وتخزين الكمية المطلوبة للملء الثاني 13.5 مليار متر مكعب بسبب مشكلات تنفيذ بناء السد وبالتالي فإنها لم تصل إلى كامل الكمية التي تعترض عليها كل من مصر والسودان.

وأوضح الصادق لـ"الرئيس نيوز" أن بحيرة سد النهضة تقترب من الوصول إلى منسوب الخرسانة الحالية 573 متر، مما يصعب من رفعها أكثر من ذلك مع استمرار هطول الأمطار، فيما مرت المياه أعلى الممر الأوسط فجر اليوم.

وأشار إلى أنه رغم ضعف الملء الثاني الذي يقارب 3 مليار متر مكعب، وبإجمالي 7.9 مليار متر مكعب بعد فقد 100 مليون متر مكعب من الملء الأول الذي كان 5 مليارات متر مكعب العام الماضي، فإن إثيوبيا تحتفل بنهاية الملء الثاني مما يؤكد أن السد أصبح أداة سياسية إثيوبية تناور بها داخليا وخارجيا، حيث تحاول إثيوبيا تحقيق أقصى استفادة منها.

فرصة لاستئناف المفاوضات

وأكد أنه في ظل فشل الملء الثاني هذا العام، فالفرصة سانحة للعودة إلى المفاوضات مرة أخرى، وهناك وقت كافي للوصول إلى اتفاق، وكل الأمل أن نضمن إلزامية هذا الاتفاق المأمول من هذه الجولة الجديدة، وأن تكون الجولة النهائية من مفاوضات سد النهضة.

من جانبه، قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، إن سحب المعدات يعنى الاقتراب من فشل التخزين الثانى كاملا، حبث تقترب بحيرة سد النهضة من الوصول الى منسوب الخرسانة الحالية 573 متر مما يصعب من رفعها أكثر من ذلك مع استمرار هطول الأمطار، وتوشك المياه على العبور أعلى الممر الأوسط قريبا خلال يومين عند منسوب 573 سوف تختفى معظم الجزر الثلاثة التى تقع فى الدائرة البيضاء والتى تقلصت خلال الأيام الماضية.

وأكد شراقى أنه رغم ضعف التخزين الثانى الذى يعادل حوالى 3 مليار متر مكعب، واجمالى 8 مليار متر مكعب، فإن موقف مصر والسودان لم يتغير من رفض أى تخزين بدون اتفاق، وكانت اثيوبيا تأمل فى الوصول الى منسوب 595 متر بتخزين 13.5 مليار متر مكعب باجمالى 18,5 مليار متر مكعب.