الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

سد النهضة.. صحيفة أمريكية ترصد خيبة أمل المصريين من موقف روسيا

الرئيس نيوز

رصدت صحيفة Washington Examiner دعوة بعض المصريين إلى إعادة تقييم العلاقات مع الكرملين بعد أن أخفقت روسيا في دعم وجهة نظر مصر بشأن السد الإثيوبي على النيل الأزرق في مجلس الأمن الشهر الجاري، على الرغم من أن العلاقات المصرية الروسية، بشكل عام، لا تزال قوية.

ويُنظر إلى موسكو منذ فترة طويلة على أنها حليف وثيق للقاهرة، وكانت تونس، وهي عضو غير دائم في المجلس، قد قدمت مشروع قرار يدعو إثيوبيا إلى تعليق الملء الثاني الجاري لخزان السد حتى يتم التوصل إلى اتفاق ملزم قانونًا بشأن تشغيل السد وملئه في غضون ستة أشهر.

وتوقعت مصر، التي عقد وزير خارجيتها سلسلة اجتماعات مع ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن قبل جلسة 8 يوليو، من روسيا وحلفاء آخرين إظهار دعمهم لموقفها من السد، الذي تعتبره "تهديدًا وجوديًا".

وأقر ممثل روسيا في المجلس بالأهمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية للسد بالنسبة لإثيوبيا في بيان ربما كان أكثر "توازنًا" مما كانت تفضله القاهرة.

كما أعرب فاسيلي نيبينزيا عن تفهمه لما وصفه بـ "المخاوف المشروعة" لكل من مصر والسودان فيما يتعلق بالتأثير السلبي المحتمل للسد خلال سنوات الجفاف في غياب اتفاق. ودعا إلى حل تفاوضي للمأزق بشأن السد وأعرب عن قلقه من تصعيد ما سماه "خطاب المواجهة" بين الدول الثلاث.

قال نيبينزيا: "هذا الخطاب لا يفضي إلى إيجاد حلول قائمة على التسوية". واضاف "نحن مقتنعون بان الاتفاقات الخاصة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية يجب ألا تؤدي إلى تهديدات للسلام والامن".

كان الافتقار الروسي إلى الدعم الكافي للموقف المصري بشأن السد صادمًا للعديد من المراقبين المحليين في وقت أصبحت فيه المواقف الدولية بشأن هذا السد على ما يبدو قضية حاسمة لعلاقات مصر مع العالم الخارجي.

تنظر مصر إلى سد النهضة باعتباره تهديدًا لوجودها خاصة مع ارتفاع تعداد السكان والمناطق الفقيرة بالمياه بالفعل، وقد يؤدي مشروع السد الإثيوبي إلى تفاقم نقص المياه في مصر. 

ويعتقد مراقبون أن مصر علقت الكثير من الأمل على جلسة مجلس الأمن في 8 يوليو لوقف الملء الثاني للسد حتى يتم التوصل إلى اتفاق ملزم قانونًا. وانهار هذا التوقع، ويتهم المصريون روسيا الآن بالمساعدة في تحطيم آمالهم. ونشرت الصحف المصرية عدة مطالبات للرئيس السيسي بإعادة النظر في علاقاتنا مع العالم، وبصفة خاصة روسيا".

ومع ذلك، إذا كان الافتقار إلى الدعم الروسي لمصر بشأن السد الإثيوبي يجب أن يلفت الانتباه إلى الاختلاف بين القاهرة وموسكو، تجدر الإشارة إلى أن جذور هذا الاختلاف ربما تكون قد حدثت قبل بضعة أسابيع.

وقال محللون إن نفس الاختلاف قد يكون له تداعيات كبيرة على العلاقات الاستراتيجية والتجارة. تحولت القاهرة إلى الرفيق القديم موسكو في ثورة 30 يونيو 2013 عندما تجمدت العلاقات المصرية مع إدارة باراك أوباما التي كانت تدعم تنظيم الإخوان.

وكانت روسيا مصدرًا مهمًا للأسلحة لمصر بعد أن أوقفت الولايات المتحدة إمدادات الأسلحة بعد 2013. بل أنقذت روسيا والصين واليابان مصر في عدة مجالات في ذلك الوقت. 

وعلى مدار السنوات التالية، توسعت العلاقات بين روسيا ومصر بشكل كبير وبلغت ذروتها في اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة أبرمت في أكتوبر 2018.
 
بقيمة 3.8 مليار دولار، تشكل التجارة بين مصر وروسيا 83٪ من إجمالي تجارة الأخيرة مع إفريقيا و 33٪ من تجارتها مع العالم العربي. كما اشترت مصر أسلحة بمليارات الدولارات من روسيا منذ 2014، بما في ذلك طائرات مقاتلة وأنظمة دفاع جوي وفرقاطات.

وستقدم روسيا 85٪ من مبلغ 25 مليار دولار اللازم لبناء أول محطة للطاقة النووية في مصر في الجزء الشمالي الغربي من البلاد، كما ستنشئ منطقة صناعية في منطقة قناة السويس.