الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«تسادكان جبريتنساي».. جنرال "تيجراي" الذي أهان "آبي أحمد" وقواته | بروفايل

الرئيس نيوز

للمرة الثانية في حياته، وجد جنرال سابق في الجيش الإثيوبي نفسه في قلب تمرد منطقة تيجراي الجبلية ضد حكومة رئيس الوزراء أبي أحمد، كما كتب المحلل أليكس دي وال.
ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية، يعتبر محللو الأمن الدولي قائد القوات التيجرانية، الجنرال "تسادكان جبريتنساي" أحد أفضل العقول الاستراتيجية العسكرية في جيله على مستوى أفريقيا.
في شبابه، تخلى الرجل - البالغ من العمر الآن 68 عامًا - عن شهادته في علم الأحياء من جامعة أديس أبابا في عام 1976 للانضمام إلى جبهة تحرير شعب تيجراي. وانضم لمجموعة من بضع مئات من رجال حرب العصابات في الجبال النائية لمقاتلة النظام الماركسي آنذاك بزعامة منجستو هيلا مريم.
كانت قدرته على التحليل ومهاراته التنظيمية وقدرته على كسب ثقة المقاتلين تعني أنه بحلول أواخر الثمانينيات، سيتحول لأحد أكثر قادة العمليات احترامًا. وبحلول عام 1991، صارت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي جيشًا هائلاً قوامه أكثر من 100 ألف وتضم فرقًا آلية. وفي مايو 1991، قاد الجنرال "تسادكان" الهجوم الذي انتهى بالسيطرة على العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، والإطاحة بنظام هيلا مريم.
طرحت مجلة The Elephant في مطلع الأسبوع الجاري هذا السؤال: هل سيؤدي وقف إطلاق النار بين جبهة تحرير شعب تيجراي والحكومة الإثيوبية إلى إحلال سلام دائم في إثيوبيا؟" ومن أجل الإجابة أجرت المجلة مقابلة مع الجنرال "تسادكان". وكما وصفته بي بي سي بـ"العقل المدبر"، أكد محرر مجلة The Elephant المتخصصة في الشؤون الأفريقية أن الجنرال "رقم صعب"، وهو عضو رئيسي في قيادة قوات الدفاع التيجرانية ويُنظر إليه على أنه أحد العقول المدبرة لعملية "ألولا – Alula" التي أدت في أواخر يونيو 2021 إلى انتكاسات كبيرة للجيش الإثيوبي في تيجراي.  
وحول سياق ما يحدث في تيجراي، قال الجنرال للمجلة: "لست مضطرًا للتذكير بالفظائع المروعة التي ارتكبتها قوات أسياس وأبي الغازية ضد شعب تيجراي، لكن بعد الهجوم وبعد ما حدث مؤخرًا، أرى أن الحكومة الإثيوبية تعيش في وهم، صنعوه بأنفسهم. حاولوا إنكار الواقع على الأرض. حاولوا خداع العالم بالقول إنهم أعلنوا وقف إطلاق النار من جانب واحد ولم يقروا بهزيمتهم. لقد قضينا على لواءين من قوات أبي أثناء فرارهم من العاصمة ميكيلي، لذا فإن هذا الهراء حول وقف إطلاق النار المزعوم من جانب واحد هو مسرحية اندمج أبي في تمثيلها أكثر من اللازم ورواية يروق له ترويجها بغير سند.
وأضاف: "بدلاً من ذلك، يجب أن يدركوا الحقائق على الأرض وأن يتوصلوا إلى حل واقعي. لا يمكنك الحصول على وقف لإطلاق النار في وقت قمت فيه بالفعل بمنع كل حركة السلع والخدمات وأوقفت رحلات الخطوط الجوية الإثيوبية إلى ميكيلي، ولا يوجد هاتف، ولا يوجد إنترنت، ولا كهرباء، ولا يوجد نقل بري، وتم حظر المساعدات الإنسانية. لا يستطيع الحديث عن أي وقف إطلاق نار أحادي الجانب بينما يحاول خنق شعب تيجراي بأسره. لذا، أعتقد أنني أود أن يفهم المجتمع الدولي الوضع الذي نحن فيه. لقد كنا مقيدين للغاية لأننا لا نريد أن يُنظر إلينا كما لو أننا لا نقبل حلاً سياسيًا. المشكلة برمتها ليست فقط في تيجراي ولكن في كل إثيوبيا. نحن نعلم أن القوات الحكومية كان قاب قوسين أو أدنى من الفناء بأكملها، لكننا في نفس الوقت نكبح أنفسنا للتوصل إلى حل سياسي واقعي للمشكلة برمتها. أود أن يفهم المجتمع الدولي هذا الوضع، هذه هي الرسالة التي لدي الآن".
كان الجنرال"تسادكان" ضمن المجموعة التي توسطت بين رئيس الوزراء أبي وجبهة تحرير تيجراي قبل اندلاع الحرب في نوفمبر، وتحدث عن ما دفعه لتك مقعد الوسيط وتحوله في نهاية المطاف إلى خصم أصيل لأبي، فقال: "أنا ومجموعة من الشخصيات السياسية البارزة في إثيوبيا نحاول التوسط. كان أساس التفاعل الذي أجريناه هو قبول الدستور الحالي للفيدرالية متعددة الأعراق وحل أي قضية أخرى بخلاف ذلك. في تعاملي مع رئيس الوزراء، أبي، كان من الواضح جدًا أنه كان يسعى إلى (أولاً) تفكيك الفيدرالية متعددة الأعراق التي جمعت إثيوبيا معًا في جسد سياسي واحد و(ثانيًا) كان يبحث عن حل ليس حلاً سياسيًا سلميًا بل لاحظنا أنه في طور إعداد نفسه للحرب. كان هذا واضحًا جدًا بالنسبة لي في اجتماعاتنا الأخيرة. لذلك كان علي أن أختار. كنت أعلم أن الحل السياسي لتيجراي لن يأتي في تعاملاتي مع أبي. وعلى النقيض، كنت أتفاعل مع رئيس تيجراي، رأيت لديه استعدادًا لحل المشكلة، طالما يتم احترام الترتيب الدستوري الفيدرالي متعدد الأعراق. لم يكن هذا هو الحال مع أبي أحمد، لذلك كان علي اتخاذ موقف. وفي الوقت نفسه، لم يكن هناك خيار آخر. دعت الحكومة الإثيوبية قواتٍ أجنبيةٍ لغزو بلادنا، فكان الخيار إما الاستسلام للقوات الأجنبية أو لقوات أبي، أو الانضمام إلى المقاومة. فاخترت هذا الأخير".
وأكد الجنرال تسادكان أن منطقة تيجراي هي منطقة لن تتجه للحرب ولكنها في نفس الوقت ليست خائفة من الحرب. وقال "أعرف التاريخ، وأعرف الإمكانات، عندما بدأ هذا الشيء، كان من الواضح جدًا أن القادة الأقدم والأكثر خبرة هم من تيجراي، التي كانت العمود الفقري للقوات المسلحة الإثيوبية على مدى الثلاثين عامًا الماضية، من ذوي الخبرة العالية لأنهم خاضوا حربين رئيسيتين، وأنا أعلم كثيرًا التقاليد العسكرية لتيجراي، لذلك عندما تجمع بين هذين العنصرين، قادة ذوي خبرة عالية ومهارة ومجتمع له تقاليد عسكرية عميقة جدًا، لن يستغرق الأمر سوى فترة قصيرة لإعادة التنظيم واستعادة السيطرة. هذا بالضبط ما حدث. في الوقت نفسه، ساهمت الفظائع التي ارتكبها أعداء تيجراي، والتي خلقت معارضة واسعة النطاق بين الشباب في الاستعدادات للمقاومة بسرعة قياسية. عندما اجتمعت كل هذه الأشياء معًا، نظرًا للخبرة التي اكتسبناها، كان علينا تنظيم الوحدات القتالية، وتدريبها وكان من الواضح لنا أنه عندما نحصل على بعض الوقت، سنقوم بإنشاء آلة قتال هائلة، وهذا ماذا حدث.
أكد الجنرال تسادكان وقوع أكثر من 8000 أسير من جيش أبي وهو رقم مرشح للزيادة، كما أكد الاتصال المستمر باللجنة الدولية والتعامل مع الأسرى وفقًا للقانون الدولي.
كما وصفته وسائل الإعلام الدولية عدة مرات ومن قبل وكالات الأمم المتحدة، وأشار الجنرال إلى أن الوضع الإنساني في تيجراي مريع وتحاول الحكومة الإثيوبية تفاقم هذا الوضع والدفع به إلى الهاوية من خلال منع أي اتصال مع السودان وأي منفذ آخر، لذلك قررت حكومة تيجراي والقيادة المركزية القيام بكل ما من شأنه تسهيل أي شيء تطلبه الأمم المتحدة أو أي من وكالات المساعدة الإنسانية.