مع تعثر المفاوضات.. مصر تسعى لعدم تجدد القتال في قطاع غزة
بدا أن نذر الحرب عادت لتطل برأسها مجددًا على فلسطين المحتلة، بعد أيام من الاقتتال العنيف الذي شهدته فلسطين مايو الماضي، على يد جيش الاحتلال، حتى تمكنت مصر من تطبيق مبادرة لوقف إطلاق النار هناك، تمهد لإعادة إعمار قطاع غزة، الذي تهدم من بنيته التحتية نحو 70 %، لكن المساعي المصرية توقفت نتيجة استمرار المشاحنات الفلسطينية الفلسطينية في إشارة إلى (فتح وحماس) من جهة، و(حماس والاحتلال الإسرائيلي) من جهة أخرى.
ضابط إسرائيلي سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، يدعى يوني بن مناحيم، تحدث مع صحف عبرية، كشف عن أنّ إسرائيل وحماس تتبادلان الرسائل على الأرض، لكن المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى وإعادة إعمار قطاع غزة توقفت، ويستعد الجيش الإسرائيلي لاحتمال جولة قتال جديدة في قطاع غزة، وقد تشمل هذه المرة عمليات برية واسعة النطاق داخل القطاع. بحسب تصريحاته التي نقلها موقع "الرأي اليوم".
بن مناحيم، أكد أنّ هذا الأسبوع حاسم من حيث ما إذا كان وقف إطلاق النار في غزة، وإعادة إعمارها، سيستمر أم لا، لافتًا إلى أن المخابرات المصرية تنتظر عودة الوفد الإسرائيلي للقاهرة، مع إجابات لمطالب حماس بخصوص صفقة تبادل الأسرى، وإعادة إعمار القطاع، حيث دعت الحركة إسرائيل للإسراع في الاستجابة لمطالبها بشأن تخفيف الحصار عن غزة.
زعم أن محادثات القاهرة بين الجانبين تتعثر، حيث أبلغ الوفد الإسرائيلي المخابرات المصرية أنه ليس مخولا بمناقشة الإفراج عن الأسرى، وأن الحكومة فقط مخولة بذلك، وطالب بمعلومات عن الحالة الصحية للأسرى لدى حماس، وحينها ستتم مناقشة مبادئ الصفقة، لكن رد حماس تضمن إطلاق سراح النساء والقاصرين كخطوة أولى، تمامًا كما حدث في المرحلة الأولى من صفقة شاليط في 2011.
لفت إلى أن حماس أبلغت مصر أن صبرها ينفد، وأن استمرار إسرائيل في ربط قضية الأسرى والمفقودين الإسرائيليين بالإعمار سيؤدي لتصعيد كبير على حدود غزة، لأن الأسرى سيطلق مقابلهم أسرى فقط، وإعادة إعمار قطاع غزة قضية إنسانية لا علاقة لها بالصفقة، فيما تظهر مصر غضبا من رد فعل إسرائيل على إطلاق بالونات حارقة على المستوطنات، ويبدو أن الأجواء تبدو متشائمة.
كان جيش الاحتلال شن هجمات عنيفة على القطاع المحاصر منذ أيام تحت مزاعم إطلاق المقاومة في القطاع بالونات حارقة، وقد طالبت مصر من الفصائل ضبط النفس وعدم الانجرار للاقتتال مرة أخرى وهو الأمر الذي استجابت له الفصائل، ويبدو حسب كلام الضابط الإسرائيلي أن القاهرة أبلغت الاحتلال رفضها لتلك الردود الفعل العنيفة.
أكد بن مناحيم، أن المفاوضات مغلقة في جميع القضايا، بينما المعابر الحدودية من إسرائيل إلى قطاع غزة مغلقة، ومنطقة الصيد تقتصر على 6 أميال فقط، وقطاع غزة محاصر حصارًا شديدًا منذ أكثر من شهر، والجمهور في قطاع غزة يصرخ، وقيادة حماس تناقش كيف تستمر هذه العلاقة مع إسرائيل، في ظل فشل الاتصالات بين إسرائيل، ما دفع حماس لاستئناف إطلاق البالونات الحارقة.
أكد أن إسرائيل تحاول الآن تقويض قدرة حماس على تجديد ترسانتها الصاروخية، فيما أصدر رئيس الأركان أفيف كوخافي، الذي عاد من زيارة مهمة إلى الولايات المتحدة، تعليماته للجيش بالاستعداد للحرب في قطاع غزة، في مواجهة جمود محادثات القاهرة، والعجز عن تحقيق نتائج حقيقية بعد الحرب.
أضاف أن ما يزيد التوتر أن اقتحامات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى مستمرة، ولا يزال ترحيل العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح معلقا أمام المحاكم الإسرائيلية، وبدأت بؤرة ساخنة جديدة في حي البستان في قرية سلوان في شرقي القدس، وتتابع حماس باهتمام كبير الحكومة الجديدة في إسرائيل وتصريحات رئيس الوزراء نفتالي بينيت عن إمكانية شن عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة إذا لزم الأمر.
اختتم الضابِط الإسرائيليّ إلى القول إنّ هناك قلقًا لدى حماس من أن الجيش الإسرائيلي يعد عملية برية مفاجئة في جولة القتال الجديدة، التي قد توجه ضربة قوية للحركة، بعد أن تعلم الدروس من الحرب الأخيرة في قطاع غزة، فيما يتعلق بضرورة إحداث الشلل السريع لقاذفات الصواريخ المنطلقة من غزة باتجاه الجبهة الداخلية الإسرائيلية، على حدّ تعبير الضابِط الإسرائيليّ الرفيع.