الثلاثاء 16 أبريل 2024 الموافق 07 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

الحاجة محاسن المهدي.. أشهر محفظة قرآن في مصر

القارئة والمحفظة
القارئة والمحفظة "محاسن المهدي"

أنعم الله سبحانه وتعالى على مصر، بمميزات كثيرة ومتنوعة، من بينها اصطفاء الله لها بأن تكون موطئ أقدام الأنبياء، ومكمن الرسالات، علاوة على ما قاله الملك خالد بن عبد العزيز، العاهل السعودي : "القرآن نُزل بمكة وخطط بإسطنبول وقرئ بمصر".


(القارئ محمد بدر حسين)

ستظل مصر مكمنًا لتلاوة آي الذكر الحكيم، حتى وإن عانت من الفتور والإضمحلال في فترات تاريخية حساسة تتسم بالمنعطف الخطير، ذلك لرضا الله عز وجل على أرضها وأهلها ودعاء النبي الكريم لها ولشعبها إلى يوم الدين.


(المحفظة والقارئة محاسن المهدي)

تترائى تلك الكلمات على محاسن المهدي إبنة المحلة الكبرى، بمحافظة الغربية المعروفة بالأصوات الجميلة والرائعة المرتلة والمجودة لكتاب الله عبر أبنائها الأجلاء مثل : مصطفى إسماعيل، محمود خليل الحصري، راغب مصطفى غلوش ومحمد بدر حسين.


من رحيق هؤلاء الكبار خرجت الحاجة محاسن المهدي، أشهر محفظة ومرتلة لكتاب الله عز وجل على مدار نصف قرن من الخدمة الجليلة للكلمات النورانية، مخرجةً أجيالاً مخضرمة من الأطفال والفتيات والسيدات، قارئين للفرقان ترتيلاً وتجويدًا.

نشأت محاسن المهدي، وسط أسرة عاشقة للقرآن الكريم وتأثرت بفضيلة الشيخ محمد بدر حسين وهو يتلو سور الأنبياء وغافر وكانت تبكي بكاءً شديدًا لبصيرتها الكامنة في قلبها المشع بومضات إيمانية من رحيق الذكر الحكيم.

من بوابة بدر حسين، إرتبطت المهدي بكتاب الله على الدوام، وحرصت على حفظه منذ نعومة أظفارها متحلية بالصبر والجلد والإصرار كي تنعم بومضات الأحرف النورانية في حياتها كمنهاج وطريق وأسلوب حياة تنشئ الفؤاد على تحمل الحياة بمتناقضاتها وتعرجاتها.

حفظت المهدي في سن صغير، أجزاء من القرآن الكريم وأتمت حفظه كاملاً عقب زواجها، مستعينةً بزوجها لتقرأ عليه القرآن الكريم وتراجع عليه ما حفظته.

ترأست المهدي دار الزيني لتحفيظ القرآن الكريم، بعدما حصلت على رخصة من الأزهر الشريف عن طريق الشيخ عبد الرحمن العراقي، وكانت تحفظ الفتيات والسيدات والأطفال القرآن الكريم، واستطاعت بفضل الله عز وجل أن تخرج أجيالاً كثيرة من حفظة القرآن الكريم.

بدأت المهدي مسيرتها النورانية، من خلال كُتاب شارع الحنفى بالمحلة، وبعد فترة قام والدها بإحضار الشيخ محمد رمضان للمنزل ليحفظها القرآن الكريم، واستكمل بعده الشيخ محمد خميس، وتعلمت على يده القراءة بالتجويد، وسجلت القرآن كريم كاملاً ثلاث مرات على يديه حتى تعلمت أحكام التجويد، مشيرة أن تعلم أحكام القراءة وحفظ القرآن الكريم ليس أمرًا سهلاً ويحتاج لصبر وجلد حتى يتقن القارئ حفظ كتاب الله والحفاظ عليه، ثم أكملت الحفظ مع الشيخ على صقر، والشيخ عبد الرحمن العراقى.

توجت المحفظة الكبيرة، مجهوداتها بتأليف كتاب عن أحكام التجويد، وتم اعتماده على يد الشيخ احمد المعصراوي، وخضع لمراجعة أساتذة وعلماء كبار.

ستظل مصر قلعة حصينة ورئيسة في الحفاظ على كتاب الله عبر رجالها ونسائها، وهو ما أكده الرسول الكريم والسلف الصالح الذين عاشوا مع أبناء الكنانة.