مناورة سياسية.. خبراء يكشفون الأهداف الحقيقة وراء التصرفات الأحادية لملء سد النهضة
شهدت الساعات القليلة الماضية، تصعيداً كبيراً لحدة الأزمة الخاصة بملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي دون إتفاق قانونى ملزم ونهائي، وذلك فى ظل إصرار إثيوبيا على إتمام مرحلة الملء الثاني بارادتها المنفردة وقيامها بإبلاغ مصر ببدء أعمال الملء الثاني فعليا، والذى يأتى كمحاولة منها لمنع الإتهامات قبل إنعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي، الخميس، بأنها تقوم بأفعال وإجراءات أحادية.
ووجه وزير الموارد المائية والري، خطاباً رسمياً الى الوزير الاثيوبي، ردا على خطابه ببدء الملء الثاني، وذلك لإخطاره برفض مصر القاطع لهذا الاجراء الاحادي الذي يعد خرقاً صريحاً وخطيراً لإتفاق إعلان المبادئ ، كما أنه يعد انتهاكاً للقوانين والأعراف الدولية التى تحكم المشروعات المقامة على الاحواض المشتركه للأنهار الدولية ، بما فيها نهر النيل الذي تنظم استغلال موارده اتفاقيات ومواثيق تلزم اثيوبيا باحترام حقوق مصر ومصالحها المائية وتمنع الاضرار بها.
تعنت أثيوبي
من جانبها أرسلت وزارة الخارجية كذلك الخطاب الموجه من وزير الموارد المائية والري إلى نظيره الإثيوبي، إلى رئيس مجلس الأمن بالامم المتحدة لإحاطة المجلس، والذي سيعقد جلسة حول قضية سد النهضة يوم الخميس بهذا التطور الخطير والذي يكشف مجدداً عن سوء نية إثيوبيا وإصرارها على اتخاذ إجراءات إحادية لفرض الأمر الواقع وملء وتشغيل سد النهضة دون اتفاق يراعي مصالح الدول الثلاث ويحد من أضرار هذا السد على دولتي المصب.تعنت إثيوبي
الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والرى، من جانبه أكد أن مصر تسعى لتحقيق التعاون مع إثيوبيا باتفاق قانوني عادل وملزم لملء وتشغيل السد الاثيوبي ، بما يحقق المصلحة للجميع ، مشيراً إلى أن مصر أبدت مرونة في التفاوض قوبلت بتعنت كبير من الجانب الإثيوبي نظراً لأن إثيوبيا ليس لديها الإرادة السياسية للوصول لاتفاق ، وإنها تسعي دائماً للتهرب من أي إلتزام عليها تجاه دول المصب.
فى حين أوضحت أنجر أندرسون مديرة برنامج الأمم المتحدة للبيئة،خلال لقاء وزير الرى ، أن الأمين العام للأمم المتحدة أكد على جاهزية الأمم المتحدة للمشاركة في مسار الاتحاد الأفريقي للعمل على دعم مفاوضات سد النهضة حال طلب ذلك من الدول الثلاث ، حيث تم الإشارة لطلب كل من مصر والسودان على أهمية إدماج أطراف دولية (الإتحاد الأفريقى - الأمم المتحدة- الاتحاد الاوروبى- الولايات المتحدة الامريكية) لدفع مسار التفاوض.
تعارض مع إتفاق المبادى
من جانبه قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، إن إثيوبيا تهدف من خطاب بدء الملء الثانى توصيل رسالة الى المجتمع الدولى ومجلس الأمن أنها تتبادل المعلومات مع مصر والسودان، حيث طلبت فى إبريل الماضى تعيين مندوبين لتلقى المعلومات ورفضت مصر والسودان هذه الخطوة لأنها تتعارض مع إعلان مبادئ سد النهضة الذى ينص على التعاون فى الملء الأول وإدارة السد والاتفاق على قواعد الملء والتشغيل وهذا لم يحدث، وبالتالى لايمكن تبادل معلومات غير متفق ليها من قبل.كما أوضح شراقى، إنه استمراراً للتعنت الاثيوبى والانفراد باتخاذ القرار وفرض سياسة الأمر الواقع فإن اثيوبيا قررت التخزين الثانى وبدأت فى تنفيذ إجراءاته منذ فتح البوابتين فى منتصف ابريل الماضى، كما أنها لم تحدد فى خطابها الأخير لوزارة الرى المصرية مقدار التخزين الثانى بالتحديد لأنه يرجع لحجم الانشاءات التى تتم حاليا من صب خرسانة على الممر الأوسط.
مناورة سياسية من إثيوبيا
وقال الدكتور علاء عبدالله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية في جامعة الخليج بالبحرين، إن ما قامت به إثيوبيا حاليا هو مناورة سياسية فهي بدات الملء الثاني لتثبت للشعب الإثيوبي ما وعدته به فى تحقيق ما اوهمته به من أجل الفوز بالانتخابات، فى نفس الوقت لم تستطيع فعليا الوصول إلى منسوب ٥٩٥ متر وتخزين الكمية المطلوبة للملء الثانى بسبب مشكلات تنفيذ بناء السد وبالتالي فأنها لم تصل إلى كامل الكمية التي تعترض عليها كل من مصر والسودان.
وأوضح أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية لـ " الرئيس نيوز "، إن أقصي ما يمكن الحصول عليه وما تسعي له كل من مصر والسودان هو الحصول على قرار أو إلزام إثيوبيا أن يتم الاتفاق برعاية الاتحاد الإفريقي ويكون ملزما للدول الثلاث حتي لا تتنصل منه إثيوبيا كالعادة فى حالة الوصول إلى أي اتفاق.
وقال الصادق : فى حقيقة الأمر أن سد النهضة أصبح أداة سياسية تحاول إثيوبيا تحقيق أقصي إستفادة منها. إذا فقرار مجلس الأمن نراه العودة إلى المفاوضات برعاية الاتحاد الافريقي. كل الأمل أن نحصل على إلزامية الإتفاق الذي نأمل الوصول إليه من هذه المفاوضات الماراثونية.
وأوضح أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية لـ " الرئيس نيوز "، إن أقصي ما يمكن الحصول عليه وما تسعي له كل من مصر والسودان هو الحصول على قرار أو إلزام إثيوبيا أن يتم الاتفاق برعاية الاتحاد الإفريقي ويكون ملزما للدول الثلاث حتي لا تتنصل منه إثيوبيا كالعادة فى حالة الوصول إلى أي اتفاق.
وقال الصادق : فى حقيقة الأمر أن سد النهضة أصبح أداة سياسية تحاول إثيوبيا تحقيق أقصي إستفادة منها. إذا فقرار مجلس الأمن نراه العودة إلى المفاوضات برعاية الاتحاد الافريقي. كل الأمل أن نحصل على إلزامية الإتفاق الذي نأمل الوصول إليه من هذه المفاوضات الماراثونية.