مصادر لمواقع عربية: الرئيس عباس طالب ملك الأردن الوساطة لتخفيف الفتور مع القاهرة
بعد نجاح مصر في طرح مبادرة لوقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، والبدء في عملية رفع الأنقاض تمهيدًا لإعمار القطاع المحاصر والمهدم من بنيته التحتية نحو (70 %)، علقت المباحثات الفلسطينية الفلسطينية، بين حركتي (فتح وحماس) لأجل غير مسمى، وحتى الآن لم يتم الكشف عن موعد في القريب العاجل.
مصادر تحدثت لموقع "الرأي اليوم" قالت إن القاهرة غاضبة من ممارسات وسياسات السلطة الفلسطينية ممثلة في حركة "فتح" وحركة حماس المسيطرة على قطاع غزة منذ العام 2005، ونقلت المصادر إلى أن مصر أصرت خلال اليومين الماضيين على عدم استئناف مشروعها العالق تقريبا منذ شهر بالعودة الى الحوار الوطني بين حركتي حماس والفصائل من جهة وحركة فتح ضمن الترتيبات التي دعمتها الولايات المتحدة لتمرير مشروع اعادة الاعمار في قطاع غزة عبر شراكة مصرية.
أكدت المصادر أن العلاقة بين مصر والسلطة الفلسطينية لازالت تعاني من البرود الشديد وان الرئيس محمود عباس عندما زار عمان قبل عدة أيام طلب من العاهل الملك عبد الله الثاني التدخل لدى الرئيس عبد الفتاح السيسي لأحداث نوع من التقارب وازالة مؤشرات الخلاف مع المصريين .
بحسب الموقع فإن عباس يشتكي من وجود موفدين له نقلوا معلومات مضللة الى مصر ما ترتب عليه إرباك خطوط الاتصال، متهما بعض القيادات الفلسطينية العاملة معه ضمنا بعدم تنفيذ توجيهاته وبتقديم معلومات غير دقيقة له عن الموقف المصري.
يشير الموقع إلى أن عباس أبلغ ضمنيا عبر الأردنيين بأنه مستعد لإعادة استئناف الاتصالات والمشاورات مع مصر والتي توقفت قبل أسابيع قليلة شريطة أن لا تؤدي إلى انفراد حركة حماس بالمشهد، معاتبا بأن حماس تتلاعب بدورها بالحيثيات .
رجحت المصادر أن تكون رغبة عباس في تخفيف التوتر مع القاهرة، هي محاولة منها تجاوز الضغوط التي تواجهها بعد حادثة قتل المعرض نزار بنات.
وما زاد في سعي عباس للبحث عن مخرج هنا والهروب سياسيا الى الامام هو رسالة واضحة من الجانب الاردني تشير الى ان الاردن الان قد يكون الصديق الوحيد للسلطة وعباس في المنطقة والى ان عمان ستعمل في الملف الفلسطيني تحت سقف مرتفع جدا من التنسيق والتشاور مع القيادة المصرية تحديدا، الأمر الذي اعتبر بمثابة رسالة بين الأسطر تفيد من الجانب الاردني باتجاهين، الأول هو أن الريادة والقيادة للدور المصري في بعض الملفات بعد الأن، والثاني هو أن هوامش الصداقة أمام مؤسسة الرئاسة الفلسطينية تضيق، وأن العلاقة الأردنية مع الرئيس عباس أصبحت تتعرض للضغط، ومثيرة للجدل خصوصا وأن عمان أظهرت شغفا كبيرا طوال الوقت في متابعة ما يجري في الضفة الغربية بعد حادثة نزار بنات فيما توجه المؤسسات الاردنية ملاحظات سلبية لأداء الأجهزة الأمنية الفلسطينية في هذا السياق .
بحسب المصادر المطلعة جدا، بحسب وصف الموقع، فإن الأردن فاجأ السلطة بتركيز شديد على تجنب إزعاج مصر، والحرص على العمل معها، وهي استراتيجية حاصرت الرئيس عباسي على الأرجح ودفعته لمطالبة عمان ببذل ما يمكن من الجهد لإصلاح علاقته التي تضررت الشهر الماضي مع المؤسسات المصرية.
يقول الموقع إن مساعدي عباس اشتكوا لمصر والأردن من حراك شعبي داخلي، تحاول الاستثمار به جبهات معارضة بينها حركة حماس وحزب التحرير والتيار الفتحاوي المعارض لعباس، ولقد ورد ذلك عمليًا في إبلاغات وتقييمات قدمها مسؤولون كبار في أمن السلطة إلى القاهرة وعمان والهدف منها إعادة جذب الانتباه المصري والأردني واستدراج عمان والقاهرة لدعم الشرعية الفلسطينية مجددا.
الأزمة المصرية اصلا مع الرئيس عباس كانت قد برزت عندما رفض الوفد الذي ارسله لحوار القاهرة التوقيع على رسالة خطية تحدد ماهي أهداف واحتياجات السلطة فيما أصر عباس وقتها على أن كل دولار يحضر تحت عنوان إعادة إعمار غزة ينبغي أن يصل لخزينة السلطة فقط، وينفق من خلالها، وهو ما اعترضت عليه حركة حماس ومع رفض الطرفين تقديم التزامات خطية غضبت القاهرة وأعلنت تعليق الحوار ولا تزال في حالة الانزعاج وترفض اقتراحات للإعادة استدعاء ممثلي الحركتين لتدشين حوار على بعض التفاصيل.