ولي العهد السعودي: حملة الفساد علاج “بالصدمة” تحتاجه المملكة
اعتبر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أن الموجة الجديدة من الإصلاحات، التي تشهدها السعودية هي جزء من العلاج بـ “الصدمة”، الذي يعد ضروريا لتنمية البلاد.
جاء ذلك خلال مقابلة أجراها الأمير السعودي مع صحيفة “واشنطن بوست”، نشرت مساء أمس الثلاثاء، وسلط الأمير خلالها الضوء على التحولات والإصلاحات التي تشهدها المملكة في الآونة الأخيرة.
ووصف الأمير محمد بن سلمان الحملة ضد الفساد التي أطلقتها الرياض نهاية العام الماضي على أعلى مستوى، بـ “علاج الصدمة”، مؤكدا أن السعودية لن تحقق أهداف الميزانية دون وقف هذا النهب.
وقال الأمير “أتذكر الفساد في مراهقتي، حينها حاول بعض الأشخاص استخدام اسمي وعلاقاتي”، مضيفا “لقد كان الأمراء الفاسدون قلة، ولكن النماذج السيئة تحظى باهتمام أكبر، وقد أضر ذلك بقدرة الأسرة المالكة”.
وشبه ولي العهد الفساد بالسرطان، الذي يتطلب القضاء عليه إجراءات حازمة، حيث قال: “يكون لديك جسد مصاب بالسرطان في كل أعضائه، سرطان الفساد، لذا عليك استخدام العلاج الكيميائي لتسبب صدمة له، وإلا فإن السرطان سيلتهم الجسم”.
وأشار الأمير السعودي إلى أنه تم إطلاق سراح جميع المعتقلين، الذين احتجزوا في نوفمبر الماضي في إطار حملة الفساد، بعد دفعهم لتعويضات، ما عدا 56 شخصا، وأضاف “معظمهم يدركون أنهم ارتكبوا أخطاء كبيرة، وقاموا بالتسوية”.
وكانت السعودية قد أطلقت مطلع نوفمبر الماضي حملة ضد الفساد، أوقفت في إطارها عددا من الأمراء وكبار المسؤولين الحكوميين، من بينهم المليارير السعودي الأمير الوليد بن طلال، ورئيس الديوان الملكي السابق خالد التويجري، ورجل الأعمال ومالك مجموعة قنوات “MBC” وليد الإبراهيم.
وأطلق سراح معظم المحتجزين بعد إبرام اتفاقات تسوية مالية معهم، وقال النائب العام السعودي، سعود بن عبد الله المعجب، في وقت سابق، إن الحكومة نجحت في جمع أكثر من 100 مليار دولار من الحملة.
ويعد هذا المبلغ الضخم دفعة مالية ذات قيمة للميزانية السعودية التي تواجه صعوبات بسبب تراجع أسعار النفط، التي تعد موردا للمملكة.