سد النهضة.. ما آخر التحركات الدبلوماسية المصرية بالملف قبل عقد جلسة مجلس الأمن؟
توجه وزير الخارجية سامح شكري، اليوم، إلى نيويورك، وذلك تمهيداً للمشاركة في الجلسة المُقرر عقدها لمجلس الأمن لبحث قضية سد النهضة الإثيوبي، الخميس المقبل، والتي تعقد بناءً على طلب مصر والسودان.
وصرح السفير أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أنه من المقرر أيضاً أن يعقد شكري خلال الزيارة سلسلة من اللقاءات والاجتماعات المكثفة بعدد من نظرائه الوزراء، والمندوبين الدائمين للدول الأعضاء بمجلس الأمن، والمسئولين بالأمم المتحدة، وذلك لإعادة التأكيد على الموقف المصري الثابت تجاه قضية سد النهضة والقائم على ضرورة التوصل لاتفاق قانوني مُلزم حول ملء وتشغيل السد يراعي مصالح الدول الثلاث، ويحفظ حقوق مصر ومصالحها المائية.
من جهتها، رحبت وزارة الخارجية السودانية، مساء أمس، باستجابة مجلس الأمن لطلبها الخاص بعقد جلسة لمناقشة أزمة سد النهضة. وقال المتحدث الرسمي باسم فريق مفاوضات سد النهضة بالسودان، السفير عمر الفاروق سيد كامل في تصريح صحفي، إن "مجلس الأمن باستجابته لطلب السودان، وموافقته على عقد هذه الجلسة، يبرهن على خطورة الملء الثاني لسد النهضة، وخطورة عدم قدرة الأطراف على التوصل لاتفاق نهائي وملزم على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين".
يأتي ذلك التحرك الدبلوماسي على الصعيد الدولي من القاهرة والخرطوم لمواجهة التعنت الإثيوبي في أزمة السد والإصرار على اتخاذ إجراءات آحادية الجانب وبدء الملء الثاني المزمع لبحيرة سد النهضة الشهر الجاري، دون إبرام اتفاق مٌلزم بين الدول الثلاث.
من جانبه، أكد وزير الري الإثيوبي، سيليشي بيكيلي، اليوم، أن عملية إنشاء سد النهضة تسير وفق الجدول المخطط لها.
وقال في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" إن "وزارة الزراعة والري الإثيوبية وشركة إثيوبيا للطاقة الكهربائية، قامت أمس، مع المقاولين بإجراء تقييم لموقع سد النهضة.
وتابع بيكيلي أن "عملية تشييد سد النهضة تسير في موعدها المحدد وكما هو مخطط له، وذلك بفضل الآلاف من عمال البناء والاستشاريين وأنواع الدعم الأخرى التي تم حشدها حول المشروع". وشارك وزير الري الإثيوبي صورا من زيارة أمس لسد النهضة.
فيما حذر السفير الإثيوبي لدى الخرطوم بيتال أميرو، من تسييس ملف سد النهضة، مشددا على أن بلاده لا تنوي إلحاق أي أذى بالسودان من خلال هذا المشروع.
وتعثرت المفاوضات المستمرة منذ عقد حول سد النهضة بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخري بعد فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات التي عقدت في أبريل الماضى، بدولة الكونغو الديمقراطية التي تترأس الاتحاد الأفريقي في دورته الحالية.
وتتمسك مصر والسودان بضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة يراعي مصالح الدول الثلاثة وتجنب أي إجراءات أحادية، بينما تعتزم إثيوبيا الملء الثاني في موسم الفيضان الحالي، أي خلال شهري يوليو وأغسطس.