في ذكراها الـ 934.. معركة حطين كلمة السر في تحرير القدس
تمر اليوم الذكرى التسعمائة وأربعة وثلاثين
عامًا، على تحرير بيت المقدس في العام 1187م على يد سلطان المسلمين ومؤسس الدولة
الأيوبية ، الناصر صلاح الدين بن يوسف بن أيوب القادم من بلاد الكرد، محققًا
النبؤة التي لازمته منذ نعومة أظفاره بتحريره للقدس، التي وقعت بين براثن الصليبيين
في العصر الفاطمي في العام 1099م، وظلت تحت أنيابهم قرابة قرن من الأسر والاحتلال.
(معركة حطين)
كانت سبب المعركة، الهجوم السافر الذي قام به
أحد بارونات القدس الإقطاعيين وهو "رينو دي شاتيون"
أو"أُرناط" أمير الكرك ما بين أواخر 1186 وأوائل 1187م، على قافلة
تجارية متجهة من القاهرة إلى دمشق ونهب بضائعها، وأسر أفرادها
وزجهم في حصن الكرك.
(لقطة مصورة لمعركة حطين)
يروى أن القافلة كانت لأخت صلاح الدين بالذات،
فما كان من صلاح الدين إلا أن طالب في الحال ملك القدس آنذاك "جاي دي
لوزينيان" بالتعويض عن الضرر والإفراج عن الأسرى ومحاسبة الناهب، ولكن الملك
لم يجازف بمس تابعه القوي رينو، فما كان أن قرر صلاح الدين إعلان الحرب على مملكة
القدس، إلا أن مرض صلاح الدين أخر بدء القتال في تلك السنة.
(صورة تعبيرية لموقعة حطين)
أعلن السلطان الناصر صلاح الدين، بفتح باب
التطوع في مصر لمحاربة الصليبيين وأرسل مراسليه إلى الموصل
والجزيرة والشام يطلب منهم دعم الجيش وخرج بعساكره الخاصة وعسكر الحلقة وغيرهم من
القاهرة وعسكر في دمشق.
عين السلطان ابنه الملك الأفضل قائدًا للقوات
واحتشدت قواته في بصرى وكانت تضم حوالى 12000 فارس و 13000 من المشاة ورجال
الاحتياط وأعداد كبيرة من المتطوعين ثم سار إلى الكرك وأخذ قيادة القلب وأعطى ابن
أخيه تقى الدين عمر قيادة الميمنة ومظفر الدين كوكبرى قيادة الميسرة وخرج الحاجب
لؤلؤ بالأسطول من مصر، ثم خرج الملك العادل من القاهرة إلى بركة الجبل وسار إلى
الكرك والتقى مع السلطان. وفي الجانب الآخر حشد الصليبيون 22000 ألفًا بين فارس
ورجل، والتحق بهم عدد كبير من المتطوعين حتى روي أنه زاد عددهم على الستين ألف.
استطاع صلاح الدين حصار الجيوش الصليبية، في
قرية المجاودة ما بين الناصرة وطبريا وأحرز نصرًا هائلاً في معركة حطين وأسر وقتل
أمير الكرك "أُرناط"، يوم السبت 25 ربيع
الثاني 583 هـ الموافق 4 يوليو 1187م واستطاع أن يحرر القدس من براثن أمراء
أوروبا، ضاربًا المثل الأكبر المستمر بين الأفواه حتى الآن في الفروسية والإقدام، وذلك
لمعاملته الحسنة والسمحة لسكان القدس.
أصبح صلاح
الدين مضربًا للأمثال في الروايات والسير الشعبية والقصص الأسطورية ما بين الأدبين
العربي والغربي، علاوة على جعله أيقونة رمزية تهدف إلى الخروج من المأزق
والاحتلال، من خلال صيحة "أين أنت يا صلاح الدين؟"، المستمرة في إطلاقها
وسريانها لإيقاظ العرب من سباتهم العميق، لتخليص أطهر بقاع الأرض من براثن
الصهيونية.